- تعزيز الحضور التجاري الفرنسي في كينيا، حيث ارتفع عدد الشركات الفرنسية العاملة من 50 إلى 140 خلال عقد، مما أمن 34 ألف وظيفة مباشرة، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الرياضة والبنى التحتية للنقل.
- الدولتان تدعوان إلى إصلاح إطار تمويل المناخ العالمي وأطلقتا مع باربادوس تحالفًا لإنشاء ضريبة دولية لمساعدة البلدان النامية في مواجهة تغير المناخ، بينما يشهد سيجورنيه في رواندا الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية.
قال وزير الخارجية الفرنسية، ستيفان سيجورنيه، اليوم السبت، أثناء وجوده في العاصمة الكينية نيروبي، إنّ فرنسا ترغب في "بناء شراكات متوازنة" تكون "مفيدة" للدول الأفريقية.
واستهل سيجورينه أول جولة أفريقية يقوم بها منذ تسلّم منصبه في يناير/كانون الثاني الفائت في كينيا، على أن يتوجه لاحقاً إلى رواندا ومنها إلى ساحل العاج محطته الأخيرة. وقال في مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الكيني، موساليا مودافادي، إنّ "رسالة فرنسا ستكون تجديد شراكات متوازنة وبناءها، قائمة على الاحترام المتبادل، ولمصلحة جميع البلدان، مع الدول الأفريقية".
وأضاف: "يتمثل التحدي الكامل لخريطة طريقنا في تنويع هذه الشراكات، لجعلها مفيدة للبلدان التي سنستثمر فيها..في أفريقيا، لا يقتصر الأمر على منطقة الساحل فحسب، فهناك تعاون كبير"، مشدداً على أن "القارة الأفريقية على وشك أن تصبح قوة ثقافية واقتصادية ودبلوماسية ذات تأثير كبير في توازن العالم".
وفي كينيا، القوة الاقتصادية في شرق أفريقيا، عززت فرنسا حضورها التجاري، وارتفع عدد الشركات الفرنسية العاملة في البلد ثلاث مرات، من 50 إلى 140 خلال عقد.
وقال مودافادي "إنه عمل مستمر"، مضيفاً: "إجراءاتنا لمعالجة الخلل التجاري تتطلب خططاً مستمرة وجهوداً مشتركة كالتي نقوم بها"، ولفت إلى أن الشركات الفرنسية أمنت 34 ألف وظيفة مباشرة في كينيا.
واتفق الوزيران على مجالات التعاون ومن بينها الرياضة والبنى التحتية للنقل. ودَعوا أيضاً إلى إصلاح إطار تمويل المناخ العالمي لمساعدة الدول الفقيرة على التنمية النظيفة والتكيف مع الآثار المتفاقمة لتغير المناخ.
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب-28) في ديسمبر/كانون الأول الفائت، أطلقت الدولتان وباربادوس تحالفاً يجمع الدول الراغبة في أن تنشئ، خلال سنتين، ضريبة دولية تمكّن من جمع تريليونات الدولارات لمساعدة البلدان النامية على معالجة مشكلة تغير المناخ.
وفي رواندا سيحضر سيجورنيه إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 وخلفت 800 ألف قتيل، معظمهم من أقلية التوتسي، ولكن أيضاً من الهوتو المعتدلين.
وتوترت العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا منذ عدد من الانقلابات في المنطقة، إذ واجهت خلال السنوات الأربع الماضية رفضاً سياسياً غير مسبوق، ومشاعر معادية لها، واحتجاجات عنيفة ضد وجودها في منطقة غرب أفريقيا. ويتفق مراقبون على أن التدخل العسكري والسياسي لباريس في مستعمراتها السابقة، ولّد مشاعر معادية لها في تلك المنطقة، خصوصاً أن أخطاء رافقت هذا التدخل، كقتل المدنيين كما حدث في غارات فرنسية بمالي، ومحاباة الأنظمة الفاسدة واستمرار سياسة نهب الثروات الأفريقية بإبرام اتفاقات مجحفة في حق شعوب دول غرب أفريقيا، إضافة إلى انتهاج سياسات صارمة لمنع هجرة الشباب الأفارقة نحو أوروبا، وتقليص مستوى المساعدات التنموية المقدمة للدول الأفريقية.
(فرانس برس، العربي الجديد)