"سي أن أن": شركات ترامب تجني الملايين من حملات الجمهوريين بما في ذلك حملته الخاصة

24 اغسطس 2024
ترامب في ولاية أريزونا 23 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تداخل الأموال والشكوك حول تأييد ترامب**: تقرير سي أن أن يكشف أن شركات ترامب تجني الملايين من حملات الجمهوريين، مما يثير الشكوك حول تداخل الأموال وتأييد ترامب للمرشحين.

- **إنفاق المرشحين الجمهوريين في ممتلكات ترامب**: المرشحون والجماعات السياسية ينفقون أكثر على أعمال ترامب هذا العام، حيث ضخ ترامب نفسه أكثر من 28 مليون دولار من التبرعات في أعماله التجارية.

- **تأثير نفوذ ترامب على الحملات الانتخابية**: المرشحون ينفقون آلاف الدولارات على أعمال ترامب لكسب تأييده، مما يعكس سيطرته على الحزب الجمهوري واستخدامه لأعماله التجارية كوسيلة للتعبير عن الولاء.

كشف تقرير لشبكة سي أن أن، الجمعة، أن شركات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجني الملايين من حملات الجمهوريين، بما في ذلك حملته الخاصة، مشيراً إلى أنه رغم عدم وجود دليل على وجود إنفاق سياسي، إلا أن التداخل بين الأموال التي تذهب إلى شركات ترامب وتأييد الرئيس السابق للمرشحين الجمهوريين يبقى مثيراً للشك.

وقال التقرير، إنه في أواخر العام الماضي، أعلن ترمب تأييده لمالك وكالات بيع السيارات بيرني مورينو، للفوز بمقعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، مضيفاً أنه وبعد يومين، أنفقت حملة الأخير حوالي 17 ألف دولار في منتجع الرئيس السابق بفلوريدا مار إيه لاجو، ثم تبع ذلك إنفاقها 79 ألف دولار إضافية في الشهر التالي، ما جعله أحد أكبر المنفقين السياسيين في المنتجع.

ولم يكن مورينو الشخص الوحيد الذي ينحو هذ المنحى، فوفقًا لتحليل شبكة سي أن أن لبيانات التمويل الفيدرالي للحملات الانتخابية، فإنه بفضل حملات جمع التبرعات المبهرة في منتجع مار إيه لاغو، والإقامة في فنادق ترامب، وحجز الرحلات الجوية على متن الطائرة الخاصة للرئيس السابق، يتجه المرشحون الجمهوريون والجماعات السياسية إلى إنفاق المزيد على أعمال ترامب هذا العام أكثر من أي عام منذ 2016.

كما أن ترامب نفسه كان هو المنفق السياسي الأكبر في شركاته حسب التقرير، سواء هذا العام أو على مدى العقد الماضي. ففي الفترة بين حملاته الرئاسية الثلاث، ضخ ترامب والمجموعات السياسية المرتبطة به أكثر من 28 مليون دولار من التبرعات في أعماله التجارية، وهو ما ساعد في تحويل حماس مؤيديه السياسيين إلى أرباح شخصية.

وتقول "سي أن أن" إن جمهوريين آخرين مشوا على طريق ترامب، فأنفقوا الملايين في ممتلكات ترامب في محاولة واضحة لكسب ود الرئيس السابق والإشارة إلى ولائهم له أمام ناخبي الحزب الجمهوري.

وكان بعض المرشحين الذين أنفقوا أكبر قدر من المال على أعمال ترامب في السنوات الأخيرة من السياسيين الجدد، الذين فازوا بتأييد الرئيس السابق على الرغم من افتقارهم إلى الخبرة الانتخابية السابقة، بما في ذلك مورينو، ومرشح مجلس الشيوخ السابق في جورجيا هيرشيل ووكر، ومرشحة مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا كاري ليك.

كان بعض المرشحين الذين أنفقوا أكبر قدر من المال على أعمال ترامب في السنوات الأخيرة من السياسيين الجدد

ولفت التقرير إلى أنه في النصف الأول من عام 2024، أنفقت الحملات الفيدرالية ولجان العمل السياسي ما يقرب من 3.2 ملايين دولار على أعمال ترامب، أكثر من 80% منها جاءت من حملة ترامب الخاصة والمجموعات المرتبطة بها، مشيراً إلى أن حملة ترامب ولجان جمع التبرعات أنفقت حوالي 1.9 مليون دولار على شركة مملوكة لترامب تدير طائرته النفاثة.

في المجموع تقول الشبكة إن الحملات واللجان أنفقت أكثر من مليون دولار في منتجع مار إيه لاغو حتى الآن هذا العام، وحوالي 200 ألف دولار في فنادق ومنتجعات ترامب الأخرى.

وقالت المتحدثة باسم حملة ترامب كارولين ليفات، إن "اللجان تدفع سعر السوق العادل لجميع الأماكن والخدمات" التي تقدمها شركات ترامب.

وعلى ضوء ذلك، يرى التقرير أن المرشحين الذين ينفقون آلاف الدولارات على أعمال ترامب بهدف المنافسة على تأييده، وهو ما قد يؤدي إلى نجاح أو فشل الحملات الجمهورية، هو مثال على كيف عززت هذه السياسة أرباح أعماله. ويقول خبراء تمويل الحملات الانتخابية إن نفوذ الرئيس السابق يساعد في تفسير سبب سفر بعض المرشحين مئات أو آلاف الأميال للحضور إلى فندق أو منتجع ترامب.

وفي هذا السياق، يقول دانييل وينر، مدير برنامج الانتخابات والحكومة في مركز برينان: "من الواضح أن ترامب يسيطر الآن بشكل كامل على الحزب الجمهوري. لقد أصبحت رعاية أعماله التجارية واحدة من الطرق المقبولة التي يعبّر بها المرشحون والمسؤولون العموميون عن ولائهم لزعيم الحزب".

وأجرت شبكة سي أن أن تحليلاً لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية حول أكثر من 12 مليون دولار من نفقات الحملات التجارية منذ عام 2011، وحددت تلك التي ذهبت إلى مجموعة متنوعة من الشركات المرتبطة بترامب، بما في ذلك منتجع مار إيه لاغو وفنادقه ومنتجعاته والشركة المرتبطة بطائراته الخاصة. وأفاد حوالي 150 مرشحاً للكونغرس بإنفاق أموال حملاتهم في ممتلكات ترامب، بما في ذلك بعض الديمقراطيين في السنوات التي سبقت ترشحه الأول للرئاسة.

ويلفت تقرير الشبكة الأميركية إلى عام ترامب الذهبي في 2015، حيث كانت كل الحملات الانتخابية التي أبلغت عن إنفاق أموال في أعمال ترامب التجارية لجمهوريين، وحصل معظمهم على تأييد الرئيس السابق في مرحلة ما من مسيرتهم السياسية، حتى أن بعض أكبر المنفقين هم سياسيون لم يشغلوا مناصب منتخبة من قبل، ولكنهم تلقوا تأييدات مبكرة من الرئيس السابق ساعدت حملاتهم على الفوز أو تجنب الانتخابات التمهيدية.

شكوك

وتقول الشبكة، إنه رغم عدم وجود دليل على أن ترامب يختار على وجه التحديد تأييد المرشحين لأنهم ينفقون المال في أعماله، لكن بعض الخبراء يقولون إن التداخل بين أموال منتجع مار إيه لاجو ودعم ترامب يجب أن يثير الشكوك.

وفي هذا السياق، قالت، خبيرة أخلاقيات الحكومة وأستاذة القانون في جامعة واشنطن في سانت لويس كاثلين كلارك: "إنه أمر إشكالي إذا كان يعطي تأييدات لأن الناس ينفقون المال في ممتلكاته". وأضافت كلارك: "لكننا لا نعرف ما إذا كان يفعل ذلك لأنه لديه اتفاق صريح أو أنه قرر منحهم تأييده بسبب الأموال التي ينفقونها".

في المقابل، قالت المتحدثة باسم حملة ترامب كارولين ليفات، إن أي مزاعم عن مقايضة تتعلق بالإنفاق السياسي في أعمال ترامب "كاذبة ودوافعها سياسية لتعزيز رواية قديمة ومتعبة".

ورغم ذلك، يقول التقرير إن ترامب أكبر منفق سياسي في أعماله التجارية، فمنذ محاولته الأولى للوصول إلى البيت الأبيض أنفقت حملته ولجان العمل السياسي المرتبطة بها أكثر من 28 مليون دولار في ممتلكاته.

المساهمون