ظريف يطلب "السماح" من أسرة سليماني قُبيل كلمة خامنئي

02 مايو 2021
تعرض ظريف لهجوم حاد من أوساط محافظة ومقربة من "الحرس الثوري" (فرانس برس)
+ الخط -

 

في رسالة ثانية بشأن واقعة "التسجيل المسرب" لمقابلته السرية، طلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "السماح" من عائلة قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، و"خاصة ابنته زينب" و"محبيه" إثر "جرح مشاعرهم" على خلفية تسريب التسجيل، مشيراً إلى أنه أيضا يسامح كل من افترى عليه وأساء إليه خلال الأسبوع الذي مرّ على الحادث.  

وأضاف ظريف في منشور على "إنستغرام"، اليوم الأحد، أن تحليله عن هذه الفترة التاريخية للسياسة الخارجية الإيرانية كان "فقط لأجل نقل صادق للتجارب للمسؤولين في المستقبل، ولم يكن وراء ذلك أي نية لنشره على نطاق واسع أو محدود"، متهماً "البعض بالسعي لتحويل الظروف السيئة إلى وسيلة لضرب الوحدة بين الشعب الإيراني الباسل لأغراض سياسية قصيرة الأمد".  

كما شكر ظريف كل من دعمه وساهم في تنوير الرأي العام بشأن المقابلة، مؤكداً أنه "لو كنت أعلم أن جملة من التصريحات ستنشر بشكل عام لما أدليت بها، ليس لأنني لا أعتبر الشعب أمينا، بل لأنني لا اعتبر الغرباء في بازار السياق الفوضوي أمنيا في عالم متداخل لا يمكن اختيار المخاطبين".  

وأشاد ظريف في منشوره الجديد بالجنرال سليماني، مشدداً على أنه أيضاً مستعد "للتضحية كما ضحى الشهيد الحاج قاسم بنفسه فداء للشعب".  

وكانت زينب بنت سليماني قد علقت على تصريحات ظريف في التسجيل المسرب بنشر صورة عن يد والده المقطوعة بعد الاغتيال في ضربة جوية أميركية في بغداد، يوم الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، معلقة على الصورة بالقول "كلفة الميدان لأجل الدبلوماسية". 

ونشر ظريف، رسالته الجديدة التي تشبه "رسالة اعتذار" لعائلة سليماني، فجر اليوم الأحد، بمناسبة ليلة القدر عند الإيرانيين، والتي تصادف ليلة ضرب الإمام علي بالسيف. وجاء نشر الرسالة قبيل كلمة "مهمة" مرتقبة للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الأحد، وفقاً لصفحة موقع خامنئي على منصة "إنستغرام".

ولم يتحدث الحساب عن محاور كلمة خامنئي المرتقبة، لكن لكونها تأتي في خضم السجال الكبير الذي تشهده إيران على خلفية تسريبات مقابلة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فعلى الأغلب أن المرشد الإيراني سيعلن موقفه مما ورد على لسان ظريف، فضلاً عن أنه يمكن أن يتطرق أيضاً إلى المباحثات النووية في فيينا.  

وتعرض ظريف لهجوم حاد، خلال الأيام الماضية، من أوساط محافظة ومقربة من "الحرس الثوري"، على خلفية التسجيل الصوتي المسرب الذي تحدث فيه عن تأثير "الميدان" و"الدبلوماسية" في السياسة الخارجية الإيرانية.  

وكانت قناة "إيران إنترناشونال" المتهمة من قبل طهران بأنها ممولة من قبل السعودية، ومقرها لندن، قد نشرت هذا التسجيل الصوتي يوم الأحد الماضي، وسرعان ما وصل إلى العالم الافتراضي وتداولته مختلف المنصات الإعلامية، وأحدث ما يمكن اعتباره زلزالاً سياسياً.  

والتسجيل المسرب مدته أكثر من ثلاث ساعات، وهو جزء من مقابلة "سرية" مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني سعيد ليلاز في فبراير/ شباط الماضي، ولم يكن من المقرر نشر المقابلة، التي أجريت خصيصاً لأرشيف الدولة في إطار مشروع لتسجيل "التاريخ الشفهي" لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ستنتهي ولايته بعد 3 أشهر.  

ويتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، و"إهانته".  

ويتناول ظريف، في المقابلة المسربة "السرية" التي يشدد فيها عدة مرات على عدم نشرها، مواضيع متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية منذ تسلّم روحاني السلطة عام 2013 وتوليه الخارجية في ذلك العام.   

وكشف ظريف دوراً روسياً "تخريبياً" في المباحثات النووية التي توجت بالاتفاق النووي عام 2015، واتهمها بالسعي إلى إفشال هذه المباحثات، وتطرق إلى دور سليماني في السياسة الخارجية الإيرانية، وقضية مهاجمة السفارة السعودية في طهران عام 2016، والهجمات الإسرائيلية في سورية ضد مواقع إيرانية، فضلاً عن قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية بالقرب من العاصمة طهران مطلع عام 2020.  

وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" العسكري الذي كان يقوده  قاسم سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية.  

وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كانت بسبب أن الميدان كانت له الأولوية عند النظام، وإلى هذا المستوى جرت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان، وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".