قال تقرير للمحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بوسي يهوشواع، إثر اعتداءات عصابات من المستوطنين، الجمعة، قرب قرية بورين، القريبة من نابلس، على نشطاء يسار إسرائيليين ومواطنين فلسطينيين، تخلله إحراق سيارة للنشطاء الإسرائيليين والاعتداء عليهم، إنه كان ينبغي التعامل مع هذه الاعتداءات كعمليات إرهابية والاستعداد لمنعها مسبقاً عبر تنفيذ اعتقالات تمهيدية، وكان بمقدور الجيش و"الشاباك" القبض فعلياً على منفّذي الاعتداءات من بين المستوطنين، ولو من خلال عملية خاصة لجهاز الأمن العام (الشاباك).
ووفقاً للتقرير الذي نشره يهوشواع اليوم الأحد، فإن الجيش والمخابرات والشرطة يبدون عجزاً عن معالجة أمر هؤلاء المستوطنين. إذ تدل معطيات رسمية لجهاز الشاباك على ارتفاع عدد العمليات والاعتداءات، كالتي حدثت يوم الجمعة قرب بورين وغيرها من اعتداءات سابقة، مما يدل على أن هذه العصابات من المستوطنين فقدت وكسرت حاجز الخوف، إذ لم يعد الحديث فقط عن عمليات تدفيع الثمن سرية، وإنما عن عمليات منظمة وغير عشوائية أو تلقائية، بل يجري التخطيط والاستعداد لها بالتزود بالحجارة والوقود والعصي والهراوات، وكل ذلك من دون أي خوف من أن يتم اعتقالهم من قبل الشرطة أو الشاباك أو الجيش.
وبحسب يهوشواع، فإن "الشاباك" يواجه مشكلة تتعلق بجمع معلومات عن هذه العصابات، رغم أنه يملك كافة الوسائل التكنولوجية، وبالرغم من قدرته على اختراق مجموعات أكثر سرية، كما في حالة خلايا لحركة حماس.
في المقابل، أشار يهوشواع إلى أن وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، المسؤول عن الشرطة، ألقى بالمسؤولية عن هذه الاعتداءات على الجيش، باعتباره "القوة صاحبة السيادة والمسؤولة عما يحدث في الضفة الغربية المحتلة، والمسؤول عن منع هذه الأعمال".
ورأى المحلل أن الضلع الآخر المهم في هذه القضية هو سكوت المستوى السياسي في إسرائيل عنها ممثلا بالحكومة، معتبرا أن تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي واستنكاره لها ليست كافية، وهي تلزم الأخير بعقد اجتماع وجلسات مع وزارة الأمن الداخلي وقيادات الجيش والمخابرات العامة وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، لوضع خطة عمل، تماما كما يجري عند تنفيذ عملية فلسطينية ضد الجيش أو المستوطنين.
لكن يهوشواع، كباقي الجهات الإسرائيلية التي "استنكرت" ما حدث الجمعة من اعتداء على نشطاء اليسار، ومن ضمنهم وزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، ووزير الأمن الداخلي، ينظرون إلى تداعيات هذه الاعتداءات وإرهاب المستوطنين فقط من منظور خطرها على النسيج الداخلي الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يكتب يهوشواع بشكل واضح وصريح "إن نجاح عملية كهذه (ينفذها المستوطنون) في قتل مواطن يهودي، سيحدث هزة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي، ومن شأن عملية تؤدي إلى مقتل مواطن فلسطيني أن يهز الاستقرار وأن يؤدي إلى تدهور أمني خطير".