صور قمر صناعي تظهر استمرار التعزيزات العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا

24 ديسمبر 2021
صور التقطها قمر صناعي تابع لشركة "ماكسار تكنولوجيز"(Getty)
+ الخط -

كشفت صور التقطها قمر صناعي تابع لشركة أميركية خاصة أن روسيا واصلت تعزيز قواتها في شبه جزيرة القرم وبالقرب من أوكرانيا في الأسابيع الماضية، فيما تواصل في الوقت نفسه الضغط على الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن ضمانات أمنية تطلبها.

ولم يتسنّ لوكالة "رويترز" التحقق على نحو مستقل من أحدث الصور التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً. 

وأكد الكرملين، يوم الجمعة، أنه يحتفظ بحق تحريك قواته في الأراضي الروسية طبقاً للحاجة، مضيفاً أن الدول الغربية تقوم بمناورات عسكرية استفزازية قرب الحدود الروسية.

ويتهم قادة الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا روسيا بحشد قواتها مجدداً قرب الحدود الأوكرانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك بعد حشد سابق في إبريل/ نيسان، وحينها نشرت ماكسار صوراً لذلك أيضاً.

ويقول الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من القادة إن موسكو على ما يبدو تدرس شنّ هجوم على أوكرانيا بحلول الشهر المقبل، وهو ما نفته موسكو مراراً.

إطلاق صاروخ أسرع من الصوت 5 مرات

وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، اليوم الجمعة، إن روسيا أجرت، ليل الخميس، تجربة لإطلاق صاروخ من نوع "تسيركون"، الذي تفوق سرعته سرعة الصوت بخمس مرات.

وأشاد بوتين بالصاروخ، باعتباره جزءاً من جيل جديد من منظومة أسلحة لا مثيل لها، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

غورباتشوف يدين "الغطرسة" الأميركية

إلى ذلك، رأى آخر زعيم للاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، اليوم الجمعة، أن الأزمة الحالية بين روسيا والغرب نابعة من "الغطرسة" الأميركية بعد سقوط الكتلة على أثر استقالته قبل ثلاثين عاماً تماماً.

وقال غورباتشوف (90 عاماً)، إنهم في الغرب "فقدوا صوابهم، الغطرسة، الرضا بالذات، أعلنوا أنفسهم منتصرين في الحرب الباردة، بينما أنقذنا معاً العالم من المواجهة".

وأضاف غورباتشوف متحدثاً لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي: "كيف يمكننا أن نأمل في علاقات ندية مع الولايات المتحدة، مع الغرب، في هذا الوضع؟"، مديناً نزعة واشنطن إلى إعلان "الانتصار".

ورأى أن المعسكر الغربي أراد "بناء إمبراطورية جديدة، ومن هنا ولدت فكرة توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)".

ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن توسيع الحلف الأطلسي ليشمل دولاً من الكتلة الشرقية السابقة هو السبب العميق للأزمة الروسية الغربية، لأن الحلف في نظر الكرملين هو التهديد الرئيسي لأمنه الاستراتيجي.

واقترح بوتين خلال هذا الشهر على الولايات المتحدة وحلفائها توقيع معاهدتين تنصان خصوصاً على منع أي توسيع مستقبلي للحلف وأي تعاون عسكري في ما تعتبره روسيا منطقة نفوذها.

ووافقت واشنطن على إجراء محادثات في يناير/كانون الثاني، مع أنها تعتبر أن العديد من هذه المطالب غير مقبولة، بهدف إتاحة خفض التصعيد، بينما يخشى الغرب من أن تشنّ موسكو هجوماً على أوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة التي تطمح إلى الانضمام إلى الناتو.

ورأى بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي، أمس الخميس، أن ردود الفعل الأميركية الأولى على المطالب الروسية "إيجابية"، لكنه قال أيضاً إنه يستعد لاتخاذ إجراءات "عسكرية وتقنية" للرد على التهديد الغربي.

وأشاد غورباتشوف بالمحادثات المقرر إجراؤها في يناير، وقال: "أدعمهم وآمل أن تكون هناك نتيجة تسمح لجميع الدول الأوروبية بالشعور بالأمان".

وتهدد واشنطن والاتحاد الأوروبي بعقوبات اقتصادية غير مسبوقة في حال وقوع عدوان على أوكرانيا.

واستقال ميخائيل غورباتشوف من منصبه كرئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية في 25 ديسمبر/كانون الأول 1991 في ما شكل النهاية الرسمية للإمبراطورية الشيوعية. وقبل أيام قليلة من ذلك، أعلن قادة بيلاروسيا وروسيا من جانب واحد نهاية الاتحاد السوفييتي.

ووصف بوتين سقوط الاتحاد السوفييتي بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين".

أوكرانيا تتهم بوتين بالسعي لـ"تدميرها"

إلى ذلك، اعتبر سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد تدمير أوكرانيا" و"إحياء الاتحاد السوفييتي"، مؤكداً أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل.

وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف (59 عاماً): "بالنسبة إلينا، التهديد موجود كل يوم، بغضّ النظر عن عدد القوات" التي تنشرها موسكو، معتبراً أن بوتين لن يحقق غاياته، لأنه "في حال وقوع هجوم روسي، فإن المجتمع بأسره، عسكريين ومدنيين، سيقاوم. سنحمي بلادنا، نقطة على السطر".

وقلّل دانيلوف من خطر حدوث تصعيد وشيك، مضيفاً أنه وفق تقديرات كييف، فقد ازداد عدد القوات الروسية حول أوكرانيا بشكل طفيف فقط من 93 ألفاً في تشرين الأول/أكتوبر إلى نحو 104 آلاف حالياً.

وبحسب دانيلوف، فإن الكرملين يسعى قبل كل شيء لـ "زعزعة استقرار" أوكرانيا من الداخل عبر "هجمات إلكترونية" و"أزمة طاقة"، إذ إن أوكرانيا إحدى أفقر دول أوروبا، وتفتقر إلى الفحم والغاز، وتواجه انقطاعات خطرة في التيار الكهربائي هذا الشتاء.

وفي حال فشل هذا السيناريو، فإن السلطات الروسية "ستستخدم وسائل أخرى، بما في ذلك الوسائل العسكرية"، بحسب تقدير دانيلوف، الذي يضيف أنها "تريد تقسيم بلدنا في شكل يفقد حدوده معها".

موسكو تندد بالاعتداء على قنصليتها في أوكرانيا

في المقابل، نددت روسيا، الجمعة، بهجوم بواسطة زجاجة حارقة استهدف قنصليتها العامة في لفيف غربيّ أوكرانيا، دون أن يوقع إصابات.
شرطة لفيف: الزجاجة الحارقة ألقيت في الحرم المحيط بالقنصلية من دون إحداث أضرار في المبنى
 

وقالت الدبلوماسية الروسية، في بيان نقلته وكالة "فرانس برس": "في 24 كانون الأول/ديسمبر في الساعة 2,30 فجراً، تعرضت قنصلية روسيا العامة في لفيف لعمل إرهابي. ألقى مجهول زجاجة تحوي سائلاً حارقاً تجاه أحد مداخل المبنى".

وأفادت الخارجية الروسية بأن الحادث لم يوقع إصابات، فيما أوضحت شرطة لفيف أن الزجاجة الحارقة أُلقيت في الحرم المحيط بالقنصلية من دون إحداث أضرار في المبنى، لافتة إلى أنها باشرت التحقيق.

وأضافت الدبلوماسية الروسية أن "هذا العمل المشين والمرفوض ثمرة تفشي الهستيريا المعادية لروسيا في أوكرانيا، والحضّ على الكراهية والعدوانية ضد روسيا"، مشيرة إلى أنها استدعت ممثلاً بالوكالة لكييف ووجهت إليه "احتجاجاً شديد اللهجة"، مطالبة أوكرانيا بضمان أمن الطاقم الدبلوماسي الروسي.