شهود عيان في إقليم تيغراي: قوات إريتريا ترتكب انتهاكات

29 أكتوبر 2022
لم يتضح عدد المدنيين الذين قتلوا في تيغراي(Getty)
+ الخط -

حتى مع حضور الأطراف المتحاربة في إثيوبيا أول محادثات سلام رسمية في الصراع المدمر المستمر منذ عامين، قال شهود عيان في إقليم تيغراي المحاصر إن قوات من إريتريا المجاورة قتلت بعض المدنيين وقامت بعمليات نهب أثناء توجهها ومعها القوات الإثيوبية المتحالفة معها إلى عاصمة الإقليم.

ومع قطع الاتصال بالإنترنت وخدمات الهاتف عن الإقليم، ومنع الصحافيين المستقلين من دخول تيغراي، يقول المراقبون إنه من الصعب بشكل متزايد الوصول إلى المواطنين للحصول على روايات عن القتال الذي اندلع مرة أخرى في أغسطس/ آب بعد هدوء استمر أشهرا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة الآن إلى احتمالية مقتل آلاف المواطنين في الحرب التي اتسمت بانتهاكات من جميع الأطراف مع تنامي المخاوف من وصول الصراع إلى أكثر مراحله دموية.

تحدثت وكالة "أسوشييتد برس" مع شهود من بلدات شاير وأكسوم وعدوة، حيث تتواجد القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة لقتال قوات تيغراي. وتحدث الجميع بشرط عدم الكشف عن هوياتهم خوفاً من الانتقام. ولم يتضح عدد المدنيين الذين قتلوا في الأسابيع الأخيرة.

قال عامل إغاثة من أكسوم انتقل إلى شاير هذا الأسبوع خوفا على حياته إن المدنيين قتلوا على أيدي القوات الإريترية هناك منذ يوم الأحد على الأقل.

أضاف أنه أثناء الفرار يوم الثلاثاء "شاهدت أربع جثث في قرية على بعد حوالي 4 كيلومترات من أكسوم"، وأكد أن أصحاب الجثث كانوا يرتدون ملابس مدنية، قائلا إن "الناس يعيشون في ليالي الرعب".

كما قال إن الإريتريين يحرقون المحاصيل، في محاكاة لاحتلالهم الأول في الأسابيع الأولى من الحرب.

في شاير، قال موظف بمنظمة خيرية دولية إن القوات الإريترية تنهب المركبات والأدوات المنزلية، وفي بعض الحالات تقوم بتحميل البضائع المسروقة على الجمال التي جلبتها معها.

أضاف أن الإريتريين دخلوا أيضا مخيما للنازحين وسيطروا في وقت سابق على المطار المحلي. ولم يتضح ما إذا كانوا ما زالوا يفعلون ذلك أم لا.

وقال الشاهدان إن القوات الإثيوبية حاولت من حين لآخر منع القوات الإريترية. "لكنهم ببساطة كانوا يشاهدون ما تفعله هذه القوات معظم الوقت"، بحسب الرجل القادم من أكسوم. أضاف: "يحاولون أحياناً منعهم، لكن ذلك يفوق قدرتهم".

ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، ليجيسي تولو، على أسئلة حول هذه المزاعم وما إذا كانت القوات الإثيوبية لديها أي سيطرة على القوات الإريترية.

تجري محادثات السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي بين الحكومة الإثيوبية وسلطات إقليم تيغراي في جنوب أفريقيا، التي قالت حكومتها إن المناقشات ستنتهي الأحد.

لكن إريتريا ليست جزءا من المحادثات، وليس من الواضح ما إذا كانت الدولة شديدة القمعية الواقعة على حدود إقليم تيغراي ستلتزم بأي اتفاق.

تريد سلطات تيغراي خروج الإريتريين من الإقليم، بالإضافة إلى استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمصارف والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية.

وتقول الأمم المتحدة إن إيصال المساعدات إلى تيغراي توقف في الثالث والعشرين من أغسطس / آب، أي قبل يوم من استئناف القتال، بسبب "نقص الموافقات من الحكومة الاتحادية"، وتحذر من انتشار سوء التغذية ونقص الأدوية.

وقال أحد قادة قوات تيغراي، تاديسي ويريدي، يوم الخميس، إن الحكومة الإثيوبية يجب أن تضمن خروج القوات الإريترية من الإقليم حتى تكون أي جهود سلام مستدامة.

في الأسابيع الأولى من الحرب، أخبر شهود وكالة "أسوشييتد برس" عن أعمال نهب وعنف واسعة النطاق، بما في ذلك أعمال قتل واغتصاب على يد قوات من إريتريا، التي تعادي حكومتها تحت حكم الرئيس الوحيد للبلاد، أسياس أفورقي، قادة تيغراي منذ فترة طويلة.

لعدة أشهر، نفى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وجود الإريتريين في تيغراي.

ومنذ استئناف القتال عاد الإريتريون. وتحدث مواطنون داخل إريتريا عن التعبئة العسكرية الجديدة، وأظهرت صور الأقمار الصناعية تعزيزاً عسكرياً بالقرب من الحدود مع إقليم تيغراي.

(أسوشييتد برس)

المساهمون