استمع إلى الملخص
- استهدفت الغارات أيضاً المنطقة الصناعية في حسياء، حيث يُعتقد أنها كانت تستهدف شحنات أسلحة من العراق، مما أدى إلى اشتعال النيران في معمل لتصنيع السيارات الإيرانية.
- تصاعد القصف الإسرائيلي يُعزى إلى اختباء قياديي حزب الله والحرس الثوري في سورية، حيث نفذت إسرائيل 106 هجمات هذا العام، موقعة 257 قتيلاً بينهم عسكريون ومدنيون.
كثّفت إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، من عمليات القصف الجوي التي تستهدف ما يُعتقد أنها أهداف تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، في سورية، إضافة إلى الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام السوري، في عموم الجغرافيا السورية، حيث لم تعد أي منطقة سورية تابعة للنظام بمأمن من هجمات إسرائيلية طاولت جنوب البلاد ووسطها وشرقها.
الضربات الإسرائيلية تتكثف على سورية
وفي أحدث الضربات، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، غارات جوية عدة طاولت أهدافاً في ريف محافظة حمص الجنوبي، وقطعة عسكرية في جبل بعرين بريف حماة الجنوبي، وسط سورية، والذي يعتقد أن مليشيات إيرانية تتمركز فيه. كما استهدف القصف الإسرائيلي مستودعاً للأسلحة في منطقة الكسوة، جنوبي العاصمة دمشق، والتي تضم مقرات عدة لفرق عسكرية تابعة لقوات النظام السوري. ورجحت مصادر لدى وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، استهداف سلاح الجو الإسرائيلي مستودعاً للأسلحة في إحدى القطع العسكرية ضمن تل المانع، والذي يحتوي على مستودعات الـ"714 - صواريخ" في ريف منطقة الكسوة، ما تسبب باندلاع حرائق ضخمة ضمن المكان المستهدف.
كما شنّ الطيران الإسرائيلي هجوماً على المنطقة الصناعية في حسياء الواقعة في منتصف المسافة ما بين دمشق وحمص، كبرى مدن الوسط السوري. وذكر مصدر عسكري في قوات النظام، أن "العدو الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان، مستهدفاً معملاً لتجميع السيارات في المنطقة الصناعية في حسياء بريف حمص وأحد المواقع العسكرية في حماة". بيد أن مصادر متابعة في المعارضة السورية تقول إن الاستهداف كان لشحنات أسلحة في المنطقة الصناعية ضمن حسياء بريف محافظة حمص، جاءت من العراق عبر المنافذ غير الرسمية والتي تديرها مليشيات عراقية تابعة للجانب الإيراني. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت سيارات محملة بمساعدات عراقية كانت معدة للتوجه إلى لبنان داخل معمل لتصنيع السيارات الإيرانية في منطقة حسياء الصناعية في ريف حمص الجنوبي، ما أدى إلى اشتعال النيران في المعمل.
وائل علوان: لا أستبعد قيام الجانب الإسرائيلي بعمليات توغل برّي في الأراضي السورية
ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الضربة الإسرائيلية على حسياء "استهدفت كما يبدو مصنع سيارات إيرانيا، مخصصا جزء منه لتصنيع أسلحة، كما تعتقد إسرائيل". ورجّح علوان أن تزداد الضربات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة في سورية، والتي "تستهدف قياديي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والمليشيات العراقية".
وبرأيه، فإن إسرائيل يبدو أنها تريد مواصلة الضغط العسكري على حزب الله، سواء في لبنان أم سورية. وتابع: "تؤكد الضربات أن إسرائيل ترصد عن كثب كل شيء في سورية التي تتمتع بموقع جيوسياسي مهم لإيران وخطير بالنسبة لإسرائيل"، من دون أن يستبعد قيام الجانب الإسرائيلي بعمليات توغل برّي في الأراضي السورية وتوسيع دائرة القصف الجوي لكل أهداف حزب الله وإيران في سورية، خلال الأيام المقبلة.
وفي موازاة ذلك، استهدفت طائرات حربية مجهولة التبعية يُرجح أنها تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شحنة أسلحة للمليشيات العراقية المدعومة من إيران بالقرب من مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، شرق البلاد. وفي السياق، قال الجانب الإسرائيلي إنه قتل، أول من أمس الأربعاء، أدهم جاحوت، وهو من مسؤولي ملف الجولان التابع لحزب الله اللبناني، جرّاء غارة جوية على المدخل الشرقي لمدينة القنيطرة بالقرب من دوار العلم، جنوب سورية.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية من الهجمات الجوية على أهداف في سورية يُعتقد أنها تابعة لحزب الله اللبناني أو الحرس الثوري الإيراني، حيث قصفت مساء الثلاثاء مجددا منطقة المزة في العاصمة دمشق، ما أدى إلى مقتل قيادي في حزب الله وفق الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى نحو 10 من المدنيين. ووصلت الهجمات الإسرائيلية إلى ريف حماة الشرقي على أطراف البادية السورية، حيث استهدفت الأحد مستودعات "الكريم" للأسلحة شمال غربي مدينة سلمية، كما استهدفت مستودعات للأسلحة والصواريخ في منطقة شنشار بريف حمص الجنوبي، وأخرى مماثلة بالقرب من قرية الشتاية شرقي محافظة حمص. وتتزامن هذه الضربات المتلاحقة والمتنقلة مع التصعيد الإسرائيلي واسع النطاق على حزب الله والذي يمتد نفوذه مع مليشيات إيرانية إلى العديد من المناطق السورية، خصوصاً في محافظتي حمص وريف دمشق.
مكان اختباء
ورأى المحلل العسكري المقدم يوسف حمود، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي على سورية، مرده إلى اتخاذ عدد كبير من قياديي حزب الله والحرس الثوري الإيراني من سورية مكان اختباء بعد الضربات الواسعة على لبنان". وأعرب عن اعتقاده بأن "حزب الله نقل الكثير من مستودعات سلاحه إلى مناطق داخل سورية خشية استهدافها من إسرائيل في لبنان"، مضيفاً أن "إسرائيل تستهدف المستودعات التي تحوي صواريخ بعيدة المدى والتي تشكل خطراً على الداخل الإسرائيلي".
يوسف حمود: حزب الله نقل الكثير من مستودعات سلاحه إلى مناطق داخل سورية خشية استهدافها من إسرائيل في لبنان
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، هاجمت إسرائيل منذ مطلع العام الحالي الأراضي السورية 106 مرات، 87 منها جوية و19 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 192 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات ودفاع جوي. وبحسب المرصد، أدّت الضربات إلى مقتل 257 من العسكريين، بالإضافة إلى إصابة 181 آخرين منهم بجراح متفاوتة. ومن بين القتلى، 25 من الحرس الثوري الإيراني، و47 من حزب الله اللبناني، و28 من الجنسية العراقية، و75 من المليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و24 من المليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، و56 من قوات النظام، إضافة إلى 40 من المدنيين السوريين وغير السوريين.