خرج عشرات الآلاف، بعد ظهر اليوم الخميس، في وداع مهيب للشهداء الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها صباحاً البلدة القديمة في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وانطلق موكب تشييع الشهداء من مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، محمولين على الأكتاف، صوب مركز المدينة، وسط مشاركة عشرات المسلحين والمقاومين الذين أطلقوا الرصاص في الهواء بغزارة.
وردد المشيعون هتافات غاضبة على جريمة الاحتلال الإسرائيلي في نابلس، مطالبين بالرد السريع على ما جرى. ومنها: "الليلة الرد.. الليلة الرد"، و"الانتقام الانتقام يا كتائب القسام".
والشهداء الثلاثة هم معاذ سعد نبيه المصري (35 عاماً)، وحسن سليمان حسن قطناني (35 عاماً)، وإبراهيم جبر (45 عاماً)، وهو صاحب البيت الذي كان يؤوي المصري وقطناني قبل استشهادهما.
وأكدت حركة "حماس"، في بيان لها، أن الشهداء ينتمون إلى جناحها العسكري "كتائب القسام"، وهم أبطال عملية الأغوار التي وقعت في السابع من إبريل/ نيسان الماضي، وأسفرت عن مقتل ثلاث مستوطنات إسرائيليات، رداً على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى.
ورفعت الأعلام الفلسطينية، وكذلك رايات حركة "حماس" الخضراء، وسمعت الهتافات الواضحة التي تبايع الحركة و"كتائب القسام".
وقال أحد قادة "حماس" في نابلس لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه: "أن يكون هناك شهداء قساميون ينتمون لحركة "حماس" في نابلس والضفة الغربية المحتلة، فهذا ليس أمراً غريباً، فتاريخ الحركة المقاوم يشهد لها". وأضاف: "الشهداء قاموا بما أملاه عليهم الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي، حيث نفذوا عملية بطولية رداً على استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي".
وطالب القيادي في "حماس" السلطة الفلسطينية بـ"اقتناص التوحد الشعبي والمقاوم على الأرض واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الانقسام وفتح الباب أمام ممارسة العمل السياسي والمقاوم بحرية مطلقة".
وعلى دوار الشهداء، أدى المشيعون الصلاة على الشهداء، قبل الانتقال بعدها لمواراتهم الثرى في مقابر مدينة نابلس ومخيم عسكر، شرقي المدينة.
وقال مسؤول الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل لـ"العربي الجديد" إن الحالة التي وجد عليها الشهداء الثلاثة، وتحديداً المصري وجبر، تؤكد استخدام الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة، مشيراً إلى أن "أجسادهم مشوهة بالكامل، ومصابة بشكل مباشر بالرصاص والقذائف".
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، في وقت سابق، بأن قوات الاحتلال الخاصة حاصرت شقة سكنية في البلدة القديمة من مدينة نابلس، كان يتحصن فيها الشابان معاذ المصري وحسن القطناني، فاغتالتهما مع صاحب الشقة. وكان جثمانا شهيدين عبارة عن أشلاء بعد فصل رأسيهما عن جسديهما.