أعلنت قيادة الجيش العراقي تنفيذها عمليات عسكرية مستمرة بالتعاون مع قوات البشمركة، لـ"ضبط الفراغات الأمنية" بين إقليم كردستان والمركز، مؤكدة أن لديها "خططاً جديدة لتعزيز التعاون المشترك".
وخلال الفترة الأخيرة من العام الماضي، عقدت اجتماعات عدة بين قيادة الجيش والبشمركة، أفضت إلى تشكيل 6 مراكز أمنية مشتركة من الجيش والبشمركة، تعمل على "ضبط الفراغات في المناطق المتنازع عليها"، وهي المناطق التي تتنازع إدارتها حكومتا بغداد وأربيل، وقد باشرت تلك المراكز عملها فعلياً قبل فترة.
ووفقاً لنائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري، فإن "مشكلة الفراغات الأمنية بين الإقليم والمركز تتم معالجتها بأسبقيَّتين، الأولى التي شرعنا بتنفيذها هي العمليات المشتركة بين الجيش والبشمركة، وتبادل المعلومات الاستخبارية والاستطلاع المسلح بهذه المناطق، مع وجود مراكز التنسيق المشترك في خانقين وكركوك ومخمور والكسك، والمركزين الرئيسين في بغداد وأربيل".
وأضاف الشمري، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "الأسبقية الثانية يجري العمل عليها، وهي تشكيل لواءين مشتركيْنِ من الجيش والبشمركة لمسك وسد الفراغات بواسطة هذين اللواءين".
وأشار إلى أن "العمليات الأمنية مستمرة لمتابعة الخلايا الإرهابية في الفراغات الأمنية بين قيادات العمليات في محافظات ديالى ونينوى وغرب نينوى، والمقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك مع قيادات المحاور الثمانية للبشمركة"، مؤكداً أن "الاستفادة جارية من المشاهدات اليومية للكاميرات الحرارية التي تم نشرها في قواطع العمليات، وكذلك الطائرات المسيّرة، مع تنفيذ ضربات جوية مستمرة للقضاء على الزمر الإرهابية".
ضابط في قوات البشمركة أكد، لـ"العربي الجديد"، ضرورة "استمرار التعاون العسكري مع الجيش في تلك الفراغات، والتي تشكل خطراً على الإقليم والمحافظات القريبة منه"، مبيناً أن "العمليات العسكرية أسهمت أخيراً في تحجيم تحركات وهجمات "داعش"، والذي يحاول استغلال انسحاب قوات التحالف الدولي، لتنفيذ هجماته الإرهابية".
ويسعى الجانب الكردي لتوسيع التعاون العسكري مع الجيش في خطوة يريد منها إبعاد فصائل "الحشد الشعبي" عن تلك المناطق، ويحذر دائماً من إخضاع الملف للضغوط السياسية، مقابل تشكيك من قبل القوى السياسية المرتبطة بـ"الحشد الشعبي"، بالتعاون العسكري، معتبرة أن "أبعاداً سياسية تقف خلف ذلك".
وقال عضو التحالف التركماني في كركوك، عباس الآغا، في تصريح صحافي، إن "عودة البشمركة إلى المناطق المتنازع عليها مرفوضة"، معتبراً أن "الأحداث الأمنية الأخيرة وتكرار استهداف قوات البشمركة سببها عدم السماح للقوات الاتحادية بالانتشار بتلك المناطق".
وشدد الآغا على أن "أي تنسيق مشترك بين الجيش والبشمركة أمر إيجابي، لكن محاولات إعادة تلك القوات (البشمركة) للمناطق المتنازع عليها هو اتفاق خارج صلاحيات الحكومة، وأن أي خطوة بهذا الاتجاه ستكون مخالفة كبيرة".
وتعرضت قوات البشمركة في المناطق المتنازع عليها أخيراً إلى هجمات من قبل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي توقع قتلى وجرحى، ما دفع باتجاه تعزيز التعاون مع الجيش.