عقوبات أميركية على فرد وكيان إيرانيين واستثناء للمساعدات الإنسانية

08 ديسمبر 2020
وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين(Getty)
+ الخط -

فرضت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عقوبات على حسن إيرلو، الذي قدمته على أنه موفد إيراني لدى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، كما فرضت عقوبات على جامعة المصطفى العالمية الإيرانية، فيما استثنت البنوك التي تتعامل مع مدفوعات المساعدات الإنسانية لإيران.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن حسن إيرلو، الذي يقدم نفسه على أنه سفير إيران في اليمن في حسابه على تويتر، "هو مسؤول في فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.


وأضافت الوزارة أن إيرلو هو أيضاً "مبعوث النظام الإيراني لدى المتمردين الحوثيين" في اليمن، الذي يشهد حرباً.
ورأت الوزارة أن "الدعم الإيراني للحوثيين الذي يشكل فيلق القدس في الحرس الثوري رأس الحربة فيه، يستمر في الدفع إلى عدم الاستقرار في اليمن الذي يشهد أخطر أزمة إنسانية في العالم". ويدعم الحكومة اليمنية في المقابل تحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن تعيين إيرلو لتمثيل طهران "يظهر عدم وجود إرادة لدى النظام الإيراني لحل النزاع".

من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بالعقوبات الأميركية على السفير الإيراني لدى جماعة الحوثيين، والتي جاءت بعد نحو شهرين من وصوله الغامض إلى العاصمة صنعاء سفيراً مفوّضاً فوق العادة ومطلق الصلاحيات، وطالبت بضغوط واسعة على النظام الإيراني. 
واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات على "تويتر"، أن تهريب من وصفه "بالضابط في فيلق القدس، وتسميته كسفير لدى مليشيا الحوثي في صنعاء، انتهاك لقرارات مجلس الأمن والقوانين والمواثيق الدولية". 
واتهم المسؤول اليمني "التدخلات الإيرانية في بلاده بالمساهمة بشكل رئيسي في انقلاب الحوثيين على السلطة، وتقويض جهود إنهاء الحرب وحل الأزمة بطريقة سلمية وفقاً للمرجعيات الثلاث". 
وأشار الإرياني إلى أن "تدخلات إيران تهدف أيضاً إلى تحويل اليمن إلى منطلق لتهديد الأمن الإقليمي وسلامة خطوط الملاحة الدولية".  


وفي حين أشاد بموقف الإدارة الأميركية في مواجهة تدخلات إيران وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، طالب الوزير اليمني واشنطن بالاستمرار في سياسة الضغوط القصوى لوضع حد لما سماه بـ"العدوان السافر" لإيران على اليمن، والذي يدفع ثمنه المدنيون، حسب تعبيره.  
كما دعا الوزير الإرياني الإدارة الأميركية الحالية للعمل على إدراج ذراع إيران باليمن (جماعة الحوثيين)، ضمن قوائم الإرهاب، وذلك غداة تقارير أميركية عن إدراج الجماعة ضمن "قائمة القلق الخاص، وليس الجماعات الإرهابية".  
في المقابل، تجاهل السفير الإيراني بصنعاء العقوبات الأميركية، حيث اتهم، مساء الثلاثاء، واشنطن بلعب دور بارز في العدوان على شعوب المنطقة، وخصوصاً اليمن.  
وقال إيرلو، في تغريدة على "تويتر"، إن "الدور الأميركي بارز في العدوان على شعوب المنطقة، ولا سيما ضد اليمنیين، وما يحدث من حصار واعتداء سعودي على الشعب اليمني هو مجرد تنفيذ للسياسات الأميركية الصهيونية وأجنداتها في الحرب على اليمن". 
ومنذ وصوله إلى صنعاء، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد الدبلوماسي الإيراني سلسلة لقاءات مكثفة مع السلطات الحوثية لتوسيع التعاون الثنائي مع بلاده، أبرز الحلفاء الإقليميين للجماعة، وخصوصاً منذ مطلع الحرب في أواخر مارس/آذار 2015. 


ولم يكتف إيرلو بتقديم الدعم الصريح للحوثيين عبر القنوات الدبلوماسية والرسمية، بل تحول إلى ما يشبه الناشط السياسي داخل صفوف الجماعة، وذلك بالمشاركة، باللغة العربية والفارسية، في الحملات الإلكترونية الحوثية ضد أميركا والتحالف السعودي الإماراتي، كما طالب المنظمات الدولية بـ"ردة فعل مناسبة" على ما سماها جرائم العدوان في اليمن.  
وفي ظل اتهامات حكومية له بأنه ضابط في الحرس الثوري وبأنه وصل إلى صنعاء لقيادة العمليات العسكرية ضد السعودية، قال إيرلو في تغريدة سابقة على "تويتر"، أواخر الأسبوع الماضي، إن إيران "تعلن دائماً أنه لا يوجد حل عسكري في اليمن بل سياسي، وطالبت منذ بداية الحرب بوقف شامل لإطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الشعب اليمني المظلوم"، حسب تعبيره.

 

كذلك، فرضت واشنطن، اليوم الثلاثاء، عقوبات على جامعة المصطفى العالمية الإيرانية "التي لديها أكثر من 50 فرعاً دولياً وتشكل منصة لعمليات فيلق القدس".
وحذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن "فيلق القدس هو الأداة الرئيسية للنظام الإيراني لزرع الفوضى والدمار في الشرق الأوسط (..) ستستمر الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات لخفض الموارد الداعمة لنشاطات هذه المجموعة الإرهابية".
وثمة تكهنات بشأن ما إذا كان مايك بومبيو سيدرج الحوثيين على القائمة الأميركية السوداء للمنظمات الإرهابية، الأمر الذي قد يعقد توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن.
غير أن وزارة الخزانة الأميركية استثنت البنوك التي تتعامل مع مدفوعات المساعدات الإنسانية لإيران، مؤكدة أنها لن تواجه عقوبات أميركية، وذلك عقب مناشدة أوروبية من أجل إعادة النظر في عقوبات جديدة.
وأوضحت السلطات الأميركية أنه لن تتم معاقبة البنوك الأجنبية لتمويلها توريد مستلزمات صحية وطبية، مثل: سوائل تعقيم اليدين، وأجهزة التنفس الصناعي، ومعدات الحماية الشخصية.
وقال مسؤولون أميركيون، لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة تضع "استثناءات كبيرة، تسمح ببيع السلع الإنسانية وتصديرها".
وكشفت الوزارة أيضاً أن هناك استثناءات أخرى تتعلق بالتعامل مع المدفوعات، وذلك مثل تغطية تكاليف موظفي المؤسسات الدولية التي لها بعثات في إيران.
وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد حثت إدارة الرئيس دونالد ترامب، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، على إعادة النظر في عقوبات جديدة واسعة النطاق على البنوك الإيرانية، وقالت إنها ستمثل عائقاً أمام التجارة في السلع الإنسانية، وذلك وفق ما أظهرته مراسلات دبلوماسية.
وجاءت تلك الرسالة بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 18 بنكاً إيرانياً في إطار حملة "الضغوط القصوى" على طهران بسبب برنامجها النووي.

وتهدف هذه العقوبات إلى تجميد أصول محتملة يملكها الأشخاص والكيانات المستهدفون في الولايات المتحدة والحؤول دون وصولهم إلى النظام المالي الأميركي.
وتعهدت إدارة دونالد ترامب المنتهية ولايتها بتكثيف العقوبات على إيران إلى حين تسليمها السلطة إلى الديمقراطي جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجتها منذ أخرج ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في 2018.