في ظل تعاظم حالة الغضب الفلسطيني بعد المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في نابلس، تتخوف المؤسسة الأمنية في تل أبيب من العجز عن مواجهة تبعات تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم الخميس، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من فشل شرطة الاحتلال في مواجهة الأحداث الناجمة عن تفجر الساحات الفلسطينية.
ونوهت الصحيفة إلى أن ما يفاقم الأوضاع خطورة في نظر قادة الأمن الإسرائيلي حقيقة أن الأسابيع القادمة ستشهد حلول مناسبات حساسة، منها شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي وتواصل الاحتجاجات الداخلية على الإصلاحات القضائية التي أعدتها حكومة بنيامين نتنياهو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير قوله، إن وتيرة الأحداث الأمنية ستتسارع لدرجة قد يكون معها من الصعب على عناصر الأمن مواجهتها، فضلاً عن أن الأعباء الناجمة عن هذه الأحداث يمكن أن تتعدى طاقة هذه العناصر.
وشدد المسؤول على أن الساحة الأكثر خطورة التي ستواجه إسرائيل تتمثل في شرقي القدس والمسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الجدل الداخلي حول الإصلاحات الداخلية صرف الأنظار عن هذه التحديات المرشحة للتعاظم.
وكشفت الصحيفة أن الجيش وأجهزة أمن الاحتلال بادرا إلى شن الكثير من العمليات ضد الأشخاص "المرشحين" لتنفيذ عمليات خلال شهر رمضان، بحسب قولها.
ولفتت "يسرائيل هيوم" إلى أن الفرقة العسكرية المسؤولة عن تخطيط وشن العمليات العسكرية في الضفة الغربية شرعت بالفعل في الاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية المتوقعة خلال شهر رمضان، لافتة إلى أن كل قائد لواء من ألوية المشاة في جيش الاحتلال المتمركزة هناك تلقى تعليمات لإعداد عناصره لمواجهة مخاطر التصعيد.
وأضافت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية كثفت من أنشطة جمع المعلومات عشية رمضان بهدف تقليص فرص نجاح تنفيذ العمليات خلال الشهر من منطلق أن نجاح أية عملية يمكن أن يقود إلى شن سلسلة من العمليات.
وأبرزت أن شرطة الاحتلال تشن عمليات "هجومية" داخل مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التعرف إلى الأشخاص الذين يعكفون على التحريض على تنفيذ العمليات واعتقالهم.
وأوضحت أن شرطة وجيش الاحتلال سينشران على مواقع التواصل مواد بصرية باللغة العربية لتحذير الشباب الفلسطيني من مغبة الانخراط في عمليات المقاومة وتهديدهم بما يمكن أن يتعرضوا له وعائلاتهم في أعقاب ذلك.
وحسب الصحيفة فإن كلاً من شرطة وجيش الاحتلال سيعززان قواتهما في الضفة الغربية والقدس تحسباً للتصعيد المحتمل. وفيما يتعلق بالسماح للمصلين بأداء الصلوات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، قالت الصحيفة إن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن هو الذي سيحدد الفئة العمرية من الرجال التي سيسمح لها بدخول الأقصى.
من ناحيته، زعم عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن حركة "حماس" تلعب دورا مهما في تأجيج الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس.
وفي مقابلة أجراها معه موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، ادعى يادلين أن "حماس" معنية بتوحيد ساحات المواجهة مع إسرائيل، لافتًا إلى أن ثمة خطوطا حمراء تجبر "حماس" على التدخل وإطلاق الصواريخ تتمثل في المس بالمسجد الأقصى والأسرى في سجون الاحتلال وسقوط عدد كبير من الشهداء بنيران الجيش الإسرائيلي.