عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوساً تلمودية

03 أكتوبر 2023
المستوطنون اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية (Getty)
+ الخط -

اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية أمام باب القطانين في الجهة الغربية لساحة المسجد.

وقال مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فضل عدم ذكر اسمه، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن ما مجموعه 506 مستوطنين اقتحموا باحات المسجد خلال الجولة الأولى من الاقتحامات، وأدت مجموعات منهم بقيادة الحاخام المتطرف يهودا غليك، صلوات تلمودية في المنطقة الشرقية للمسجد. فيما شارك 283 مستوطناً في الجولة الثانية من الاقتحامات التي انتهت بعد ظهر اليوم الثلاثاء.

وكانت مجموعات كبيرة من المستوطنين قد اقتحمت، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، سوق القطانين المفضي إلى المسجد الأقصى، وأقامت طقوساً صاخبة هناك، ودهمت مقر جامعة القدس ومديرية الحج والعمرة، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بإخراجها من هناك.

وفي مناطق أخرى من البلدة القديمة المتاخمة للمسجد، كما الحال في حي السلسلة وشارع الواد وباب الأسباط، يشارك المئات من المستوطنين منذ الصباح بمسيرات وحلقات رقص استفزازية ويحاولون الاعتداء على المارة من الفلسطينيين، في وقت تعرقل قوات الاحتلال دخول مئات الطلبة إلى مدارسهم في البلدة القديمة وداخل المسجد الأقصى.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوساً تلمودية في باحاته.

يأتي هذا تزامناً مع إقامة عدد كبير من المستوطنين صلوات صاخبة في حائط البراق بمشاركة عدد كبير من أعضاء اليمين والوزراء، يتقدمهم وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

إلى ذلك، قررت محكمة الصلح التابعة للاحتلال، صباح اليوم الاثنين، الإفراج عن المرابطتين المبعدتين عن الأقصى هنادي الحلواني وعايدة الصيداوي، بالإضافة إلى نظام أبو رموز، بعدما اعتقلتهم شرطة الاحتلال، أمس الاثنين، في باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى، وكانت قد طالبت من المحكمة إبعادهم لمدة ثلاثة أشهر عن البلدة القديمة والأقصى.

ودهمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الثلاثاء، المصلى القبلي في المسجد الأقصى، واقتادت 15 شاباً الى خارجه، في حين أغلق مئات المستوطنين مناطق واسعة في البلدة القديمة من القدس، في محاولة لإعاقة حركة انتقال الفلسطينيين.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد ذكرت أن 1035 مستوطناً اقتحموا الأقصى على عدة مراحل، أمس الاثنين.

وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تزامناً مع عيد "العرش" اليهودي قيوداً على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل الفلسطيني، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.

الرئاسة الفلسطينية تندّد بانتهاك المقدسات

في السياق، حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، صباح اليوم الثلاثاء، من استمرار الاقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي للقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقال أبو ردينة في تصريح صحافي، إنّ "هذه الاستفزازات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه تشكل منهجاً خطيراً هدفه تفجير الأوضاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها".

وأضاف أبو ردينة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول من خلال هذه السياسات خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، ولكن على الاحتلال أن يعلم جيداً أن القدس الشرقية بمقدساتها هي أرض فلسطينية عربية، وجميع محاولاته ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس.

وشدد على ضرورة أن يتحمل العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية وقف هذه التصرفات غير المسؤولة، خاصة وأن العالم والشرعية الدولية يتحدثان عن حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334.

مداهمات واعتقالات

في سياق منفصل، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، التي اقتحمت بلدة بيتا جنوب نابلس، وسط إيقاف المركبات وتفتيشها وإنزال الركاب منها، بحسب ما أوضحه نائب رئيس بلدية بيتا محمد حمايل لـ"العربي الجديد".

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس في بيان له، أن طواقمه تعاملت خلال مواجهات بيتا مع 3 إصابات بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و4 إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وتم علاج كافة المصابين ميدانياً.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، بلدة عقربا جنوب نابلس، ودهمت منزل الشاب أسامة بني فضل الذي تطارده قوات الاحتلال بتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار قُتل فيها مستوطنان في بلدة حوارة قبل نحو شهرين، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

من جانب آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، إغلاق مداخل قرية برقة شمال نابلس، فيما أغلقت مدخل القرية الرئيسي بالسواتر الترابية.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، المدخل الغربي الموصل لقرى الريف الغربي في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

في هذه الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، الشاب أمجد العلي بعد مداهمة منزله في حي رفيديا بمدينة نابلس، كما اعتقلت الشاب باسل الزبيدي من مخيم الجلزون شمال رام الله وسط الضفة الغربية، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات.

واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الشبان خلال اقتحامها مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، ومخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة، إضافةً إلى قرية صيدا شمال طولكرم شمال الضفة، وقرية حوسان غرب بيت لحم.

وأكدت مصادر محلية وصحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل وسيم محمد نصار (15 عاماً)، بعد إصابته برصاصة في القدم، أثناء تواجده عند مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية.

وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أيمن أمجد الشامي من القدس، وقصي غيث نجل محافظ القدس عدنان غيث بعد الاعتداء عليه بالضرب، بعد أن اعتدت على المسن نائل محاريق (67 عاماً) من بلدة دير إستيا بمحافظة سلفيت شمال الضفة، واعتقلته واستولت على جراره الزراعي واحتجزت عدداً من المزارعين لعدة ساعات.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، في قرية رمانة غرب جنين شمال الضفة.

اعتداءات المستوطنين

في السياق، نفذ مستوطنون، في وقت متأخر من مساء الاثنين، هجوماً على منازل وممتلكات قريتي قصرة وجالود جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، فيما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداهمات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدس، تخللتها مواجهات بين الشبان وتلك القوات، بالتزامن مع تنفيذ اعتقالات.

وقال الناشط ضد الاستيطان فؤاد حسن لـ"العربي الجديد"، إنّ "مستوطنين حاولوا خلال الليل تنفيذ هجوم على ممتلكات المواطنين في قرية قصرة، وحاولوا إحراق مزرعة للدواجن، وألقوا زجاجة حارقة، لكن الشبان ولجان الحراسة تصدوا لهم وأخمدوا النيران التي اشتعلت قرب المزرعة، ثم شرع المستوطنون بحماية جيش الاحتلال بقطع أعمدة شبكة الكهرباء التي تقع بين قريتي قصرة وجالود".

وأضاف حسن، أن المستوطنين هاجموا بالحجارة منازل الأهالي في قرية جالود، ما أدى لاندلاع مواجهات بين أهالي جالود والقرى المجاورة من جهة، وبين المستوطنين وجيش الاحتلال من جهة أخرى، حيث أصيب ثلاثة شبان بينهم اثنان بحروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والثالث بالحجارة، إضافة إلى وقوع عشرات حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

وكان ستة فلسطينيين قد أصيبوا بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال، أمس الاثنين، عقب تصدي أهالي قرية قصرة لهجوم نفذه مستوطنون في المنطقة الشرقية من قصرة بحماية قوات الاحتلال، بعد أن حاول المستوطنون إحراق شاحنة، بحسب ما أوضحه الناشط ضد الاستيطان فؤاد حسن.

المساهمون