استمع إلى الملخص
- خلال جولته الإقليمية، بحث عراقجي الأوضاع في غزة ولبنان، مشددًا على وقف العدوان الإسرائيلي وأهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات، وناقش التوترات مع قادة العراق والسعودية وقطر.
- تلعب عمان دورًا محوريًا في الوساطة بين إيران وأمريكا، وتسعى لحل الأزمات الإقليمية، بما في ذلك الأزمة اليمنية والعلاقات بين طهران والرياض، واستئناف العلاقات بين إيران ومصر.
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات من سلطنة عمان، للتلفزيون الإيراني أن زيارته إلى مسقط لم تحمل رسالة إلى الولايات المتحدة "لكننا في جميع مشاوراتنا ومباحثاتنا في المنطقة وضحنا موقفنا بقوة وطالبنا أن يتم إبلاغ جميع الأطراف بهذه المواقف".
وأضاف عراقجي أنه "ينبغي أن تعلم أميركا والدول الأوروبية ودول المنطقة بموقف إيران، مواقفنا واضحة تماماً وأكدنا مراراً أننا لا نريد الحرب والمواجهة، لكننا مستعدون لها بشكل كامل. رغم ذلك، يجب أن تنشط الدبلوماسية وتمنع وقوعها".
وأوضح أن سلطنة عمان "لطالما قدمت مساهمة كبيرة في حل مشكلات المنطقة ولعبت دوراً إيجابياً في العلاقة بين إيران وأميركا من خلال نقل الرسائل وإيجاد الأرضية للمفاوضات"، مشيراً إلى أن هذا الدور أسس "لما يعرف بمسار مسقط حيث كانت هناك اتصالات غير مباشرة بين إيران وأميركا عبر عمان"، ومؤكداً أن هذا المسار "قد توقف بسبب الظروف الخاصة في المنطقة، واليوم لا نرى هناك أرضية للمباحثات وعندما نتجاوز الأزمة الراهنة، حينها نقرر ما إذا أردنا خوض هذا المسار مجدداً أم لا وبشأن كيفية مسار هذه المباحثات" مع واشنطن.
وتابع وزير خارجية إيران أن المنطقة تشهد "وضعاً خطيراً وربما هي على أعتاب مواجهات كبيرة"، مؤكداً أن "الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لمنع أزمات كبرى واندلاع الحرب والتصعيد".
وأجرى وزير الخارجية الإيراني الاثنين، في مسقط، التي وصل إليها قادماً من العراق استكمالاً لجولته الإقليمية، وفق التلفزيون الإيراني، مباحثات مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
وقال وزير الخارجية الإيراني، اليوم الاثنين، في منشور على منصة إنستغرام، إن زياراته لدول المنطقة تمثل الدبلوماسية إلى جانب الميدان لـ"حشد طاقات جميع دول المنطقة والمنظمات الدولية للتصدي لتهديدات الكيان الصهيوني". وأضاف أنه التقى، أمس الأحد، القادة العراقيين، مشيراً إلى أنه "في بغداد المحطة الأولى من الجولة الثالثة إلى دول المنطقة، أجريت لقاءات وحوارات مع السادة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين". وأضاف "جرى تقييم شامل لنتائج جولتين إقليميتين وناقشنا الظروف الخاصة والخطيرة في المنطقة الناتجة عن المغامرات العسكرية وجرائم الحرب للكيان الصهيوني في العدوان على لبنان وحرب الإبادة ضد سكان غزة"، لافتاً إلى أنه شرح موقف إيران "المسؤول تجاه الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدت ضرورة الوقف الفوري لآلة الحرب الصهيونية لمنع التصعيد وتدهور الوضع الأمني في الشرق الأوسط".
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في تصريح صحافي، أن وزيري خارجية إيران وعُمان اتفقا على زيادة المشاورات الدولية للحفاظ على أمن المنطقة، مشيرة إلى أنهما بحثا "آخر تطورات المنطقة، خاصة الظروف الخطيرة الناتجة عن جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني في غزة ولبنان"، مع تأكيدهما ضرورة "تحرك دولي عاجل لوقف حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي". كما اتفق الوزيران على تكثيف الاتصالات مع بقية الأطراف الإقليمية والدولية حفاظاً على أمن المنطقة واستقرارها ومنع اتساع الحرب.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في منشور على منصة إكس، إن وزير الخارجية عباس عراقجي ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، أجريا "مباحثات بناءة جداً بشأن القضايا ذات الاهتمام المشتركة والعلاقات الثنائية. كما تبادلا وجهات النظر حول الوضع الإقليمي الخطير، حيث أكدا ضرورة وقف الإبادة الجماعية والاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان، وبذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى النازحين".
في إطار العلاقات الأخوية والمتجذرة بين البلدين، أجرى وزير الخارجية سيد عباس عراقجي ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي مباحثات بناءة جدا بشأن القضايا ذات الاهتمام المشتركة والعلاقات الثنائية.
— Esmaeil Baghaei (@IRIMFA_SPOX) October 14, 2024
كما تبادلا وجهات النظر حول الوضع الإقليمي الخطير، حيث أكدا على ضرورة وقف الإبادة… https://t.co/Rddl786awU
وكان عراقجي قد بدأ جولته الإقليمية من لبنان في الرابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى بيروت في ظل العدوان الإسرائيلي، وأجرى فيها لقاءات مع قادة لبنانيين، ثم توجه من هناك إلى دمشق، مجرياً مباحثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد ووزير خارجيته بسام الصباغ. كما زار وزير خارجية إيران، الأربعاء الماضي، السعودية وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير خارجيته فيصل بن فرحان. ومن الرياض، توجه عراقجي إلى الدوحة التي تضطلع بدور وساطة في التوترات والحروب الراهنة. وركز عراقجي في كل هذه الزيارات على بحث حربي غزة ولبنان وأبعادهما الإقليمية.
وتلعب عُمان دوراً بارزاً في ملفات إقليمية ودولية، تشكل إيران أحد أطرافها الرئيسية. فمسقط منذ قرابة أربعة عقود تُعدّ وسيطاً رئيساً بين طهران وواشنطن، وبرز دورها في التمهيد لمباحثات إيرانية أميركية سرية عام 2012 أدت إلى الاتفاق النووي عام 2015 قبل أن تنسحب منها واشنطن عام 2018، فضلاً عن عقد صفقات تبادل السجناء. كما أن سلطنة عمان لعبت حالياً دوراً فاعلاً في حلحلة الأزمة اليمنية بين الحوثيين والسعودية، فضلاً عن وساطة بين طهران والرياض توجت لاحقاً في بكين اتفاقاً بين البلدين لاستئناف العلاقات في العاشر من مارس/آذار 2023. وأخيراً دخلت عمان على خط الوساطة بين طهران والقاهرة بغية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
كما لعبت عمان دورها لإطلاق مسار تفاوضي غير مباشر بين أميركا وإيران في ظل توقف المفاوضات النووية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وخاض كبير المفاوضين الإيرانيين السابقين علي باقري عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة خلال السنوات الأخيرة مع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، توصلت أحياناً إلى تفاهمات جزئية، بشأن الملف النووي وخفض التوتر والتصعيد في المنطقة وصفات لتبادل السجناء والإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة.
في الأثناء، كتب عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضايي، اليوم الاثنين، على "إكس"، قائلاً إن حزب الله بعد موجة الاغتيالات "رمم جهازه القتالي، واليوم آلة الحرب لحزب الله قد تحركت وأيام صعبة تنتظر الصهاينة". من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زادة، اليوم الاثنين، إن "الكيان الصهيوني كما انهزم عام 2006 أمام محور المقاومة، اليوم أيضاً تلقى ضربات لا تعوض في كثير من المجالات".