أكاديميون وناشطون يطلقون "نداء إلى العقل" لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب

04 سبتمبر 2021
ما يجمع بين البلدين أكثر مما يفرق (فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت أكثر من مئتي شخصية مغربية وجزائرية وتونسية من المجتمع المدني، بينها دبلوماسيون سابقون وكتاب، "نداء إلى العقل" و"وقف التصعيد" بين الدولتين، في عريضة نشرت السبت، بعد أيام من قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.

ودعت العريضة إلى "وقف التصعيد وتوطيد أواصر المحبة والتعاون، ودكّ الدعوات للمواجهة والعداء، وبناء الغد المشترك الواعد".

وأعلن الموقعون، وهم مثقفون وأكاديميون وناشطون في المجتمع المدني، رفض "هذه الوضعية المؤدية إلى مواجهة غير طبيعية (...) تتنافى مع مصالح الشعبين والمنطقة".

وأكد الموقعون على العريضة "نؤمن بأن شعبينا لا يكنان لبعضهما إلا الود، وأنه ليس بعزيز عليهما تجاوز هذه اللحظات العصيبة بأقل الأضرار وبأجمل الآفاق، بتعبئة طاقاتهما الخلاقة من أجل تحصين جسور الإخاء وتكثيفها"، ودعوا "الإرادات الحسنة في البلدين وفي جوارهما إلى الضغط من أجل وقف التصعيد والعودة إلى جادة الصواب، وتحصين مصالح شعبينا".

وبرأي الموقعين "فإن رجال الدولة ونساءها الحقيقيين هم وهن من يبنون العيش المشترك والأمن والتعاون، وليس أولئك الذين ينهمكون في التسابق نحو الكراهية والتسلح والتصعيد ودق طبول الحرب". وحثوا قادة البلدين على حل الخلافات بالحوار "نتفهم أن هناك العديد من القضايا الخلافية بين الدولتين، ونؤكد أن حل الخلافات بين العقلاء يتم بالإنصات والتفاهم والإبداع في إيجاد الحلول والميكانزمات (الآليات) والضوابط، وليس باستجداء أحط الغرائز العدوانية بتأليب المواطنين ضد بعضهم البعض".

ولفت الموقعون على العريضة إلى أن "تحديات التنمية ضخمة أمام شعوب المنطقة، وأن مواجهتها لا يمكن أن تتم إلا بمستوى عال من التلاحم والتشارك، وأن الهروب إلى الأمام في مواجهات لا طائل من ورائها سيجرنا جميعا إلى وضع أفدح بكثير مما نحن عليه".

وتشهد علاقات الجارين توتراً منذ عقود، وخصوصاً بسبب ملف الصحراء الشائك.

وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الجزائر على لسان وزير خارجيتها رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؛ بسبب ما سماه "خطواتها العدائية المتتالية"، فيما أعربت الرباط عن أسفها جراء تلك الخطوة، ووصفت مبرراتها بـ"الزائفة".

وجاء القرار الجزائري بعد أيام قليلة على دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ22 لجلوسه على العرش، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "العمل معاً، في أقرب وقت يراه مناسباً، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها الشعبان عبر سنوات من الكفاح المشترك"، باعتبار البلدين "أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان".

ومن الموقعين على العريضة من الجزائر الروائي أمين الزاوية، والباحث في علم الاجتماع زبير عروس، والمناضلة النسوية سنهاجة عكروف، ورئيس "تنظيم بيان الحريات" توفيق علال، وأستاذ القانون مولود بومغار والصحافي كمال الشاوش ومدير مجلة "نقد" دحو جربة، والناشط عبد الوهاب فرساوي.

ومن المغرب الوزير السابق إسماعيل العلوي والأستاذ الجامعي أحمد عصيد، والباحث الاقتصادي فؤاد عبد المومني والرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبد الحميد أمين، والمستشار الملكي السابق والكاتب حسن أوريد، والمناضل أحمد سعيد آيت إيدر، والناشطان الحقوقيان البارزان المعطي منجيب وعبد اللطيف الحماموشي.

ووقع العريضة من تونس المترجم والمؤرخ عبد الصمد هشام، والأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي عبد الكريم العلاقي، والمخرجة السنيمائية سلمى بحار والحقوقية البارزة بشرى بلحاج حميدة، والكاتبة رجاء بن سلامة، والدبلوماسي والسفير السابق خميّس شماري، والأستاذة الجامعية سلوى الشرفي والباحث عبد المجيد الشرفي.

المساهمون