قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد" إنّ رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل وصل إلى تل أبيب، صباح اليوم الأربعاء، في زيارة غير مجدولة تستغرق عدة ساعات.
وذكرت مواقع إسرائيلية مختلفة اليوم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفالي بينت التقى كامل، وبحث، في أول لقاء بينه وبين مسؤول مصري رفيع المستوى، الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات بين مصر وإسرائيل، كما بحث الاثنان الوساطة المصرية مع حركة حماس وجهود التوصل إلى تهدئة للوضع الأمني.
واشارت الإذاعة إلى أن عباس كامل وجه لبينت دعوة رسمية لزيارة مصر ولقاء رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضافت الإذاعة أن كامل سيلتقي في وقت لاحق بوزير الأمن في حكومة الاحتلال، بني غانتس، فيما توجه وفد أمني إسرائيلي مساء اليوم إلى شرام الشيخ.
وكانت مصادر "العربي الجديد" قد تحدثت عن أن الزيارة الطارئة تأتي لبحث ملفات متعلقة بتطورات وتحركات المحور الإيراني في المنطقة بشكل أساسي، وتقاطع تلك التحركات مع الملفات ذات الصلة مثل الوضع في قطاع غزة، وأمن الممرات المائية، والتعاون مع الخليج، في ضوء اتصالات مصرية إيرانية جرت أخيراً، لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المصادر أنّ التنسيق بين مصر وإسرائيل بلغ ذروته خلال الأيام الماضية بعدما تمكنت القاهرة من وقف موجة تصعيد كانت قادمة لا محالة في ظل حالة الاستنفار التي تعيشها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بسبب تأخر الجانب الإسرائيلي في الوفاء بعدد من التعهدات الخاصة بتثبيت الهدنة في القطاع عقب المواجهة الأخيرة من جهة، وتحريض جهات إقليمية على تفجير أزمة جديدة بالمنطقة في إطار الصراع غير المعلن بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني من جهة أخرى.
وبحسب ما أفادت المصادر "العربي الجديد"، فإنّ القاهرة لعبت دوراً كبيراً في تفويت الفرصة على محاولات تأجيج مواجهة جديدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة صوب مستوطنة "سديروت"، مؤكدة أنّ المسؤولين في مصر كانوا السبب الرئيس وراء تغيير السياسة الإسرائيلية الخاصة بـ"الرد الفوري"، وفق تعبير المصادر.
وشددت المصادر على أن "التدخل المصري ساهم في منع التصعيد، خاصة في ظل حالة تأهب من جانب الفصائل عبر تنظيم فعاليات مثل المسيرات الشعبية، وحراك الإرباك الليلي، والمواجهة العسكرية، وكذا في ظل الترقب من جانب "حزب الله" اللبناني لجرّ الجانب الإسرائيلي لمواجهة على أكثر من محور في نفس الوقت".
وأكدت المصادر نفسها أنّ صفقة الأسرى لن تكون على رأس المباحثات التي سيجريها عباس كامل، مشيرة إلى أنّ الزيارة تحمل أهدافاً أوسع وتتعلق بالإقليم، خاصة قبل "الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن خلال الأيام المقبلة، وما ستتناولها من ترتيبات إقليمية متعلقة بإيران".
وتابعت المصادر أنّ "هناك حرصاً مصرياً على تأكيد دور المسؤولين في القاهرة في ضبط إيقاع ملفات المنطقة الملتهبة"، مشددة على أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يأمل من وراء ذلك في ترتيب زيارة قريبة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن خلال فترة وجيزة، وهو ما تم التأكيد عليه أيضاً خلال زيارة وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية أخيراً للقاهرة.
والتقى السيسي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، الأحد الماضي، في القاهرة، وبحثا العلاقات الثنائية والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة.
وأفاد بيان رئاسي مصري بأنّ اللقاء شهد "التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين". كذلك تطرق إلى تطورات الأوضاع في أفغانستان، فضلاً عن مستجدات كلٍ من القضية الفلسطينية وملف سد النهضة، وكذلك الأزمة في ليبيا.
وكان وفد إسرائيلي بقيادة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيال حولتا، والمستشار المنتهية ولايته مئير بن شبات، قد زار العاصمة المصرية القاهرة، الأسبوع الماضي، والتقيا رئيس المخابرات المصرية واللواء أحمد عبد الخالق مسؤول ملف فلسطين في الجهاز للتباحث بشأن الوضع في قطاع غزة، ومنع التنسيق بين فصائل القطاع و"حزب الله"، خشية تفجير مواجهة على جبهتي الشمال والجنوب، وهو ما استتبع معه الحديث بشأن الهدنة طويلة الأمد التي ترعى القاهرة مباحثاتها، وكذلك تخفيف الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة.