مرّ 11 عاماً على مجزرة جامع عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، والتي بدأت معها عملية تهجيرهم من مخيمات اللجوء بخطة من نظام بشار الأسد.
ووقعت المجزرة إثر قصف طائرات النظام السوري على جامع عبد القادر الحسيني في المخيم، الذي كان بداخله نازحون تجاوز عددهم 600 شخص، وفق تقديرات محلية حينها. ومع استهداف المسجد، قتل 25 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات، وبدأت وقتها عملية تهجير نحو مليون شخص كانوا يقيمون في المنطقة ضمن مخيم اليرموك وأحياء محيطة به، منهم لاجئون فلسطينيون إضافة للسوريين.
الناشط الفلسطيني أحمد عدنان يتذكر مجريات الأحداث حينها، وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الغارات على المخيم كانت تتويجاً لسلسلة من الغارات وعمليات القصف للنظام في تلك الفترة، لدفع سكان مخيم اليرموك لمغادرته وإفراغه من سكانه".
وروى "بدأت عمليات القصف قبل 16 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012، وكان هناك قصف في أغسطس/ آب على شارع الجاعونة قتل خلاله 20 شخصاً، وفي 16 ديسمبر ارتكب النظام السوري مجزرة جامع عبد القادر الحسيني، وبدأ الأهالي بالنزوح من المخيم، وكان الهدف إفراغه".
وتابع عدنان "تواصلت عمليات النزوح من المخيم الذي كان يسكنه نحو مليون شخص، وبعد المجزرة أفرغ خلال أسابيع قليلة إلى أن حُوصِر خلال الأشهر الأولى من عام 2013، ومنع من بقي في مخيم اليرموك من المغادرة في الشهر الخامس حيث دخل المخيم بحالة حصار".
وأردف "بقي المئات فقط من الأشخاص ضمن المخيم، ولاحقاً عرفنا أن هذا جزء من خطة اتبعها النظام لإنهاء وجود مخيم اليرموك، حيث تم تدمير نحو 60% من مباني المخيم تدميراً كلياً أو جزئياً دون دواعٍ عسكرية كما يحصل الآن في غزة عبر تحديد مربعات سكنية وتدميرها بالكامل، خاصة مدارس أونروا التي دُمِّرَت بالكامل والمراكز الصحية التابعة لها، وكل المراكز الخدمية بهدف منع عودة الأهالي إلى المخيم".
ونقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" عن الناشط الفلسطيني أحمد طعمة قوله "اليوم التالي للقصف، وفي الساعة السادسة صباحاً بدأ سكان مخيم اليرموك يغادرونه وهم يحملون حقائبهم، تعالت الأصوات وبدأت أشعر حينها وأنا أودع الأحبة والخلان أن رحلة التهجير قد بدأت مجدداً وأن العودة بعيدة جداً وسوف تطول". وتحدث للمجموعة عن حجم المأساة التي عاشها بعد وصوله إلى مكان وقوع المجزرة وحالة الانهيار التي أصيب بها بعد رؤية مشاهد الأشلاء والدماء.