هاجم مسلحون من مليشيا محلية مقراً أمنياً تابعاً للنظام السوري في محافظة درعا، جنوبي البلاد، ليلة السبت - الأحد، فيما قتل ثلاثة عناصر بعمليات اغتيال متفرقة، نفّذها مجهولون بحق عناصر من "الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيق رأس النظام ماهر الأسد.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن مسلحين منضوين فيما تسمى مليشيا "اللجان الشعبية" المحسوبة على النظام، هاجموا بقذائف مضادة للدروع، الليلة الفائتة، مركز الأمن الجنائي التابع للنظام في مدينة الصنمين، رداً على اعتقال عناصره ثلاثة من رفاقهم.
وأوضح أن القصف خلّف أضراراً مادية واسعة في المبنى، وأن الفاعلين لاذوا بالفرار، قبل أن تنتشر قوات النظام في المنطقة وتطوّق المبنى وتعلن الاستنفار.
وفي سياق منفصل، اغتال مسلّحون مجهولون عنصراً في "الفرقة الرابعة" مع مرافقه، في بلدة الغارية الشرقية في ريف درعا الشرقي.
كما قتل عنصر آخر من ذات التشكيل، نتيجة استهدافه بالرصاص بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين، في مدينة جاسم شمالي مدينة درعا.
وفي الآونة الأخيرة، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن تنفيذ عدة عمليات اغتيال داخل مدينة درعا، ما يزيد المشهد تعقيداً في المحافظة التي تشهد توتراً مستمراً منذ خروجها عن سيطرة فصائل المعارضة عام 2018.
وكان السكان المحليون يتهمون المليشيات الإيرانية التي انتشرت في معظم مدن وبلدات المحافظة بتهديد الأمن وزعزعة الاستقرار، والوقوف خلف عمليات التفجير والاغتيال المتكررة.
ووثّق "مكتب توثيق الشهداء في درعا"، وهو مركز حقوقي، ارتفاعاً كبيراً في عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري من قبل الأفرع الأمنية التابعة لقوات النظام في المحافظة، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، بواقع 53 معتقلاً.
كما سجّل 34 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال في ذات الفترة، أسفرت جميعها عن مقتل 24 شخصاً من المدنيين والعسكريين، ما عدا القتلى الذين سقطوا خلال الهجمات التي تعرضت لها نقاط تفتيش وأرتال قوات النظام.
قتلى من "الجيش الوطني" باشتباكات في عفرين
شمالًا، قتل عنصران وأصيب أربعة آخرون اليوم الأحد، باشتباكات بين فصيلين من الجيش الوطني السوري المعارض في ريف مدينة عفرين، شمال غربي مدينة حلب، شمالي سورية.
وقال الناشط أحمد خليل لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات اندلعت صباح اليوم في مدينة جنديرس التابعة لعفرين، بين عناصر تابعين لفصيل "حركة نور الدين زنكي" وآخرين من "جيش تحرير الشام" التابعين للجيش الوطني ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
وأوضح أن الاشتباكات اندلعت بعد مطالبة عناصر من حركة "زنكي" أحد عناصر "تحرير الشام" بالخروج من منزل في المدينة دون معرفة سبب ذلك.
وأضاف أن قيادة الجيش الوطني تدخّلت بعد سقوط القتيلين والجرحى وأوقفت الاقتتال، ونشرت قوات تابعة لها في المنطقة التي شهدت الاشتباكات.
وتشهد المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني في أرياف حلب والرقة والحسكة بشكل متكرر اشتباكات، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين.
وتنضوي تحت لواء الوطني عشرات الفصائل العسكرية المعارضة، لكنّ كل فصيل يتمتع بهيكلية وقيادة ومصادر تمويل خاصة، كما تتقاسم تلك الفصائل المنطقة جغرافياً.
وتنتشر مقرات فصائل الجيش الوطني داخل المدن والبلدات في المناطق الخاضعة لسيطرته، ما يجعل من أي اقتتال، حتى لو كان محدوداً، سبباً بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
ولم تشهد هذه المناطق استقراراً كاملاً منذ خروجها عن سيطرة النظام و"داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بسبب خلافات الفصائل، إذ يسعى كل فصيل للحصول على نفوذ أكبر في المنطقة، في ظل عدم تدخل تركي جدي لوضع حد للاحتراب الداخلي.
كما تعم المنطقة حالة الاستياء بسبب الاقتتال المتكرر بين الفصائل، إضافة إلى التجاوزات بحق المدنيين في ظل فلتان أمني، بات السمة الأبرز في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي.