صور جوية تظهر قصف إسرائيل منشآت لصناعة الصواريخ الإيرانية

27 أكتوبر 2024
إسرائيل ضربت موقع بارشين العسكري الضخم بالقرب من طهران، 26 أكتوبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية مواقع عسكرية إيرانية سرية، مثل قاعدة بارشين وموقع خجير، مما أعاق قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية بكميات كبيرة.
- دمرت الضربات مبانٍ تُستخدم لخلط الوقود الصلب، مما أثر على البنية التحتية لإنتاج الصواريخ في إيران، وفقًا لتقارير "رويترز" و"أسوشييتد برس".
- كانت الضربات دقيقة واستهدفت معدات حيوية، مما قد يردع إيران عن شن هجمات صاروخية كبيرة مستقبلية على إسرائيل.

أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية أن ضربات إسرائيل الجوية على إيران أصابت مباني في قاعدة عسكرية سرية تقع جنوب شرق العاصمة الإيرانية، وقاعدة أخرى استخدمتها طهران لتصنيع الصواريخ الباليستية، وفق تقريرين لوكالتي "رويترز" وأسوشييتد برس".

ووفق وكالة "رويترز"، توصل إلى هذه النتائج مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ديفيد أولبرايت، الذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مجموعة بحثية، وديكر إيفليث، محلل أبحاث مشارك في "سي أن إيه"، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن.

وقال الباحثان للوكالة، على نحو منفصل، إن إسرائيل ضربت موقع بارشين العسكري الضخم بالقرب من طهران. وأكد إيفليث أن إسرائيل قصفت أيضاً موقع خجير، وهو موقع ضخم لإنتاج الصواريخ بالقرب من طهران. وذكرت وكالة رويترز في يوليو/تموز أن موقع خجير يشهد توسعاً هائلاً. وقال إيفليث إن الضربات الإسرائيلية ربما "أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة".

ونقلت الوكالة عن باحث أميركي أن ضربة إسرائيلية، أمس السبت، استهدفت منشأة كانت جزءاً من برنامج إيران السابق لتطوير أسلحة نووية.

وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن صور أقمار صناعية أظهرت تضرر بعض المباني في قاعدة "بارشين" العسكرية الإيرانية، حيث تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن إيران كانت قد أجرت في الماضي اختبارات على مواد شديدة الانفجار، يمكن أن تتسبب في إطلاق أسلحة نووية. كما يمكن رؤية الأضرار الأخرى في قاعدة "خجير" العسكرية القريبة، والتي يعتقد المحللون أنها تخفي نظام أنفاق تحت الأرض ومواقع لإنتاج الصواريخ.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ثلاث موجات من الهجمات باستخدام طائرات حربية ضربت مصانع صواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في وقت مبكر من صباح أمس السبت، رداً على إطلاق طهران، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل، موضحاً أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استخدمت "رؤوساً حربية خفيفة للغاية" لضرب أنظمة رادار حدودية في إقليمي عيلام وخوزستان، وفي محيط طهران.

وفي منشورات على منصة إكس، قال أولبرايت إن صوراً من أقمار صناعية تجارية أظهرت أن إسرائيل ضربت منشأة في بارشين تسمى (طالقان 2) كانت تستخدم في اختبار الأنشطة خلال العمل على خطة آماد، وهي برنامج تطوير أسلحة نووية تخلّت عنه إيران.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وكذلك المخابرات الأميركية، إن إيران أغلقت ذلك البرنامج في 2003. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية. وتمكّن أولبرايت من الاطلاع على ملفات ذلك البرنامج السابق، وقت عمله على كتاب بعد أن تمكن جهاز الموساد الإسرائيلي من سرقتها من طهران في 2018. وقال على إكس إن الملفات الأرشيفية أظهرت أن إيران أبقت على معدات اختبار مهمة في طالقان 2.

وأضاف أن إيران ربما نقلت مواد مهمة قبل الضربة الجوية، لكن "حتى إذا لم تبق أي معدات في الداخل"، فالمنشأة كانت ستقدم "قيمة جوهرية" لأي أنشطة مستقبلية مرتبطة بالأسلحة النووية. وقال أولبرايت لوكالة رويترز، إنه راجع صور الأقمار الصناعية التجارية لموقع بارشين التي يبدو أنها أظهرت أن ضربة إسرائيلية ألحقت أضراراً بثلاثة مبانٍ، على بعد نحو 320 متراً من طالقان 2، اثنان منها استخدما لخلط الوقود الصلب فيها للصواريخ الباليستية. ولم يحدد الشركة التجارية التي حصل منها على الصور.

وقال إيفليث إن صورة لمجمع بارشين العسكري من شركة بلانيت لابس، وهي شركة أقمار صناعية تجارية، أظهرت أن إسرائيل دمرت ثلاثة مبانٍ لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية ومستودعاً. وأضاف أن صور بلانيت لابس أظهرت أيضاً أن ضربة إسرائيلية دمرت مبنيين في خجير كانا يستخدمان لخلط الوقود الصلب للصواريخ الباليستية.

وبحسب الصورة التي اطلعت عليها وكالة رويترز، كان المبنيان محاطين بسواتر ترابية مرتفعة. وترتبط مثل هذه التصميمات بإنتاج الصواريخ، وهي مصممة لمنع انفجار في مبنى واحد من تفجير مواد قابلة للاشتعال في بنايات مجاورة. وقال إيفليث: "تقول إسرائيل إنها استهدفت مباني تحتوي على خلاطات للوقود الصلب... هذه الخلاطات الصناعية يصعب تصنيعها وتخضع لضوابط التصدير. واستوردت إيران العديد منها على مرّ السنين بتكلفة باهظة، ومن المرجح أن تجد صعوبة في استبدالها".

وأضاف أن إسرائيل ربما تمكنت من خلال عملية محدودة من توجيه ضربة قوية لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، ما يجعل من الصعب على أي هجوم صاروخي إيراني مستقبلي اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية. وقال إن "الضربات تبدو دقيقة للغاية".

وذكر موقع أكسيوس أن إسرائيل دمرت في الضربات 12 "خلاطاً صناعياً" تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ونقل عن ثلاثة مصادر إسرائيلية لم يسمها قولها إن ذلك ألحق أضراراً جسيمة بقدرة إيران على تجديد مخزونها الصاروخي، وقد يردع إيران عن شنّ ضربات صاروخية كبيرة أخرى على إسرائيل.

وذكرت رويترز أن صوراً لشركة بلانيت لابس راجعها في وقت سابق من هذا العام إيفليث وجيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري أظهرت، توسعات كبيرة في خجير ومجمع مدرس العسكري بالقرب من طهران. ووفقاً لتقييماتهما كانت هذه التوسعات تهدف إلى تعزيز إنتاج الصواريخ. وأكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار هذا الاستنتاج.

(رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون