استمع إلى الملخص
- وصف السفير الأميركي لدى إسرائيل التقرير بأنه "غير دقيق" و"غير مسؤول"، مشيرًا إلى أن النتائج لم تعكس الظروف المتغيرة بسرعة في المنطقة، بينما أكدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية طلبها سحب التقرير.
- رغم شطب التقرير، أشار موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن عتبات استهلاك الغذاء وسوء التغذية الحاد قد تجاوزت في شمال غزة، مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي منذ أكتوبر بسبب القيود الإسرائيلية.
سحبت منظمة رائدة في مراقبة أزمات الغذاء في أنحاء العالم تقريراً جديداً هذا الأسبوع يحذر من مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة نتيجة "الحصار الإسرائيلي شبه الكامل"، بعدما طلبت الولايات المتحدة منها سحب التقرير، وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون لوكالة أسوشييتد برس مساء أمس الخميس.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب انتقادات علنية وجهها السفير الأميركي لدى إسرائيل للتقرير. وقد أثار هذا الخلاف العام النادر اتهامات من جانب شخصيات بارزة في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان بأنّ عمل شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة التي تمولها الولايات المتحدة، والتي تستهدف عرض تحليلات قائمة على البيانات من جانب خبراء دوليين محايدين، قد تلوث بالسياسة.
وكان من شأن إعلان المجاعة أن يشكّل إحراجاً كبيراً لإسرائيل، التي تزعم أن حربها المستمرة منذ 15 شهراً على قطاع غزة تستهدف حركة حماس وليس سكان القطاع المدنيين. وكان السفير الأميركي لدى إسرائيل جاكوب لو قد وصف، في وقت سابق من هذا الأسبوع، التحذير الذي أصدرته الشبكة المعترف بها دولياً بأنه "غير دقيق" و"غير مسؤول".
وقال كل من السفير لو والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تمول شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة، إنّ النتائج التي توصل إليها تقرير الشبكة فشلت في عرض تقدير سليم للظروف المتغيرة بسرعة في شمال قطاع غزة.
وأعرب مسؤولون في مجال المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان عن مخاوفهم من التدخل السياسي الأميركي في نظام الرصد العالمي للمجاعات. ورفضت السفارة الأميركية في إسرائيل ووزارة الخارجية التعليق على الأمر لـ"أسوشييتد برس". ولم يرد مسؤولو شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة على الأسئلة. وقال السفير لو، الثلاثاء الماضي: "نحن نعمل ليل نهار مع الأمم المتحدة وشركائنا الإسرائيليين لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وهي كبيرة، والاعتماد على بيانات غير دقيقة أمر غير مسؤول".
وأكدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لوكالة أسوشييتد برس، أنها طلبت من شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة سحب تحذيرها المشدد الذي أصدرته في تقرير صدر بتاريخ يوم الاثنين الماضي. ولم يظهر التقرير ضمن التحديثات الرئيسية على موقع الشبكة على الإنترنت، أمس الخميس، لكن الرابط الخاص به ظلّ نشطاً.
ورغم شطب التقرير، إلا أنّ موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي اقتبس، أول أمس الأربعاء، عن التقرير قوله: "من المرجح للغاية أن تكون عتبات استهلاك الغذاء وسوء التغذية الحاد للمجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، قد جرى تجاوزها الآن في محافظة شمال غزة".
وكانت الشبكة قد قالت، في تقرير، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: "لقد تفاقمت حدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة بشكل حاد منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، عندما بدأت إسرائيل بفرض قيود متزايدة على تدفقات الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية إلى الشمال وتدفقات الإمدادات الغذائية التجارية إلى الجنوب". وأضافت: "وفي المناطق الأكثر تضرراً في محافظة شمال غزة، بما في ذلك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، تسبب الحصار في إغلاق شبه كامل لتدفقات الإمدادات الغذائية منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)