عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى واعتقالات في الضفة الغربية

30 سبتمبر 2021
بلغ عدد المعتقلين في مدينة جنين بشهر أيلول 54 فلسطينياً بينهم سيدتان (Getty)
+ الخط -

اقتحم عشرات المستوطنين، الخميس، ساحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

وأشارت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، قبل مغادرتهم من جهة باب السلسلة.

وأغلقت قوات الاحتلال اليوم الخميس، المدخل الجنوبي لبلدة نحالين غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بعدما اقتحمت البلدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه منازل المواطنين، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وزرع مستوطنون، اليوم الخميس، أشتال زيتون في أراضي بلدة تقوع شرق بيت لحم، تمهيداً للاستيلاء عليها، وفق تصريحات لمدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية.

كما اعتدى مستوطنون، الخميس، على رعاة أغنام في قرية الرشايدة شرق بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، وأجبروا الرعاة على مغادرة المكان، وفق ما أفاد به بريجية.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، الأسيرين المحررين كفاح عماد الجاغوب وعمار أحمد داوود من بلدة بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، كما اعتقلت الشاب مهدي البداونة، بعد مداهمة مخبز يعمل فيه في منطقة الكاريتاس بمدينة بيت لحم، والشاب عمر أحمد قراقرة بعد مداهمة منزله في مخيم عايدة شمال بيت لحم.

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، الفلسطيني محمد مروان صباح من بلدة برقين جنوب غرب جنين، شمال الضفة الغربية، علماً بأنه شقيق الأسير المحرر المبعد إلى غزة، أحمد مروان جواد، وفق ما أفاد به "العربي الجديد" مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين، منتصر سمور.

وبالتزامن مع اقتحام بلدة برقين، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أوقع إصابتين بشظايا الرصاص الحي، فيما قتلت قوات الاحتلال الشاب علاء زيود.

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، الأسيرين المحررين محمد لطفي أبو الرب وعبد العزيز حسن أبو الرب من بلدة قباطية جنوب جنين، أثناء مرورهما على حاجز حوارة العسكري المقام جنوب نابلس.

وعلى صعيد منفصل ، أصيب عدة فلسطينيين، فجر الخميس، بحالات اختناق خلال مواجهات أعقبت اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لحي المصايف في مدينة رام الله، دون وقوع اعتقالات أو إصابات.

واعتقلت قوات الاحتلال، الخميس، الموظف في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة يزن عابدين أثناء دخوله إلى مكان عمله داخل باحات المسجد.

وكانت قوات الاحتلال اعتدت الليلة الماضية، على عدد من المواطنين المقدسيين وأصحاب المحال التجارية في طريق الواد بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، واعتقلت الأسير المحرر محمد أبو صبيح، كما اعتقلت الأسير المحرر عودة أحمد الخطيب من بلدة حزما شمال شرق القدس.

في سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، بلدة بيت أولا غرب الخليل جنوب الضفة، ودهمت قوات خاصة إسرائيلية "مستعربون" منزل المواطن محمد رشيد العملة، وفتشته وعبثت بمحتوياته.

إلى ذلك، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إنّ "قوات الاحتلال الإسرائيليّ اعتقلت منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري في محافظة جنين 54 مواطناً، بينهم سيدتان، منهم 48 معتقلاً منذ السادس من الشهر الجاري، تاريخ عملية (نفق الحرّيّة)، حينما تمكن ستة أسرى من انتزاع حريتهم عبر نفق حفروه في سجن جلبوع وأعاد الاحتلال اعتقالهم".

وأوضح نادي الأسير، أنّه ومع تصاعد المواجهات في محافظة جنين، نفّذت قوات الاحتلال جملة من الانتهاكات وعمليات التّنكيل الممنهجة، كان أبرزها سياسة "العقاب الجماعي" التي طاولت أقارب وأشقاء من عائلات الأسرى الستة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" وأُعيد اعتقالهم لاحقاً، حيث بلغ عدد المعتقلين من أقاربهم نحو 16. وتُشكل سياسة "العقاب" الجماعي أبرز السياسات الممنهجة التي تُمارسها سلطات الاحتلال بحقّ المعتقلين وعائلاتهم.

وعدا عن ذلك، فقد صعّدت قوات الاحتلال عمليات إطلاق النار واستخدام العنف بدرجة عالية أثناء اقتحام المنازل، كما وتصاعدت الاعتقالات التي نُفذت على يد القوات الخاصة "المستعربين".

ولفت نادي الأسير إلى أنّ جزءاً من المعتقلين تم الإفراج عنهم بعد أيام من تعرضهم للتحقيق، والغالبية قُدمت بحقّهم لوائح اتهام، ومنهم من لا يزال رهن التحقيق، علماً أنّ جزءاً من المعتقلين  أسرى سابقون في سجون الاحتلال.

كما وتعرض بعض المعتقلين لإصابات ولا يزال أحدهم في مستشفيات الاحتلال وهو الأسير محمد أبو الحسن من بلدة برقين جنوب غرب جنين، حيث جرى تمديد اعتقاله لمدة 9 أيام، إضافة إلى الفتى الشهيد يوسف صبح الذي اعتقله الاحتلال بعد إطلاق النار عليه، وأعلن عن استشهاده لاحقاً ولا يزال جثمانه محتجزاً، ومن بين الشهداء الذين ارتقوا في جنين الأسير السابق أسامة صبح.

السنوار: على العهد مع أسرانا 

من جهة أخرى، أكّد رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، الخميس، أنّ حركته "تعمل فوق الأرض وتحت الأرض، وفي ظلمة البحر وفي الجو، لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني". 

وفي كلمة ألقاها نيابة عن السنوار، قال عضو مكتب "حماس" السياسي كمال أبو عون، إنّ "التحرير هو مركز الرؤية الاستراتيجية لحركة "حماس"، ونرى التحرير رأي العين، لذلك نعد لما بعده، وهذه حقيقة لا نشكك فيها". 

وجاءت كلمة السنوار، التي ألقاها أبو عون في انطلاق فعاليات مؤتمر "وعد الآخرة" الذي يدرس "سيناريوهات التعامل بعد تحرير فلسطين"، وهو المؤتمر الذي أثار حالة من الجدل وصلت إلى حد السخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

وقال أبو عون: "ليس لنا هم إلا التحرير، وقيادة "حماس" جعلت نصب عينيها ثوابت القضية وملفاتها"، مشيراً إلى أنّ حركته ستبقى "على العهد مع أسرانا، وملتزمة بحق العودة"، مشدداً على أنّ حركته "تواجه الاحتلال ضمن استراتيجية وطنية جامعة عنوانها المقاومة من أجل التحرير". 

أما القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب فتحدث في المؤتمر نيابة عن القوى والفصائل الفلسطينية، وقال إنّ "الشعب الفلسطيني يخوض صراعاً بين تمام الحق الذي يمثله الفلسطينيون، وتمام الباطل الذي يمثله الكيان الصهيوني، الذي يقود مشروع الاستيطان الذي يستهدف كل المنطقة العربية". 

وقال حبيب إنّ "نهاية الكيان الصهيوني حتمية قرآنية"، مشيراً إلى ضرورة أنّ يكون الفلسطيني "جاهزاً لتداعيات الفتح الرباني والتجهز لتحرير فلسطين". 

المساهمون