العلاقات الروسية الجورجية رهينة للتسوية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

08 يناير 2025
تظاهرة في تبليسي احتجاجاً على وضع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، 20 سبتمبر 2019 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رغم فوز حزب الحلم الجورجي المؤيد لتطبيع العلاقات مع روسيا، إلا أن تبليسي لن تستعيد العلاقات الدبلوماسية مع موسكو في 2025 بسبب قضيتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
- جورجيا، التي حصلت على صفة مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي في 2023، تواجه استياءً أوروبيًا بسبب سياساتها، بما في ذلك قانون "العملاء للخارج"، مما أدى لتعليق المفاوضات مع بروكسل.
- فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى عقوبات على شخصيات جورجية بسبب ابتعاد تبليسي عن الديمقراطية، بينما تبدي روسيا استعدادها لتطبيع العلاقات.

على الرغم من فوز حزب الحلم الجورجي الداعم لتطبيع العلاقات مع روسيا بالانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أن تبليسي لن تجري حواراً دبلوماسياً مع موسكو ولن تقدم على استعادة العلاقات الدبلوماسية معها في عام 2025، وفق توقعات معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

وأوضح المعهد في تقرير أوردت وكالة نوفوستي الحكومية الروسية جانباً منه اليوم الأربعاء، أن "انعدام تسوية قضيتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من وجهة نظر تبليسي الرسمية لا يزال يحدد الموقف الجورجي حيال روسيا، ولذلك لن تؤسس جورجيا للحوار الدبلوماسي مع موسكو ولن تقدم على استعادة العلاقات الدبلوماسية بصرف النظر عن التوجهات السياسية للنخبة الحاكمة".

ومع ذلك، جزم التقرير بأن جورجيا التي نالت في عام 2023 صفة الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لن تنخرط في مفاوضات العضوية في الأفق المنظور على ضوء استياء القيادة الأوروبية من سياسات السلطات الجورجية نظرا لعزوفها عن الانضمام إلى العقوبات بحق روسيا وتبنيها في عام 2024 قانون "العملاء للخارج" النسخة الجورجية من قانون مماثل في روسيا من جهة وضع وصم العمالة على الكيانات والشخصيات السياسية والإعلامية والفنية المعارضة لسياسات الدولة، وأسفر تبنيه عن تعليق المفاوضات مع بروكسل.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في العام الماضي عقوبات على عشرات الشخصيات الجورجية على خلفية ما تعتبره ابتعاد تبليسي عن مبادئ الديمقراطية. وعلّقت بريطانيا هي الأخرى كافة برامج دعم جورجيا والتعاون الدفاعي مع حكومتها. وفي بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فرضت ليتوانيا وإستونيا حظراً على دخول شخصيات من القيادة الجورجية، بمن فيهم مؤسس "الحلم الجورجي" بيدزينا إيفانيشفيلي. أما أوكرانيا، ففرضت عقوبات على رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه.

من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، استعداد روسيا لمواصلة تطبيع العلاقات مع جورجيا، قائلاً في تصريحات صحافية في منتصف الشهر الماضي: "نبقى منفتحين على تطبيع العلاقات مع جورجيا إلى الحد الذي تبدي تبليسي الرسمية استعداداً له. في ما يتعلق بالعلاقات الروسية الجورجية، كنا دوماً عازمين على الدفع بها ببراغماتية على أساس المنفعة المتبادلة ومراعاة المصالح المشتركة".

وبموازاة ذلك، أدى الرئيس الجورجي المنتخب، بطل كرة القدم السابق، مرشح "الحلم الجورجي" بالانتخابات الرئاسية غير المباشرة، ميخائيل كافيلاشفيلي، في الأيام الأخيرة من العام الماضي، اليمين الدستورية أمام البرلمان، وهو معروف بتوجهاته نحو مزيد من التطبيع للعلاقات مع روسيا.

يذكر أنّ روسيا اعترفت باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في 26 أغسطس/ آب 2008، ولكن الإقليمين لم ينالا اعترافاً دولياً واسع النطاق. وجاء الاعتراف الروسي في أعقاب "حرب الأيام الخمسة" في أوسيتيا الجنوبية والتي تمكنت القوات الروسية خلالها من عبور حدود الإقليمين الانفصاليين والدخول إلى الأراضي الجورجية، ليبقى حجر العثرة في العلاقات بين موسكو تبليسي حتى اليوم.

دلالات