استمع إلى الملخص
- **رفض أميركي لتقديم ضمانات**: رفضت الإدارة الأميركية تقديم ضمانات مكتوبة لحماس بشأن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، مما أعاق التوصل إلى اتفاق نهائي، مع استمرار مشاورات بريت ماكغورك ووليام بيرنز في القاهرة.
- **مواقف الأطراف المختلفة**: أكد حسن نافعة ضرورة تمسك حماس بمطالبها بانسحاب كامل لقوات الاحتلال، بينما أشار جمال زحالقة إلى أن نتنياهو يفشل أي صفقة بفضل أغلبية برلمانية تدعمه.
حكومة الاحتلال لا تزال تضع العراقيل أمام جهود التوصل إلى صفقة
بقي محور فيلادلفيا على حدود مصر وقطاع غزة أبرز النقاط العالقة
مصر جددت تأكيدها عدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح أو المحور
أكدت حركة حماس، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية لا تزال تضع العراقيل أمام جهود التوصل إلى صفقة يتم بموجبها وقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي القطاع، وتبادل الأسرى والرهائن بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وآخر تلك الجهود جولة المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة، التي انتهت أمس الأول الأحد، وعُرضت نتائجها على الحركة لدراستها. في حين بقي محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، والذي يحتله الجيش الإسرائيلي إحدى أبرز النقاط العالقة في المفاوضات. وقال الناطق الرسمي باسم حماس جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "نتائج جولة التفاوض الأخيرة في القاهرة، تشير إلى استمرار سياسة التعنت ووضع الشروط والعراقيل التي ما تزال قائمة من الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن حركة حماس "تعمل على دراسة ما استمعت إليه في القاهرة مع باقي فصائل المقاومة الفلسطينية".
الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا
في مقابل ذلك، نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية عن مصدر وصفته بـ"رفيع المستوى"، قوله إن "الوفد الأمني المصري يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة الأميركية". وأضاف المصدر أن مصر "جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية عدم قبولها أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا، وأنها تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة بما يتوافق مع أمنها القومي وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق". وانتهت الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة في العاصمة المصرية القاهرة من دون إحداث تقدم أو اختراق يذكر، في ظل تعنت إسرائيلي وعدم رغبة حقيقية من الإدارة الأميركية بفرض ضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، من أجل إنهاء الحرب.
الإدارة الأميركية رفضت الالتزام بتقديم ضمانات مكتوبة طلبتها حركة حماس
وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد" فإن الإدارة الأميركية رفضت الالتزام بتقديم ضمانات مكتوبة طلبتها حركة حماس بشأن استئناف مفاوضات الوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في المرحلة الثانية ضمن التصور المطروح، وذلك مع الشروع بتنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى. كما رفضت الإدارة الأميركية تقديم أية ضمانات مكتوبة بشأن مواصلة التفاوض مع إسرائيل عقب المرحلة الأولى في ما يخص الانسحاب الكامل من قطاع غزة. ووفقاً للمعلومات فإن الأمور كانت في طريقها إلى الانفراج لو وافقت الإدارة الأميركية على تقديم تلك الضمانات حتى في ظل رفض نتنياهو تحديد سقف زمني للوصول إلى ما يسمى بالهدوء المستدام.
رفض الاعتراف بفشل المفاوضات
ورغم ذلك، رفضت الإدارة الأميركية الاعتراف بفشل جولة القاهرة، داعية إلى مواصلة الجهود والمشاورات من أجل العمل على إحداث اختراق وضمان استمرارية عملية التشاور. واتخذت واشنطن قراراً بمواصلة بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط، المشاورات، وعدم مغادرته القاهرة في الوقت الراهن، في مسعى لحلحلة الأزمة. كما واصل أيضاً مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز مشاوراته في القاهرة، ضمن تحركات منع تصاعد الصراع في الإقليم.
حسن نافعة: ليس أمام حركة حماس سوى التمسك بموقفها المطالب بانسحاب كامل لقوات الاحتلال
وفي السياق قال أستاذ العلوم السياسية المصري الدكتور حسن نافعة، لـ"العربي الجديد"، إنه "ليس أمام حماس سوى التمسك بموقفها المطالب بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من داخل قطاع غزة"، مؤكداً أن "أي حلول وسط ليست في مصلحة القضية الفلسطينية وستنعكس سلباً، ومن المتعارف عليه أن طريق النضال الوطني مليء بالتحديات". بدوره قال النائب السابق في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) جمال زحالقة، لـ"العربي الجديد"، إن "المبادرات والمفاوضات بلا اتفاق، أصبحت عنوان ما يحدث منذ فترة طويلة"، مضيفاً أنه "في الأشهر الأخيرة، نتنياهو شخصياً هو الذي يفشل أي صفقة، لكنه ليس وحده، إذ يستند إلى أغلبية برلمانية مكونة من 63 نائباً، فيما يعارض (وزير الأمن يوآف) غالانت سياسة نتنياهو بهذا الخصوص". وتابع زحالقة: "لكن علينا أن ننتبه إلى أن موقف نتنياهو بخصوص محور فيلادلفيا ليس مسألة تكتيك فقط، وإنما هناك إجماع في إسرائيل بأن على الاحتلال أن يسيطر على محور فيلادلفيا سواء بالوجود العسكري المباشر أو بواسطة إقامة جدار تحت الأرض ومراقبة إلكترونية".