استمع إلى الملخص
- العملية تتزامن مع مفاوضات في القاهرة بين إسرائيل وحماس، مما يربط التصعيد الميداني بجولات التفاوض.
- الجيش الإسرائيلي يشن حملات دهم واحتجاز للمدنيين، ويصدر تهديدات تطالب السكان بالانتقال إلى "المآوي الإنسانية"، مما يزيد من نزوح الفلسطينيين.
عندما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن نيته توسيع عمليته البرية إلى وسط مدينة غزة في الساعات الأخيرة مروراً بحيّ الشجاعية الذي يتواجد فيه منذ أكثر من أسبوع، ظهرت بعد ساعات من مطالبته بإخلاء المواطنين من حييّ الدرج ووسط البلد عملية عسكرية أخرى يبدو أنه خطط لتكون مباغتة غربي المدينة. ووسط قصف بعشرات الصواريخ المتتالية (الأحزمة النارية) توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الصناعة، التي تضم المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والجامعات، التي جرى تدميرها في بداية الحرب غربيّ المدينة.
وقال شهود عيان ومصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنه بينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن عشرات الأحزمة النارية وتستهدف المدفعية المناطق والطوابق العليا في البنايات المتبقية في المنطقة، كانت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية تتوغل في غربي وجنوبي مدينة غزة، في حيّ تل الهوا ومنطقة الصناعة والجامعات. ويأتي التصعيد الإسرائيلي هذا في وقت يتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة، اليوم الاثنين، في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة بين دولة الاحتلال وحركة حماس، ويربط الفلسطينيون في غزة بين هذه التطورات الميدانية وبين كل جولة من المفاوضات.
وشنّ جيش الاحتلال في غربي مدينة غزة حملات دهم وتفتيش واحتجاز للمدنيين لساعات، قبل أن يبدأ عمليته العسكرية التي تبدو واسعة. وأظهر فيديو في الساعات الأولى من فجر الاثنين، العشرات من النساء والأطفال يحاولون الهروب من منطقتي الصناعة وتل الهوا باتجاه شمالي المدينة وشارع الجلاء.
وبينما كانت العملية العسكرية في ساعاتها الأولى، تلقّى آلاف الفلسطينيين في المناطق القريبة منها اتصالات هاتفية وتهديدات من جيش الاحتلال تطلب من سكان بعض المناطق التوجه إلى "المآوي الإنسانية" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وهذا تطور يوحي بأنّ جيش الاحتلال ينوي توسيع العملية من جانب، ومن جانب آخر جعل المزيد من الفلسطينيين الباقين في المناطق الشمالية للقطاع يفرّون من الحرب والجوع إلى المناطق الوسطى التي تكتظ بأكثر من مليون ونصف المليون نازح من مناطق مختلفة من القطاع. وأثار التوغل البري الجديد قلق السكان والنشطاء، وذلك لأنه قبل ساعات فقط من هذا العدوان طلب جيش الاحتلال من المواطنين شرقي المدينة ووسطها في بيان رسمي التوجه إلى المناطق الغربية "حماية لأنفسهم"، وبدأ بالفعل بعد البيان بساعة عملية استهداف بالمدفعية للمنطقة المعلن عنها.
وفي وقت لاحق، زعم جيش الاحتلال أنه "نظراً لورود معلومات استخبارية عن وجود بنى إرهابية وعناصر من حماس والجهاد الإسلامي في منطقة مدينة غزة، باشرت قوات جيش الدفاع والشاباك تحت قيادة الفرقة 99 حملة لإحباط الأنشطة الإرهابية، بما فيها في مقر الأونروا الذي يقع في المنطقة". وفي البيان الذي نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، افيخاي أدرعي، زعم الأخير أنّ "المجمع (مقر الأونروا) يحتوي على وسائل قتالية وغرف حبس ومباحث وتحقيقات تابعة لحماس".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل 6 مرات في المنطقة منذ بداية الحرب البرية أواخر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ونفذ فيها عمليات اعتقال وتدمير ممنهجة، ولا يزال يتمركز بالقرب من المنطقة، فيما بات يسمى بمحور "نتساريم".