عباس يدعو لوقف فوري للحرب على غزة ونداء لمؤتمر دولي

29 نوفمبر 2023
عباس شدد على رفض تقسيم قطاع غزة(Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تأكيد على أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام في هذا السياق.

وفي إطار يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، أعرب عباس عن ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فوراً، ووقف إطلاق النار على شعب غزة، مؤكدًا على ضرورة تأمين دخول المساعدات والمعونات الإنسانية بشكل عاجل. كما أكد على رفض ومنع التهجير القسري وتوفير الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني، مع التأكيد على أهمية تحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة. وشدد على رفض تقسيم قطاع غزة والتقليص من مساحته، وعدم إعادة جنود الاحتلال للتموضع داخل القطاع.

وأشار عباس إلى الحاجة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية لمعالجة التهديد الاستراتيجي لحل الدولتين، وتنفيذ خطوات عملية لمعالجة جذور المشكلة وأسباب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ودعا إلى "إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة والمرجعيات الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير والاستقلال الوطني وعودة اللاجئين إلى ديارهم".

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى "التهديد الوجودي والاستهداف المتعمد والمنهجي للمدنيين في قطاع غزة"، معتبراً ذلك تحدّياً لحقوق الشعب الفلسطيني. وفي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، أكد عباس على "تعرض الشعب الفلسطيني لاعتداءات واسعة وخطيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلية، وذلك بهدف الاستيلاء على الأرض والمقدرات".

من جهة أخرى، أكد عباس أن "الوقت قد حان لعقد مؤتمر دولي للسلام وتحقيق الإرادة الدولية". ودعا إلى "وقف العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني فوراً والمشاركة في عملية سياسية جادة تحترم الشرعية الدولية، بهدف إنهاء الاحتلال وتحديد ضمانات لتنفيذ اتفاقات معينة في فترة زمنية محددة". وأكد على "أهمية تحقيق سلام عادل وشامل يضمن حرية واستقلال الشعب الفلسطيني في دولة فلسطين، مع عاصمتها القدس، وحق العودة لللاجئين وفقاً للقرار 194 وتنفيذ مبادرة السلام العربية".

وفي سياق آخر، أكد عباس على أن السلام والأمان لا يمكن تحقيقهما عبر تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم أو شيطنتهم. دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي الحالي والانخراط في عملية سياسية تسعى لتحقيق الشرعية الدولية وتهدف إلى إنهاء الاحتلال وتقديم ضمانات لتنفيذ اتفاقيات محددة في فترة زمنية محددة، بهدف تحقيق سلام عادل وشامل.

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن "التصعيد الخطير في المنطقة يعود إلى غياب حقوق الشعب الفلسطيني وتجاهلها". دعا العالم إلى "عدم التفرج على جرائم إسرائيل، التي تشمل أنواعاً مختلفة من القتل والدمار، والاعتقال والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، وشدد على أهمية البحث عن حل جذري للاحتلال الإسرائيلي ووجوده على أرض دولة فلسطين".

وأضاف قائلاً "لقد حذّرنا على مدار السنين الـ 75 الماضية من أن تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، ومعاناته والقانون الدولي، وعدم اتخاذ خطوات لمحاسبة إسرائيل، والتعامل معها كدولة مارقة فوق كل الأعراف والقوانين الدولية، وتبرير ما تقوم به من جرائم تحت مسميات مختلفة، قد ساهم في إطالة أمد الاستعمار الإسرائيلي وجرائمه، وسمح لإسرائيل بأن تأخذ الإنسانية رهينة لوحشيتها، وهو ما يقوض المنظومة الدولية متعددة الأطراف القائمة على القانون". 

وأشار إلى أن "بعض الأطراف تواطأت مع جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال والإرهاب، ومنحته الحصانة وشجعته على عدوانه الأخير في قطاع غزة". ونوّه إلى أن "حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل لا تبرر قتل المدنيين الأبرياء واستهداف المدنيين والبنية التحتية"، مؤكداً على أنه "لا يمكن للدولة التي ترتكب جريمة العدوان وتحتل أرض غيرها أن تدعي حق الدفاع عن النفس".

وجدد تأكيده أن "منظمة التحرير الفلسطينية شددت على أنه لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وأن غزة كالقدس والضفة الغربية جزء أساس، ولا يتجزأ من دولة فلسطين. وسنعمل على الحفاظ على حقوق شعبنا، ومواجهة العدوان، والاحتلال ومقاومته بالسبل السياسية والقانونية، والمقاومة الشعبية السلمية، ولن يرضخ شعبنا للاستعمار والأبارتهايد".

وأوضح أن "العدوان الإسرائيلي الحالي يضعنا على مفترق طرق، إما أن تنتصر فيها الإرادة الدولية، أو إرادة الاحتلال في استدامة استعماره، ورؤيته لشرق أوسط غير مستقر ومشتعل مدعم بسياسات الاستيطان وإرهاب المستوطنين، واقتحامات لمدينة القدس، وانتهاك للمقدسات وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى حرب دينية لن تحمد عقباها".

وأكد أن الوضع يتطلب تدخل المجتمع الدولي والالتزام بتحقيق العدالة ووقف الاستعمار والانتهاكات، محذرًا من أن الفشل في التعامل مع القضية الفلسطينية يعد فشلاً للمنظومة الدولية القائمة على القانون، معتبراً ذلك اختباراً حقيقياً لديمومتها.

احتمالات تمديد الهدنة

إلى ذلك، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، اليوم الأربعاء، أنه ناقش خلال لقائه مع أعضاء مجموعة السبعة +1 في مكتبه بمدينة رام الله، احتمالات تمديد الهدنة.

ووفق بيان صادر عن الشيخ، فإنه تباحث وممثلي الدول الأعضاء في آخر المستجدات على الميدان في اليوم السادس من الهدنة الإنسانية، وبعد ثلاثة وخمسين يوماً منذ شن العدوان الإسرائيلي الوحشي في قطاع غزة.

كما ناقش احتمالات تمديد فترات هدنة أطول، واحتمالات إنهاء الحرب قطعاً في قطاع غزة، والحالة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية في الوقت الحالي. 

من جهتها، أكدت الدول السبع، والممثلة باليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا+ النرويج، على موقفها الثابت والداعم لحل الدولتين.

المساهمون