ارتكبت قوات النظام السوري مجازر مروعة بحق المدنيين، منذ بدء الحراك الثوري ضد بشار الأسد، ومن أكثرها دموية مجزرة نهر قويق في مدينة حلب شمال البلاد، التي يصادف اليوم ذكراها الحادية عشرة وراح ضحيتها أطفال وكبار في السن وشبان، منهم من كان معتقلا في سجون النظام ومنهم من اقتيد عنوة من الشارع، وأعدم من دون سبب.
ووفق شهادات سوريين عاينوا مجزرة نهر قويق كانت أيدي القتلى مكبلة وكانت أفواههم مسدودة بشريط لاصق، فيما قتل جميع الضحايا، الذين أكد الأهالي أنهم مواطنون اعتقلتهم قوات النظام السوري وأجهزته، بإطلاق النار المباشر عليهم في الرأس أو الصدر. وحمل عدد كبير من الجثث علامات تعذيب شديد.
الناشط فاروق أبو بكر كان من بين الشهود على مجزرة نهر قويق المروعة التي استيقظ عليها سكان حلب في 29 يناير/كانون الثاني 2013 في الأحياء التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة. وقال في تصريح لـ"العربي الجديد": "في مثل هذا اليوم عام 2013، المدينة كانت كمعظم المدن تحت القصف وغيره، لكن استيقظت على حدث جديد، وهو وجود جثث طافية على نهر قويق، وهو نهر مكشوف وعليه مجاري الصرف الصحي لمدينة حلب".
مجزرة نهر قويق: عشرات الجثث مكبلة الأيدي تطفو على النهر
أضاف أبو بكر "هرعت فرق الإنقاذ للمنطقة والمدنيون والعسكريون لنكتشف أن مجرى النهر مليء بالجثث"، مشيراً إلى أنه خلال مجزرة نهر قويق جرى إعدام 75 شخصاً، في واحدة من عمليات الإعدام على سور الحديقة العام عند مجرى النهر، مكبلي الأيدي.
وكشف أنه جرى إعدامهم رميا بالرصاص على أسوار الحديقة والتخلص من جثثهم عبر رميها في النهر.
كما أشار إلى أنه جرى العثور على جثث لمدنيين قتلوا تحت التعذيب في السجون، منهم من شارك في الحراك السلمي.
وقال أبو بكر إن "هناك أشخاصا أعدموا فقط لأنهم يقطنون في أحياء تظاهرت ضد النظام"، موضحاً أن أغلب الجثث التي عثر عليها كانت أيدي أصحابها مكبلة وتحمل آثار طلقات نارية على الرأس أو القلب، فيما يفوق عدد القتلى 220 شخصاً.
بدوره، قال الناشط عدنان الطيب لـ"العربي الجديد" إن "بلاغات وصلت للقضاء الموحد في الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية ضمن مدينة حلب، عن وجود جثث بمنطقة قريبة من جسر السنديانة، لتبدأ عملية نقل الجثث إلى مدرسة في حي بستان القصر".
وأضاف "كانت هناك عشرات الجثث في المدرسة، بلغ عددها نحو 70 جثة، كلها مكبلة الأيدي وأعدم أصحابها بإطلاق النار المباشر على الرأس"، مشيراً إلى أن من بين القتلى أطفالا وشبانا ورجالا كبارا في السن.
وأردف الطيب "الوضع كان صادماً للغاية، المشهد حينها لم يكن مألوفا. لم يعد أحد قادرا على تحمل رؤية هذا العدد من القتلى".
وكتب براق الباشا على منصة "إكس": "لن أنسى صباح ذلك اليوم، حوالي الساعة السادسة صباحاً جاءني أحد الأصدقاء ممن كان يعمل متطوعا في قطاع الخدمات في منطقة بستان القصر في حلب المحررة آنذاك، كنت وقتها أحد إعلاميي المنطقة، ليخبرني: "مجزرة عند نهر قويق، مئات الجثث" هرعت وكاميرتي بدون أدنى وعي لأصل إلى حدود النهر".
لن أنسى صباح ذلك اليوم، حوالي الساعة السادسة صباحاً جاءني أحد الأصدقاء ممن كان يعمل متطوعا في قطاع الخدمات في منطقة بستان القصر في حلب المحررة آنذاك، كنت وقتها أحد إعلاميي المنطقة، ليخبرني: "مجزرة عند نهر قويق، مئات الجثث" هرعت وكاميرتي بدون أدنى وعي لأصل حدود النهر …١ https://t.co/xBQxfJ8A6W
— Boraq Albasha (@BoraqAlbasha88) January 29, 2024