سورية: مقتل قيادي في "قسد" متأثراً بإصابته بقصف من مسيّرة تركية وتواصل الاغتيالات بدرعا
أعلنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأربعاء، عن مقتل القيادي المدعو محمد آيدن متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها جراء استهدافه بطائرة تركية مسيّرة خلال وجوده في نقطة عسكرية بمنطقة الدرباسية قرب الحدود السورية التركية.
وقال "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية"، في بيان له، إنه يقدم العزاء لذوي محمد آيدن، الملقب بـ"روجفان"، "تقديرا لتضحياته وبطولاته"، متوعدا بالرد والانتقام.
وقال البيان إن آيدن جرى استهدافه من قبل طائرة تركية مسيرة في التاسع من الشهر الجاري في نقطة لقوات حماية الحدود في منطقة الدرباسية كان يتمركز فيها، فيما ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن القيادي المقتول كان مسؤولا عن تنظيم الدفاعات التابعة لـ"قسد" في المنطقة.
وبحسب المصادر، كانت الطائرة قد قصفت المسؤول المذكور وهو في سيارة بناحية الدرباسية، شرق ناحية رأس العين، خلال جولة كان يقوم بها رفقة مجموعة من العناصر.
وأكدت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن القيادي قتل في وقتها ولم يقتل متأثرا بجراحه في وقت لاحق، مضيفة أن مسيرة تركية استهدفت في الوقت نفسه نقطة عسكرية لـ"قسد" في تلة كبز في قرية قيروان، غربي ناحية الدرباسية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن عمليات حفر الأنفاق ورفع السواتر وبناء أقبية إسمنتية تقوم بها "قسد" منذ سنوات في هذه المنطقة ورفعت من وتيرة الأعمال فيها أخيرا خشية من هجوم تركي متوقع ضدها في هذه المنطقة.
وقالت المصادر إن "قسد" تحاول ربط مواقعها بأنفاق في خطوط التماس من أجل تفادي الضربات الجوية ونصب الكمائن حال الهجوم عليها، وتقوم ببناء هذه الأنفاق في عين عيسى بريف الرقة أيضا وتجند آلاف الشبان قسريا للعمل فيها.
وفي السياق، جدد الجيش التركي، صباح اليوم الأربعاء، قصفه على مواقع لـ"قسد" في قرية المشيرفة الواقعة على بعد كيلومترين شمال ناحية عين عيسى والطريق الدولي M4، كما قصف مواقع في قريتي مرعناز وعين دقنة ومحيط بلدة منغ في ريف حلب الشمالي، موقعا أضرارا مادية فقط.
ويذكر أن الجيش التركي يصعّد بين الحين والآخر عملياته العسكرية عبر الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي والصاروخي على مواقع وتحركات "قسد".
سلسلة اغتيالات في درعا
في غضون ذلك، شهدت محافظة درعا، جنوبي البلاد، تواصلاً لسلسلة من عمليات الاغتيال على يد مسلحين مجهولين، في ظل استمرار الفلتان الأمني في المحافظة.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين هاجموا شخصا يتحدر من محافظة السويداء في محيط مدينة طفس بريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتله في خيمة يسكنها بتلك المنطقة، مضيفاً أن ذلك الشخص كان يعمل ضمن مجموعة محلية تابعة لجهاز الأمن العسكري للنظام، وهذه المجموعة يقودها القيادي المحلي محمد علي اللحام المُلقب بـ"أبو علي"، لافتاً إلى أن هناك معلومات تفيد بأن طفله قتل معه أيضا في الهجوم.
وأضاف الحوراني أن مجهولين هاجموا خيمة أخرى للبدو على الطريق الواصل بين بلدتي جبيب والمسيفرة في الريف الشرقي من محافظة درعا، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
في سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أيضا لـ"العربي الجديد"، أن عنصرا يعمل في مجموعة مسلحة محلية تابعة للمخابرات الجوية في بلدة المسيفرة قتل بهجوم من مجهولين، وذلك بعيد هجوم مشابه أدى إلى مقتل فريد محمد العمارين، أمين شعبة "حزب البعث العربي الاشتراكي" التابعة للنظام في مدينة نوى.
وتشهد درعا هجمات متكررة بشكل شبه يومي في ظل الفلتان الأمني الذي تعاني منه مع سيطرة النظام السوري وفصائل التسوية، وخلفت تلك الهجمات مئات القتلى والجرحى من مدنيين وعسكريين.
قتيلان وجرحى بهجوم وسط مدينة إدلب السورية
في غضون ذلك، قتل شخصان وجرح آخرون بهجوم مسلح من عنصر يرجح أنه تابع لتنظيم "داعش" في وسط مدينة إدلب شمال غربي سورية الخاضع لـ"هيئة تحرير الشام".
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد" إن شخصا كان يصرخ بعبارات دينية في شارع الجلاء قرب ساحة الساعة وسط السوق في مدينة إدلب أطلق النار بشكل عشوائي على المتاجر والمارة، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثالث بجروح.
وأضاف الناشط أن المهاجم حاول الهروب وعند محاولته الفرار لجأ إلى أحد المباني في المنطقة، حيث اشتبك مع دورية أمنية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، ما أدى إلى مقتله.
وذكر الناشط أن الأنباء ترجح انتساب المهاجم إلى تنظيم "داعش" أو التنظيمات الأخرى التي تحاربها "هيئة تحرير الشام" في المنطقة منذ سيطرتها الكاملة على مدينة إدلب.
وكانت مدينة إدلب قد شهدت سابقا عدة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة أدت إلى قتلى وجرحى من المدنيين، فضلا عن هجمات من مجهولين طاولت عناصر عسكريين وأمنيين تابعين لـ"هيئة تحرير الشام".