شيماء عيسى التونسية

17 يوليو 2023
شيماء عيسى بعد الإفراج عنها الخميس الماضي (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

مساء الخميس الماضي، أصدر القضاء التونسي قراراً بالإفراج عن المعتقلَين السياسيَين، المحامي الأزهر العكرمي، وعضو جبهة الخلاص الوطني شيماء عيسى.

ومن أمام سجنها، خرجت عيسى ترفع راية النصر وتمشي في تظاهرة مرتجلة مع ولدها ورفاقها تصرخ "يسقط يسقط الانقلاب"، تماماً كما كانت تفعل في تظاهرات شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس قبل أن يتم اعتقالها. لم يغيّر فيها السجن شيئاً ولم يخفت صوتها، ولا نجح الانقلاب في تخويفها أو تخويف رفاقها الذين جاؤوا ينتظرون خروجها أو نصرها المؤقت على سجّانها.

والسبت، كان رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي، يؤكد من شارع بورقيبة ألا تراجع عن المطالبة بعودة الديمقراطية، وأن الجبهة ستكون يوم 25 يوليو/تموز الحالي في الشارع تتظاهر ضد الانقلاب في ذكراه الثانية، بينما الأصل أنه عيد الجمهورية في تونس، وكان يُفترض أن يحتفى فيه بمؤسسات دستورية انتخبها الشعب بمشاركة قياسية كما كان يحدث بعد الثورة، زمن الديمقراطية، وإن كانت متعثرة أو مريضة.

أما المحامي الأزهر العكرمي، فقد أكد من أمام سجنه أنه لم يرتكب أي ذنب ولا مبرر لسجنه، وأنه لم يخن وطنه وكان دائماً متأكداً من خروجه.

والسؤال الآن، ماذا ربح الانقلاب من سجن هاتين الشخصيتين؟ وهل حقق بعض أهدافه سجنهما، أو أهمها، وهو نشر الخوف بين الناس وكتم الأصوات؟ وهل اقتنع التونسيون فعلاً بأن المسجونين وراء أزمة الماء والخبز والدقيق والكهرباء والبطالة كما يروّج الانقلاب وكما حاول إيهام الناس بذلك؟

لم تتراجع الأزمة الاقتصادية بينما زعماء المعارضة في السجن، بل زادت واستفحلت، ولم يتغير شيء من حياة التونسيين الصعبة طيلة عامين من الانقلاب، ولم تنجح السلطة في تحقيق كل ما وعدت به، وهذا ما يكتشفه كثير من التونسيين ومن أنصار الرئيس قيس سعيّد نفسه يوماً بعد يوم.

خرجت شيماء التونسية من سجنها لتعود إلى معركتها، معركة الديمقراطية والشرعية وحق التونسيين في الحرية، وربما ستتحول إلى أيقونة هذه المعركة التاريخية التي تعيشها البلاد. ولكن بها وبأمثالها، لن يموت أمل التونسيين في بلاد حرة وحكم ديمقراطي وشعب ينتخب ويختار مسؤوليه بكل حرية، مهما طال الانقلاب ومهما زاد الظلم.

اليوم، أمام هذه الأزمات المتراكمة، ليس أمام التونسيين من فرصة غير الرجوع إلى طاولة الحوار، توضع عليها كل الملفات ويُبرم فوقها الاتفاق الشجاع لإنقاذ البلاد، بعد أن ثبت للجميع أن كل حساباتهم كانت خاطئة، وأن الجميع خاسر بالضرورة، أو لعل بعضهم لم يقتنع بعد.

المساهمون