على "مسرح خشبة" في حيفا.. تحقيق ينشر لأول مرة عن مذبحة الطنطورة

25 مايو 2023
مستوطنة "موشاف دور" المقامة على أراضي الطنطورة المهجرة (فرانس برس)
+ الخط -

خلال ندوة، مساء اليوم الأربعاء، على "مسرح خشبة" في حيفا، صدر تقرير من قبل لجنة أهالي الطنطورة ومركز عدالة ومؤسسة فروزنيك اركيتكشر الدولية، حول تحقيق استمر عاماً ونصف، عن أماكن المقابر الجماعية وشهادات لناجين من مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية إبان النكبة عام 1948.

شمل التقرير، الذي يحمل اسم "الطنطورة"، مواد أرشيفية وخرائط التاريخ الشفوي وصور القرية، الواقعة جنوبي مدينة حيفا. 

تبلغ مساحة أراضي الطنطورة المهجّرة 14520 دونماً، وقُدّر عدد سكانها عام 1929 حوالي 750 نسمة، وفي عام 1945 حوالي 1490 نسمة، قبل أن تهدم العصابات الصهيونية المسلحة القرية، وتشرّد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1728 نسمة.

وارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة جماعية في الطنطورة، بتاريخ 22 و23 مايو/ أيار عام 1948، وقتلت بدم بارد أكثر من 200 شخص.

افتتح المؤتمر منسق لجنة أهالي الطنطورة سامي العلي، الذي تحدث عن مبادرة أهالي الطنطورة، ومطالبتهم في تحديد أماكن المقابر الجماعية، وإتاحة زيارتها لأقارب الشهداء، الذي يقطنون اليوم في قرية الفريديس، وغيرها من بلدات الداخل الفلسطيني.

وتم عرض فيلم وثائقي قصير، تحدث فيه ناجون من مذبحة الطنطورة الذين اعتمد على شهاداتهم لموضعة المقابر الجماعية.

وفي كلمة لها عبر تقنية زوم، قالت مشاركة من مؤسسة فروزنيك أركيتكشر، "عملنا بحذر خلال جمع الشهادات من الناجين وبدقة عالية. في البداية سمعنا من الناجين، ومن ثم سعينا لموضعة أماكن القبور الجماعية مسترشدين في الوصف الدقيق، إضافة إلى الصور الجوية الأرشيفية للقرية قبل النكبة، عامي 1946 و1947".

وتحدث الناجي من المجزرة، والمهجر من الطنطورة، يحيى عدنان، المقيم في ألمانيا، عبر "زوم"، مدلياً بشهادته التي أكد فيها أنه قام بدفن الشهداء من ضحايا المجزرة بعد أن أجبرتهم العصابات الصهيونية على تجميعهم ودفنهم. 

المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة الحقوقي الذي تولى الجانب القانوني في خلال التحقيق، أكدت أنها أرسلت رسالة إلى المؤسسة الإسرائيلية مع وثائق عن القبور الجماعية، تطالب فيها بتحديد القبور، وباحترامها، والسماح لأهالي الطنطورة أن يزوروا ضحاياهم ويصلّوا عليهم وفقاً لشعائرهم الدينية. 

وأشار المؤرخ جوني منصور إلى أن هناك 70 مجزرة تقريباً في فلسطين إبان النكبة، والطنطورة هي نموذج منها، مبيناً أن الكثير من القرى اضطر أهلها إلى النزوح بعد المجازر.

ولفت منصور، إلى أن "الخطة د" طبقّت في مناطق كثيرة، وذكرها المؤرخ إيلان بابيه في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين". أحد بنودها ليس فقط طرد السكان بل الإبادة، مشدداً على أن دولة الاحتلال تنكر التطهير العرقي ولا تعترف بمسؤوليتها عن النكبة.

المساهمون