قتلت عصابة شجاع العلي المرتبطة بالأجهزة الأمنية للنظام السوري، أول من أمس، امرأة وابنتها في ريف حمص، في أحدث عملية إعدام ميداني تقدم عليها هذه العصابة التي تمتهن القتل والخطف، وتندرج ضمن العديد من المليشيات التي تقتل خارج القانون من دون رادع.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن امرأة تنحدر من منطقة الحولة بريف حمص، قتلت مع ابنتها وأصيب 3 من أبنائها بجراح متفاوتة، على يد عصابة مسلحة يتزعمها المدعو شجاع العلي أحد أبرز الأشخاص المقربين من شعبة المخابرات العسكرية وحزب الله اللبناني، في قرية شين بريف حمص.
وأشار المرصد إلى أن "العصابة استوقفت السيارة التي كانت العائلة تستقلها بقصد السفر إلى لبنان، وأقدمت على قتل المرأة وابنتها أمام أعين بقية أبنائها دون أي رادع"، فيما تمتهن عصابة "شجاع العلي" الخطف على الحدود السورية اللبنانية، بغية الحصول على فدى مالية كبيرة من ذوي المخطوفين.
وذكرت مصادر محلية من ريف حمص الشمالي لـ "العربي الجديد" أن العصابة تطلب مبالغ تصل لآلاف الدولارات لقاء إطلاق سراح المخطوفين، وفي حال عدم قدرة الأهالي على الدفع لا تتردد في قتلهم بدم بارد.
من جهته، ذكر ناشط إعلامي من ريف حمص طلب عدم ذكر اسمه في حديثه لـ "العربي الجديد" أن "لدى عصابة شجاع العلي مجموعات مسلحة تشرف على عمليات الخطف مقابل الفدية، خاصة الشبان ممن يسلكون طرق التهريب من وإلى لبنان"، مضيفا أن هذه المجموعات أيضا تنظّم عمليات التهريب عبر الحدود بين البلدين، وتتراوح المبالغ المطلوبة للخطف مقابل الفدية ما بين 5 آلاف و20 ألف دولار، بحسب أهمية الشخص المختطف لديهم.
وأوضح أنه في مطلع شهر أيلول/سبتمبر الفائت اختطفت مجموعة تتبع لشجاع العلي 15 شخصا من منطقة الحولة في الريف الشمالي لمحافظة حمص خلال توجههم إلى لبنان، مؤكدا أن عائلة أحد المخطوفين دفعت 5 آلاف دولار مقابل إطلاق سراحه.
شجاع العلي أخطر قادة الشبيحة
وفي السياق، أوضح الباحث محمد المصطفى لـ "العربي الجديد" أن شجاع العلي أحد أخطر قادة الشبيحة في "الدفاع الوطني" بمحافظة حمص، ويحظى بحماية من قيادة النظام، ولديه علاقات قوية جدا مع شعبة المخابرات العسكرية وأمن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، كما يحظى بدعم ورعاية غير محدودين من القيادة العسكرية والسياسية، مضيفا أن العلي يشرف على طريق حمص طرطوس وعلى الحدود اللبنانية السورية في محافظة حمص، ولديه مجموعة ضخمة من المعتقلات والسجون في عدة قرى يحتجز بها المدنيين الذين يتم اختطافهم من على حواجز الطرق، وأغلبهم من المسافرين إلى لبنان عبر معبر الدبوسية أو العائدين من هناك، ولديه صلاحيات "تفوق المؤسسات الأمنية كالشرطة والاستخبارات ولا تتجرأ أي مؤسسة أمنية على محاسبته"، وفق المصطفى.
وبين أن في سجل شجاع العلي مئات عمليات الاختطاف لمدنيين بهدف الابتزاز المالي، ولكن في السنوات الأولى من انطلاق الثورة كان يصفي المختطفين لأهداف طائفية ولدب الذعر والرعب في حاضنة الثورة، مشيرا إلى أن "هناك تنسيقا بينه وبين عناصر من حزب الله اللبناني بموضوع تهريب البشر والمخدرات ما بين سورية ولبنان وبالعكس".
ومع بداية الثورة السورية أنشأ النظام السوري مليشيات الدفاع الوطني لقتل وإرهاب المتظاهرين في المحافظات السورية، ومنحها سلطة الفتك والاعتقال والخطف لوأد الثورة، فمارست كل أنواع الجرائم بحق السوريين حتى باتت اليوم مؤسسة أمنية تقتل وتعتقل خارج القانون إلى الحد الذي لم يعد للنظام سلطة عليها. ولهذه المليشيات قيادات محلية ومراكز تدريب ونفوذ واسع النطاق حيث يتمتع قادتها بصلاحيات واسعة، وارتكبت خلال السنوات الأولى من الثورة مجازر مروّعة بحق سكان العديد من المناطق وخاصة في ريف دمشق وفي حمص وريفها.