بث "التلفزيون العربي"، ضمن برنامج "شيفرة"، تحقيقاً تلفزيونياً بعنوان "الحقائق المدفونة"، تناول تطورات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.
وحصل فريق التحقيقات في التلفزيون على شهادتين جديدتين تبثّان حصراً ضمن التحقيق، ومفادهما أن ريجيني قد تعرض للاحتجاز والاستجواب والتعذيب في مقرّ تابع للمخابرات الحربية المصرية يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني عام 2016.
وللحفاظ على سرية الشهود، أطلق فريق البرنامج على الشاهد الأول الاسم التمويهيّ "شاهين"، في حين أشار إلى الشاهد الثاني بوصف "الطبيب".
وقال الشاهد "شاهين" في شهادته الحصرية لـ"التلفزيون العربي": "لقد تعرضت للسجن في فترة حكم السيسي داخل السجون المصرية. وقد شاهدت جوليو ريجيني لأول مرة في المكان الذي كنت معتقلاً فيه، وشاهدته وهو خارج للتحقيق، وكان مقيّداً وآثار التعذيب واضحة عليه".
وقال الشاهد الثاني، "الطبيب"، إنه رأى ريجيني في السجن التابع لمقر المخابرات الحربية المصرية في مدينة نصر بالقاهرة يومي 28 و29 يناير، وروى الشاهد لـ"العربي" كيف كانت تتم عملية تعذيب ريجيني.
ويوضح الشاهد طبيعة مقرّ الاحتجاز قائلاً: "هو سجن أمني وليس حكومياً، لأنه سجن غير متعارف عليه ولا يعرف أحد به، وأغلب من كانوا محتجزين في هذا السجن هم مخفيون قسراً، لا يعرف أحد عنهم شيئاً".
ووثّق فريق التحقيق في "التلفزيون العربي" الشهادتين، وتحقّق من صحتهما بالتعاون مع محامية عائلة ريجيني ألسندرا باليريني، ومساعد مكتب المدعي العام الإيطالي سيرجيو كولايوكو. كما تمكن من وضع رسم تقريبي لضباط متهمين بالتعذيب.
ومع اكتمال ملف التوثيق، طلب الادعاء الإيطالي تقديم هذه الشهادات رسمياً، ليعلن بعد أن تم تسليمها له تقديمه ثلاثة شهود جدداً في القضية، من بينهم الشاهدان اللذان تقدّم "التلفزيون العربي" بهما.
هذا وقال رئيس البرلمان الإيطالي روبرتو فيكو تعليقاً على هذه الشهادات في مقابلة مع "التلفزيون العربي": "من الواضح أنه إذا تم تسليم وثيقة أخرى، فهذا يزيد إثبات ما نعتقد أنه قد حدث على الأرجح، وبالتأكيد هذا ما أدخله المدعي العام في روما في السجل قيد التحقيق مع بعض مسؤولي الأمن القومي، فهذا موضع ترحيب لأنه يعني أننا أقرب إلى إلقاء الضوء الكامل والحقيقة الكاملة، وهو ما نريده تماماً في إيطاليا، دولةً ومواطنين".
أما والدا ريجيني ومحاميته، فقالوا في بيان لهم، تعليقاً على الشهادات الجديدة التي كشفها "التلفزيون العربي"، إن الأمل اليوم يتجدّد، مطالبين كلّ من لديه أخبار ويتذكر أشياء مفيدة، أن يتقدّم ويتحدث، قائلين إنهم سيضمنون أمن كلّ من يتصل بهم وسريّة هويته، مناشدين الجميع تحقيق العدالة لجوليو.