- الحادثة نالت انتقادات من جهات عدة وأثارت نقاشات واسعة، مع تأكيد الحكومة البريطانية على أهمية تصحيح العلاقات المجتمعية وضمان ثقة جميع مجتمعات لندن في الشرطة.
- الجدل يأتي في وقت حساس قبل الانتخابات لمنصب عمدة لندن، مع تنافس صادق خان لدورة إضافية وشعبيته بين الجاليات المسلمة والمهاجرين، مما يضيف تعقيداً للنقاشات حول تعامل الشرطة مع التظاهرات.
أكد مكتب عمدة لندن صادق خان، أن مفوض الشرطة في العاصمة البريطانيّة مارك رولي يتمتع بثقته الكاملة، وذلك بعد مطالبات بفصله على خلفية تظاهرات فلسطين واتهامات بمعاداة السامية لأحد ضباط الشرطة. وتصدّر هذا الخبر الصفحات الأولى في عدد من الصحف البريطانيّة صباح اليوم الثلاثاء، بعد نقاشات وحملات حصلت في الأيام الأخيرة حول هذه القضية. ودعا عدد من السياسيين لمحاسبة مفوض الشرطة.
وتعرّض مفوض الشرطة السير مارك رولي لانتقادات ودعوات لإقالته في أعقاب حادثة منع فيها ضابط من الشرطة، شخصاً يُدعى جدعون فالتر من عبور الشارع نحو تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، قائلاً له "أنت يهودي علني". واعتبر فالتر هذه الجملة شكلاً من أشكال معاداة السامية، مطالباً بإقالة مفوض الشرطة، لتنضم له عدد من المنظمات المنحازة لإسرائيل، فيما كان تبرير الشرطي حفظ سلامته.
ومن بين السياسيين الذين دعوا لإقالته، الوزيرة اليمينيّة المعزولة سويلا برافرمان، التي كانت لديها مواقف حادة ضد شرطة لندن، بسبب عدم منعها التظاهرات المؤيدة لفلسطين. وأدانت الحكومة البريطانيّة الحادث، واعتبرت أن الأمر "بيد عمدة لندن صادق خان لمحاسبة رولي"، فيما قالت وزيرة الطاقة، كلير غوتنيو: "من الصواب اتخاذ تحرك، لأنك لا تستطيع الحفاظ على منصب عندما يُطلب من مجموعة من الناس والمجتمع اليهودي عدم ممارسة حياتهم لأنهم قد يتسببون باستفزاز".
والتقى خان مفوض الشرطة لمناقشة الموضوع يوم أمس الاثنين، في اجتماع استمر ساعة في قاعة المدينة، قال متحدث باسم عمدة المدينة في أعقابه "لقد كانت مناقشة جيدة وصريحة وبنّاءة مع المفوض. للعمدة الثقة الكاملة في مفوض شرطة لندن"، مضيفاً "اتفقا كلاهما على أن تصحيح العلاقات المجتمعيّة أمر أساسي".
وأضاف المتحدث "أكد المفوض للعمدة أنه سيواصل دفع التغيير إلى الأمام، لضمان قيام شرطة العاصمة بعمل أفضل يحظى بثقة جميع مجتمعات لندن، ويتعلم الدروس من الأحداث الأخيرة حول كيفية المشاركة والتواصل معهم بشكل أفضل". كما أكد المتحدث باسم العمدة أن صادق خان "لن يتوانى في محاسبة الشرطة، مع استمرار إجراء التغييرات التي تشتد الحاجة إليها. لقد وعد سكان لندن بأنه لن يرتاح حتى يحصلوا على خدمة الشرطة التي يستحقونها - خدمة تمثيلية وموثوقة ومناسبة حقاً للغرض".
بدوره، علّق وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي على الحادثة، عبر المتحدث باسم وزارة الداخلية، قائلاً: "نرحب باعتذار الشرطة، ونعترف بتعقيد مراقبة الاحتجاجات.. يجب ألا ينظر لكونك يهودياً أو من أي عرق ودين، كاستفزاز، ويجب أن يشعر الجميع، من أي دين، بالحرية لممارسة حياتهم بأمان".
وتأتي هذه الحادثة في ظل الانتخابات القريبة لمنصب عمدة مدينة لندن في الثاني من مايو/ أيار المقبل، والتي يتنافس فيها صادق خان المحسوب على حزب العمّال لدورة إضافية. ومن المعروف عن خان مواقفه الداعية لوقف إطلاق النار في غزّة، خلافاً لموقف زعيم حزب العمّال كير ستارمر، كما شارك بنفسه في إحدى التظاهرات الوطنية في لندن التي تنظمها حركة التضامن في بريطانيا مع فلسطين.
كما تحدث أخيراً في اجتماع انتخابي في ميدان الطرف الأغر (ترفلغار) وسط لندن، عن تجديد دعوته لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. ويحظى خان بشعبية في أوساط العديد من الجاليات المسلمة والمهاجرين في المدينة.