طهران تنفذ حكماً شنقاً بحق البريطاني الإيراني علي رضا أكبري المتهم بالتجسس.. ولندن تتوعد بالرّد

14 يناير 2023
أثار الحكم بحق أكبري (61 عاماً) انتقاد لندن (رويترز)
+ الخط -

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، السبت، تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق علي رضا أكبري، المعاون السابق لوزير الدفاع، على خلفية إدانته بالتجسس لصالح بريطانيا التي يحمل جنسيتها.

وأوردت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء أن إعدام أكبري شنقاً نُفّذ صباح اليوم السبت، بعد إدانته بـ"الإفساد في الأرض والمسّ بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد عبر نقل معلومات استخبارية".

وأثار الحكم بحق أكبري (61 عاماً) انتقاد لندن التي طالبت بوقف تنفيذه، معتبرة أنه "ذو دوافع سياسية".

واتهم تقرير "ميزان" أكبري، الذي ألقي القبض عليه عام 2019، بتلقي مليون و805 آلاف يورو، و265 ألف جنيه إسترليني، و50 ألف دولار مقابل التجسس.

وفي تسجيل صوتي يُفترض أنه لأكبري، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي فارسي" يوم الأربعاء، قال أكبري إنه اعترف بجرائم لم يرتكبها بعد تعرضه لتعذيب شديد.

وبثت وسائل إعلام رسمية إيرانية مقطع فيديو يوم الخميس، قالت إنه أظهر ضلوع أكبري في اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده عام 2020، في هجوم وقع خارج طهران، واتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بالمسؤولية عنه.

وفي الفيديو، لم يعترف أكبري بالتورط في الاغتيال، لكنه أكد أن عميلاً بريطانياً طلب معلومات عن فخري زاده. وغالباً ما تبث وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية ما تقول إنها اعترافات للمشتبه فيهم بقضايا مشحونة سياسياً.

ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة الفيديو ولا التسجيل الصوتي، أو التحقق من توقيت أو مكان تسجيلهما.

وكان الإعلام الرسمي الإيراني قد أفاد بأن أكبري سبق له أن شغل مهامّ في وزارة الدفاع والمجلس الأعلى للأمن القومي.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" أن أكبري شغل مناصب عدة في هيكلية الدفاع والأمن في الجمهورية الإسلامية، منها "معاون وزير الدفاع للعلاقات الخارجية" و"مستشار لقائد القوات البحرية" ورئاسة قسم في مركز بحوث وزارة الدفاع، إضافة إلى عمله "في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بخصوص أدواره.

وقالت الوكالة إن أكبري من قدامى الحرب مع العراق (1980-1988)، ويبلغ من العمر 61 عاماً (مواليد 21 أكتوبر/ تشرين الأول 1961)، وأُوقِف في عام 1398 (وفق التقويم الهجري الشمسي المعتمد في إيران، أي بين مارس/ آذار 2019 ومارس/ آذار 2020).

وكانت صحيفة "إيران" الحكومية قد أجرت، في فبراير/ شباط 2019، مقابلة مع أكبري، وقدّمته على أنه "نائب سابق لوزير الدفاع في حكومة محمد خاتمي"، الإصلاحي الذي تولى رئاسة الجمهورية الإيرانية بين عامي 1997 و2005.

بريطانيا: إعدام أكبري لن يمرّ من دون ردّ

ووصفت بريطانيا، اليوم السبت، إعدام أكبري بأنه عمل هجمي، وقالت إنه لن يمرّ من دون ردّ.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على "تويتر": "هالني إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري في إيران"، مضيفاً: "كان هذا عملاً قاسياً وجباناً نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه".

وكتب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي على "تويتر": "هذا العمل الهمجي يستحق الإدانة بأشد العبارات الممكنة، ولن يمر من دون ردّ".

طهران تستدعي سفير لندن بعد إعدام الإيراني-البريطاني المدان بالتجسس 

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، استدعاء السفير البريطاني في طهران، بعد ساعات من الإعلان عن إعدام رضا أكبري.

وأفادت الوزارة، في بيان: "رداً على التدخلات غير المتعارف عليها للمملكة المتحدة، بما يشمل مجال الأمن القومي للجمهورية الإسلامية، تم استدعاء سفير هذا البلد في طهران سايمون شركليف اليوم".

فرنسا تستدعي القائم بالأعمال الإيراني 

وفي المواقف، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني في باريس بسبب إعدام مواطن بريطاني إيراني متهم بالتجسس، معبرة عن سخطها من الأمر.

وقال بيان وزارة الخارجية الفرنسية: "تم تحذيره أيضاً من أنّ انتهاكات إيران المتكررة للقانون الدولي لا يمكن أن تمر من دون رد، خاصة في ما يتعلق بمعاملة الرعايا الأجانب الذين تحتجزهم بشكل تعسفي".

"العفو الدولية" تدين "الهجوم الشنيع" لإيران على "الحق في الحياة"

من جهتها، دانت منظمة "العفو الدولية" عبر "تويتر"، "الهجوم الشنيع" لإيران على "الحق في الحياة" بعد تنفيذ طهران حكم الإعدام بالإيراني البريطاني علي رضا أكبري.

وقالت منظمة العفو: "إعدام السلطات الإيرانية هذا الصباح (السبت) المواطن الإيراني البريطاني علي رضا أكبري هو دليل جديد على هجومها الشنيع على الحق في الحياة"، داعية الحكومة البريطانية إلى "التحقيق بشكل كامل" في اتهامات بتعرضه للتعذيب على ما يبدو.

وسبق للسلطات أن أعلنت توقيف الكثير من الأشخاص على خلفية قيامهم بالتجسس على الجمهورية الإسلامية لحساب أجهزة استخبارات معادية، مثل الأميركية والإسرائيلية والبريطانية.

وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت السلطة القضائية إعدام أربعة أشخاص دينوا بتهمة "التعاون" مع إسرائيل.

ويأتي إعدام أكبري في وقت تشهد الجمهورية الإسلامية احتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/ أيلول إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وقتل مئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كذلك أُوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" ينخرط فيها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.

وأعلن القضاء الإيراني إلى الآن إصدار 18 حكماً بالإعدام، على خلفية الاحتجاجات، نُفِّذت أربعة منها بحق مدانين باعتداءات على قوات الأمن.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون