عضو في الائتلاف السوري: هناك اختلاف في نوايا الروس والإيرانيين في تعاطيهم مع الملف السوري

22 نوفمبر 2021
وفد روسي يبحث في طهران تثبيت استقرار الوضع على الأرض في سورية (Getty)
+ الخط -

قال أمين سر "الهيئة السياسية" في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، عبد المجيد بركات، إن هناك نوايا مختلفة بين الروس والإيرانيين في تعاطيهم مع الملف السوري، لافتاً إلى أن لهجة روسية "ربما تكون متصاعدة تجاه النظام".

وأضاف بركات في حديث لـ"العربي الجديد": "وصلنا نحن في اجتماعات اللجنة الدستورية إلى أن الروس غير راضين عن أداء النظام في تعاطيه مع العملية السياسية بشكل عام، واللجنة الدستورية بشكلٍ خاص، خاصةً في الجولة السادسة، على عكس إيران التي من الواضح أنها ما زالت تثبت قواعد الفوضى في سورية من أجل استثمارها في تمددها الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي، وحتى تمددها العسكري".

ويعتقد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف أن "النوايا مختلفة، وأيضاً تعاطي روسيا وإيران مع الحالة السورية بشكل عام ربما تكون مختلفة. سمعنا كثيراً خلال السنوات الماضية عن تصريحات كهذه، ولكن لم تنعكس هذه التصريحات على أداء النظام في العملية السياسية بالذات، ولم تنعكس على إعطاء استقرار لسورية بشكل عام".

ولفت بركات إلى أن "ما نخشاه هو أن تكون هذه التصريحات ضمن سياق خطوة مقابل خطوة، الذي بدأنا نسمع عنه منذ عام تقريباً، فتكون هناك خطوات إيجابية تجاه تعاطي المجتمع الدولي مع النظام، وبالمقابل، نسمع تصريحات فقط من روسيا أو إيران، ولا تتخطى هذه التصريحات أن تكون فقط تصريحات إعلامية لا تعكس جدية في الضغط على النظام في تعامله مع العملية السياسية".

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي فيكتور كودينوف إن "العسكريين الروس باشروا تنفيذ دوريات على الخط الفاصل بين أراضي وجود القوات الروسية، ووجود التحالف الدولي في سورية". وأضاف كودينوف أنه يقصد "الحدود التي تقسم المنطقة التي يسيطر عليها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وقطاعي الشرق والغرب الخاضعين لسيطرة القوات الروسية". وأكد أنه "لم تكن هناك قبل ذلك" أي دوريات للقوات الروسية في هذه الأراضي، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية. 

ولفت المتحدث إلى "احتمالية وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش، واحتمال حدوث انتهاكات للقوانين السورية"، مُشيراً إلى أن "المهمة الرئيسية لتسيير الدوريات في هذه المنطقة هي استعراض وجود القوات المسلحة الروسية"، مضيفاً: "يجب أن نظهر للسكان أن الجيش الروسي موجود هنا، وعلى استعداد لتقديم المساعدة في المستقبل. في ظل ظروف مؤاتية، يمكن تنفيذ فعاليات إنسانية هنا".

من جهته، قال الباحث في مركز "جسور للدراسات" أنس شوّاخ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المقصود في تصريح المتحدث الروسي هنا هو الدوريات التي سيّرتها القوّات الروسيّة مؤخراً في ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)".

وأشار شواخ إلى أنه "من الواضح أن الجانب الروسي يحاول الاستثمار في استمرار نشاط داعش وعملياته في مناطق سيطرة قسد، خاصة في ريفي دير الزور والرقة، لتبرير ضرورة انتشاره في هذه المناطق وإعادة انتشار النظام بالمحصّلة".

ولفت إلى أن "هذا التصريح الروسي يفنّد ما تمّ ترويجه من قبل قياديي قسد المحليين (أبو خولة مثالاً)، التي قالت إنّ مرور الأرتال العسكريّة الروسيّة خلال الشهر الماضي هو مجرد عمليّة عبور تمّت بالاتفاق بينها وبين الجانب الروسي، بل إنّها دوريّات عسكريّة تمّ الاتفاق عليها بين الطرفين، وقد يتبعها لاحقاً إنشاء نقاط عسكريّة روسيّة في هذه المناطق".

وفد روسي في طهران

قالت وزارة الخارجية الروسية إن وفداً روسياً زار طهران أمس الأحد، وأجرى محادثات مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين إيرانيين آخرين، مشيرة إلى أن الوفد الروسي ضم كلاً من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، بالإضافة لممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.

وأكدت الوزارة أنه "جرى تبادل مكثف لوجهات النظر حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على مهام تثبيت استقرار الوضع على الأرض في سورية"، موضحة أنه "جرت خلال اللقاء مناقشة القضايا المتعلقة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585 بشأن المساعدة الإنسانية في سورية، وقرار المجلس رقم 2254 حول تسوية الأزمة في سورية".

المساهمون