نفذت قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، فجر اليوم الاثنين، عملية أمنية بالتعاون مع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على أطراف مدينة الرقة، شمالي سورية.
وقال الناشط المقيم في مدينة الرقة أسامة أبو عدي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات التحالف الدولي ضد "داعش" نفذت عملية أمنية بالتعاون مع "وحدات مكافحة الإرهاب" التابعة لمليشيات "قسد"، انطلاقاً من حي المشلب، شرقي الرقة.
وبحسب الناشط، فإن العملية جرت بمساندة من الطيران المروحي، وقال إن "العملية بدأت بإنزال جوي بعد منتصف الليلة الماضية في الطرف الشرقي من حي المشلب، بالقرب من منطقة الرقة السمرة، وهي منطقة الحويجة بحسب التسمية المحلية، ورافقت العملية أصوات إطلاق نار من الطيران".
وأشار أبو عدي إلى أن "الطيران حلق على علو منخفض وسط أصوات انفجارات رافقت العملية حوالي الساعة الثانية إلا ربعا، مع انتشار حواجز أمنية عند مفرق الرقة السمرا من الطرف الشرقي لموقع العملية، وعند حاجز باب بغداد على مدخل مدينة الرقة".
وحتى الساعة، لم يجر التعرف إلى هوية المستهدفين في العملية ومصيرهم.
وقبل يومين، اعتقلت "قسد" 6 أشخاص خلال مداهمة نفذتها لـ4 منازل في أطراف مدينة الطبقة، غربي الرقة، وجاء الاعتقال بتهمة الارتباط بتنظيم "داعش".
وفي الثامن من الشهر الجاري، نفذ التحالف الدولي ضد "داعش" بالتعاون مع "قسد" عملية أمنية في ناحية أبو النيتل بريف دير الزور. وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، حينها، إن الشخصين اللذين اعتقلهما التحالف خلال العملية هما محمد الحمود البليخ وعبد الحميد محسن العياد الملقب بـ"حماشي".
على صعيد آخر، قتل شخصان، مساء أمس الأحد، بهجومين منفصلين في مدينة نوى بمحافظة درعا، جنوبي سورية، في حين أصيب ثلاثة أطفال بجروح جراء انفجار لغم في منطقة تخضع لسيطرة مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الحسكة، شمال شرقي البلاد.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا المدني ضياء محمد خير المذيب، في مدينة نوى، بالرصاص، مساء أمس الأحد، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وجاء الهجوم بعد ساعة من مقتل المدني محمد عبدو العمارين بهجوم من مجهولين أيضاً في مدينة نوى، غربي محافظة درعا.
وأكد الناشط عدم وجود أي معلومة تفيد بانتساب القتيلين لأي تنظيم عسكري أو تبعيتهما لفروع أمن النظام السوري أو تورطهما في تجارة المخدرات.
وحتى الساعة، لم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجومين، على غرار الهجمات السابقة التي حدثت في درعا.
وكانت عمليات القتل والاغتيال قد ارتفعت وتيرتها في درعا خلال الأسابيع الماضية، وكان جل المستهدفين من المتهمين بالتورط في تجارة المخدرات والعمل لصالح فروع أمن النظام السوري، فضلاً عن هجمات طاولت عناصر النظام وعناصر من فصائل المعارضة المسلحة سابقاً.
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإصابة ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة جراء انفجار مقذوف من مخلفات الحرب، أثناء عبثهم به في أرض زراعية قرب قرية المزرعة التابعة لناحية اليعربية، شمال شرقي الحسكة، ضمن مناطق سيطرة "قسد".
وأدت القذائف غير المنفجرة والألغام من مخلفات الحرب إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، في مناطق متفرقة من البلاد.
مقتل عميد في قوات النظام
في الأثناء، أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ عميداً في قوات النظام السوري قتل في هجوم في بادية حماة الشرقية (وسط).
وأضافت المصادر، التي تفضل عدم الإفصاح عن هويتها لدواع أمنية، أنّ الأمن التابع للنظام أبلغ ذوي العميد الركن إياد مرهج سركل، مساء أمس الأحد، بمقتله.
وذكرت المصادر أنّ النظام أبلغ ذوي العميد في قرية نوى بناحية سلمية، شمال شرقي حماة، بمقتله "أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن" في منطقة البادية الشرقية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ورجحت المصادر أنّ العميد قتل في كمين لخلايا تنظيم "داعش".
وأوضحت المصادر أنّ قوات النظام تنفذ عملية تمشيط حالياً في قطاعات بالبادية في ناحية تدمر وريف دير الزور الغربي، وهناك أنباء تقول إنّ العميد قتل في كمين نفذه "داعش" للقوات التي تقوم بالتمشيط في ريف دير الزور الجنوبي الغربي.
بدورها، أوردت صحيفة الوطن التابعة للنظام، اليوم الاثنين، أنّ قوات الأخير واصلت "تمشيط قطاعات في باديتي تدمر ودير الزور الغربية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي"، مضيفة أنّ "الجيش يلاحق فلول الدواعش في عمق البادية"، من دون مزيد من التفاصيل.
وجاء ذلك بعد ثلاثة أيام من مقتل ضابط برتبة ملازم في كمين على طريق مدينة السخنة، شمال شرقي محافظة حمص، في البادية القريبة من حماة، وبعد أيام من فقدان ثلاثة عناصر في منطقة السخنة أيضاً، هم الرقيب عامر عبدو القن والرقيب محمد رياض سينو والملازم أول علي العلي.
وشهدت باديتا حماة وحمص سابقاً هجمات متفرقة من مجهولين، يرجح أنهم أعضاء في خلايا تنظيم "داعش"، على قوات النظام السوري، ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوفها، وذلك رغم لجوء النظام إلى حملات تمشيط متكررة.
صواريخ النظام السوري تقتل مدنياً جنوب إدلب
وقُتل شخص، اليوم الاثنين، إثر قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.
وقال الناشط عبد العزيز قيطاز، من أبناء ريف محافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن سليمان محمد السليم (40 عاماً) قتل متأثراً بجروح أُصيب بها ظهراً إثر استهداف قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا، بأكثر من 20 قذيفة مدفعية وصاروخية، بلدة كفر عويد في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي البلاد.
وأكد قيطاز أن قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران استهدفت، بأكثر من 50 قذيفة مدفعية وصاروخا، عدة قرى في ريف حماة الشمالي الغربي، ومنطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وريف إدلب الشمالي.
وبين قيطاز أن القصف تزامن مع تحليق طائرة استطلاع روسية، موضحاً أن القصف مستمر بشكلٍ يومي، الأمر الذي يمنع عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم.
في السياق، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، اليوم الاثنين، مواقع عسكرية لقوات النظام في منطقة جورين، التي تضم معسكرا مشتركا بين المليشيات الإيرانية وقوات النظام في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، مُعلنة عن تحقيق إصابات مباشرة، من دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
احتجاجات على إزالة صورة ناشط قُتل في عملية اغتيال
شهدت مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، شمالي سورية، اليوم الاثنين، حالة استنفار عارم للأهالي وسط احتجاجات غاضبة، وذلك عقب نزع الشرطة المدنية التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" صورة أحد النشطاء، الذين اغتيلوا على يد مجموعة مُسلحة من "الجيش الوطني السوري" قبل أشهر في المدينة.
وقال الناشط معتز الناصر، وهو من أبناء مدينة الباب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الاحتجاجات "جاءت رداً على إزالة الشرطة المدنية لافتة الشهيد أبو غنوم من على سور الحديقة عند دوار الشهيد أبو غنوم، وذلك بحجة أن اسم الحديقة شاهين بى، وليست باسم أبو غنوم"، مضيفاً: "قبل يومين قمنا بتعديل اللافتة وكتبنا اسم الحديقة شاهين بى، ومن ثم أضفنا لافتة الشهيد أبو غنوم، واليوم تكرر الأمر من قبل عناصر الشرطة وقاموا بإزالة اللافتة من دون أي تبرير".
وأشار الناصر إلى أن "قضية الشهيد أبو غنوم لا تزال حتى اليوم مُراد تمييعها وتبرئة المتورطين فيها بشكل مباشر، ولا يوجد أي تقدم في القضية رغم أنها واضحة وضوح الشمس".
وكان مسلحون يستقلون سيارة قد اغتالوا، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام الفائت، الناشط محمد عبد اللطيف، المعروف باسم "أبو غنوم"، هو وزوجته الحامل إثر استهدافهما بعدة طلقات نارية بالقرب من دوار الفرن داخل مدينة الباب، الأمر الذي أدى إلى عصيان مدني وإضراب عام.
الشرطة في مدينة الباب تنشر القوات الخاصة حول حديقة الشعب وتقوم بفك صورة الش.هيد أبو غنوم من بوابة الحديقة، تزامن مع ذلك بدأ تجمهر أهالي المنطقة وثوارها وناشطيها لإعادة رفع الصورة والتأكيد على المطالب بالق.صاص من قتل.ة الشهي.د وزوجته.. pic.twitter.com/d54VaawbJg
— أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) May 15, 2023