جددت الطائرات التركية، اليوم الأربعاء، قصفها مواقع تابعة لحزب "العمال الكردستاني، في جبال قنديل، شمالي العراق، تقع على الحدود العراقية التركية الإيرانية، والتي تعتبر المعقل التقليدي لمسلحي الحزب المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا.
وقالت مصادر أمنية عراقية كردية في محافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، إن "الغارات التركية استهدفت مخابئ ومقرات لحزب العمال في مناطق دربي وورتي، ضمن سلسلة جبال قنديل".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القصف أعقبه تصاعد ألسنة دخان دون معرفة أي تفاصيل حول نتائجه بسبب وقوع المنطقة تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني منذ سنوات ولا يوجد فيها مدنيون أو قوات الأمن الكردية (البشمركة).
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية في إقليم كردستان، عن مصادر لم تسمها، أن القصف التركي طاول أيضاً مواقع لحزب "العمال" قرب مدينة العمادية التابعة لقضاء دهوك، وشوهد تحليق مكثف لطائرات تركية مسيرة في الأجواء، خاصة فوق البلدات الحدودية بين العراق وتركيا.
ويأتي الهجوم بعد يوم واحد من قصف مماثل استهدف قريتي جمانكي، وسكيري القريبة من الحدود التركية، والتي تخلو من السكان منذ سنوات بفعل سيطرة مسلحي الحزب عليها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
ولم تسجل الهجمات أي خسائر في صفوف المدنيين، وفقاً لمصادر أمنيةكردية أشارت إلى أن القصف وقع بمناطق غير مأهولة بالسكان.
إلى ذلك، دانت الحكومة المحلية في محافظة دهوك عملية خطف وقتل شاب عراقي كردي، أمس الثلاثاء، نفذها مسلحو حزب "العمال الكردستاني".
وقالت في بيان لها: "ندين ونستنكر بشدة خطف المواطن الشاب جوتيار محسن سياري (29 عاماً)، من أبناء محافظة دهوك، وحجزه وسجنه، ومن ثم قتله على يد مسلحي حزب العمال الكردستاني".
وأضافت أن "الاعتقال والسجن من اختصاص المؤسسات القضائية في إطار القانون، وأن أي إجراء خارج إطار هذه المؤسسات يعتبر عملاً غير قانوني وغير إنساني واعتداء على المواطنين".
من جهته، حذّر القيادي في حزب البارزاني ماجد شنكالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، من مخاطر استمرار وجود عناصر الحزب بشمال البلاد، مبيناً أن "الحكومة غير قادرة على لجم عناصر هذا الحزب الذي تمادى جداً".
وأضاف أن "استمرار وجود عناصر حزب العمال تسبب بخسائر كبيرة للبلاد، للإقليم ولبغداد أيضاً"، معتبراً أن "استمرار انفلات هذه الجماعة الإرهابية، أصبح عامل خطر، ويجب وضع حد لوجوده وتحركاته في المنطقة"، ولفت إلى أن "الملف يتعلق بالحكومة العراقية، وهي صاحبة الشأن والمسؤولة عن وجود هذا الحزب، وإخراجه من البلاد".
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في 14 من فبراير/شباط الحالي، انتهاء عمليتها العسكرية "مخلب النسر- 2"، والتي أطلقتها في العاشر من الشهر ذاته في شمالي العراق لمطاردة عناصر حزب "العمال الكردستاني"، مؤكدة أنها قتلت نحو 50 عنصراً من الحزب، إلا أن القوات التركية واصلت قصف مواقع الحزب شمالي العراق.