سي أن أن: السعودية تصنع الصواريخ الباليستية بمساعدة الصين

23 ديسمبر 2021
يواجه بايدن أسئلة صعبة حول التفاوض مع إيران بعد التقييم الجديد (Getty)
+ الخط -

كشفت شبكة "سي أن أن" الإخبارية، اليوم الخميس، أن وكالات الاستخبارات الأميركية توصلت أخيراً إلى تقييم أكيد، بأن المملكة العربية السعودية تعمل حالياً بنشاط على تصنيع صواريخها الباليستية، بمساعدة الصين، وهو أمر من شأنه أن يعقد جهود إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن للجم طموحات إيران النووية. وبحسب "سي أن أن"، فإنه بات من المعلوم أن السعودية اشترت صواريخ باليستية من الصين. 

يؤكد التقييم الاستخباري الجديد، أن المملكة تقوم حالياً بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل

وكانت "سي أن أن" قد كشفت في يونيو/حزيران 2019، عن أن واشنطن قد تلقت معلومات استخبارية بأن السعودية قد دفعت بشكل ملحوظ ببرنامجها للصواريخ الباليستية بمساعدة الصين، عبر توسيع البنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة لذلك، وأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تطلع الكونغرس الأميركي على معلومات تملكها بهذا الشأن، ما أغضب الديمقراطيين الذين حصلوا على معلومات حول ذلك، بطرق غير رسمية.

السعودية باتت تصنع الصواريخ الباليستية

من جهته، يؤكد التقييم الجديد، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على أحدث المعلومات الاستخبارية، بالإضافة إلى صور أقمار صناعية حصلت عليها "سي أن أن"، أن المملكة تقوم حالياً بتصنيع الأسلحة في موقع واحد على الأقل. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن السعودية تقوم بالفعل بتصنيع صواريخ باليستية في موقع تم إنشاؤه مسبقاً بمساعدة صينية، وفقاً لخبراء حلّلوا الصور والمصادر التي أكدت أنها تعكس تطورات تتفق مع أحدث تقييمات الاستخبارات الأميركية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت" (شركة تصوير تجارية) بين 26 أكتوبر/تشرين الأول و9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، حدوث عملية حرق في منشأة بالقرب من الدوادمي غرب الرياض، وفقاً لباحثين في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذين أخبروا "سي أن أن"، أن هذه الصور هي "أول دليل لا لبس فيه على أن المنشأة تعمل لإنتاج صواريخ باليستية".

وقال خبير الأسلحة والأستاذ في المعهد جيفري لويس، للشبكة، إنه "بينما تم التركيز بشكل كبير على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني الضخم، فإن تطوير المملكة العربية السعودية وإنتاجها الآن للصواريخ الباليستية لم يتلقيا نفس المستوى من التدقيق".

وأضاف لويس أن "الإنتاج المحلي للصواريخ الباليستية من قبل السعودية، يشير إلى أن أي جهد دبلوماسي للسيطرة على انتشار الصواريخ يحتاج إلى إشراك لاعبين إقليميين آخرين، مثل المملكة وإسرائيل، الذين ينتجون صواريخهم الباليستية".

أظهرت صور الأقمار الصناعية حدوث عملية حرق في منشأة بالقرب من الدوادمي غرب الرياض

من جهتها، أكدت المصادر المطلعة على التقييمات الاستخبارية، لـ"سي أن أن"، أنه تم إطلاع المسؤولين الأميركيين في العديد من الوكالات، بما في ذلك مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، خلال الأشهر الأخيرة، على معلومات استخبارية سرية تكشف عن عمليات نقل متعددة واسعة النطاق لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحسّاسة بين الصين والمملكة العربية السعودية.

أسئلة صعبة أمام إدارة بايدن

وذكرت الشبكة، أن إدارة بايدن باتت تواجه الآن أسئلة ملحة بشكل متزايد عما إذا كان التقدم السعودي في مجال الصواريخ الباليستية يمكن أن يغير بشكل كبير ديناميكيات القوة الإقليمية، ويعقد الجهود لتوسيع شروط الاتفاق النووي مع إيران (الذي يجري التفاوض حوله في فيينا) ليشمل قيوداً على تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها، وهو هدف تشترك فيه الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل ودول الخليج. وقد يكون أي رد أميركي معقداً أيضاً بسبب الاعتبارات الدبلوماسية مع الصين، حيث تسعى الإدارة الأميركية الديمقراطية إلى إعادة إشراك بكين في العديد من قضايا السياسة الأخرى ذات الأولوية القصوى، بما في ذلك المناخ والتجارة ووباء كورونا. 

وعن ذلك، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن للشبكة الإخبارية إن "الأمر كلّه يتعلق بالمعايرة". ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي عمليات نقل لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية الحساسة بين الصين والسعودية، قال متحدث باسم الخارجية الصينية لـ"سي أن أن" في بيان، إن البلدين "شريكان استراتيجيان شاملان، وحافظا على تعاون ودي في كل المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية". وأضاف أن "مثل هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي ولا ينطوي على انتشار أسلحة الدمار الشامل".

 

المساهمون