صور بالأقمار الصناعية تظهر تضرر موقع عسكري إيراني في أصفهان

03 فبراير 2023
تظهر الصور تلفاً في سقف هيكل المنشأة الإيرانية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

أظهرت صور للأقمار الصناعية حللتها "أسوشييتد برس"، يوم الجمعة، الأضرار التي لحقت بما تصفها إيران ورشة عسكرية هاجمتها طائرات إسرائيلية مسيّرة، في أحدث هجوم من هذا القبيل وسط حرب ظل بين البلدين.

ولم تقدم إيران أي تفسير حتى الآن لما تصنعه الورشة، إلا أن هجوم الطائرات المسيّرة هدّد بإثارة التوتر مرة أخرى في المنطقة. وبالفعل، تزايدت المخاوف بشأن تخصيب طهران لليورانيوم بالقرب من مستويات تصنيع الأسلحة، حيث حذر مسؤول نووي رفيع في الأمم المتحدة من أن الجمهورية الإسلامية لديها ما يكفي من الوقود لصنع قنابل ذرية "عدة"، إذا اختارت ذلك.

ومنع الطقس الغائم الأقمار الصناعية من تصوير موقع الورشة منذ أن تعرضت لهجوم، من قِبل ما وصفتها إيران بـ"طائرات مسيّرة رباعية المراوح" ليل 28 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأظهرت صور التقطتها شركة "بلانيت لابز بي بي سي" يوم الخميس، الورشة في أصفهان، وهي مدينة وسط إيران على بعد 350 كيلومتراً جنوبي طهران. وأظهر تحليل "أسوشييتد برس" للصورة، مقارنة بالصور السابقة للورشة، تلفاً في سقف الهيكل. وتطابق هذا الضرر مع لقطات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي بعد الهجوم مباشرة، وأظهرت فتحتين على الأقل في سقف الهيكل.

الصورة
سقف هيكل المنشأة الإيرانية قبل استهدافه (أسوشييتد برس)
سقف هيكل المنشأة الإيرانية قبل استهدافه (أسوشييتد برس)

وتشير لقطات التلفزيون الحكومي الإيراني، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، إلى أن سقف الهيكل ربما يكون قد تم بناؤه بما يسمى بـ"الدرع القفصي"، إذ يشبه الهيكل قفصاً مبنياً حول أسطح أو عربات مدرعة لمنع التفجير المباشر بصواريخ أو طائرات مسيّرة تحمل قنابل.

ويشير تركيب مثل هذه الحماية في الورشة، إلى أنّ إيران اعتقدت أنها يمكن أن تكون هدفاً لطائرة مسيّرة.

الصورة
هيكل المنشأة الإيرانية بعد تعرضه للقصف (أسوشييتد برس)

وزعمت وزارة المخابرات الإيرانية في يوليو/ تموز، أنها أجهضت مؤامرة لاستهداف مواقع حساسة حول أصفهان. وتضمّن مقطع تم بثه على التلفزيون الإيراني الرسمي في أكتوبر/ تشرين الأول اعترافات من أعضاء مزعومين في "كومالا"، وهو حزب معارض كردي منفي من إيران، ويعيش الآن في العراق، بأنهم خططوا لاستهداف منشأة جو-فضائية عسكرية في أصفهان بعد تدريبهم من قبل الموساد الإسرائيلي.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الورشة العسكرية التي استهدفتها الطائرات المسيّرة هي تلك المنشأة الجو-فضائية. وأبلغت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، ليل الجمعة، أسوشييتد برس أن أي "معلومات تقنية عن الورشة غير متوافرة"، وأضافت أن "كل منشآت إيران العسكرية والنووية محمية بدفاعات جوية لأنها مهددة على الدوام".

ويأتي الهجوم في وقت تواجه فيه الحكومة الثيوقراطية الإيرانية تحديات في الداخل والخارج، وهزت الاحتجاجات على الصعيد الوطني البلاد منذ وفاة مهسا أميني، وهي إمرأة كردية إيرانية اعتقلتها شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول.

وسجلت العملة الإيرانية مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار الأمريكي. وفي غضون ذلك، تواصل إيران تسليح روسيا بطائرات مسيرة تستخدمها موسكو في هجماتها على محطات توليد الكهرباء والأهداف المدنية في أوكرانيا.

ويعتقد أن إسرائيل شنت سلسلة من الهجمات على إيران، بما في ذلك هجوم أبريل/نيسان 2021 على منشأة نطنز النووية الواقعة تحت الأرض، مما أدى إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي. وفي العام 2020، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم معقد أدى إلى مقتل العالم النووي الأرفع في البلاد.

ولم تعلق إسرائيل على هجوم الطائرات المسيرة، ونادراً ما يعترف المسؤولون الإسرائيليون بالعمليات التي تنفذها الوحدات العسكرية السرية للدولة أو الموساد. وجاء في رسالة نشرها سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، يوم الخميس أن "التحقيقات المبكرة تشير إلى أن النظام الإسرائيلي مسؤول عن محاولة شن العدوان هذه".

(أسوشييتد برس)