مجموعة مسلحة تحتجز رئيس فرع مرور السويداء لمبادلته باللاعبين الأربعة المعتقلين

16 مايو 2023
حاجز لقوات النظام السوري على مشارف دمشق (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

إثر استمرار اعتقال أربعة لاعبين من نادي عمال السويداء في العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، عمدت مجموعة مسلحة، صباح اليوم الثلاثاء، إلى اعتراض طريق العميد جمال السعيد رئيس فرع المرور في محافظة السويداء جنوبي البلاد، واقتادته إلى مكان مجهول، بهدف الضغط على النظام لإطلاق سراحهم.

وكانت هذه المجموعة، بالاشتراك مع فصيل محلي مسلح، قد قطعوا، صباح السبت الماضي، الطريق الرئيسي الواصل إلى دمشق، وهددوا بالتصعيد إذا لم تُفرج السلطات في دمشق عن اللاعبين الأربعة المتهمين بتخلّفهم عن الخدمة الإلزامية في صفوف جيش النظام، لكنهم أوقفوا احتجاجهم بناء على وعود من السلطات بإطلاق سراحهم، خلال الساعات الماضية.

وبعد مرور يوم على نهاية الموعد، قامت مجموعة مسلحة يقودها مهند مزهر، أحد أبرز قادة عصابات الخطف والتشبيح التابعة للأفرع الأمنية بخطف واحتجاز رئيس فرع المرور صباح اليوم، واقتادته بقوة السلاح إلى مكان مجهول، في تصعيد جديد من نوعه، خاصة أنّ معلومات "العربي الجديد" تؤكد تحويل اللاعبين الأربعة إلى الخدمة العسكرية، وعدم إمكانية التراجع عن الأمر.

وبحسب مصادر محلية، فإنّ قيام مزهر باختطاف رئيس فرع المرور يأتي بدافع تعصّبه العائلي والتحريض من عائلته؛ نظراً لكون أحد اللاعبين المحتجزين الأربعة ابن عمه، إذ لم يتمكّن من إطلاق سراحه.

وقال أحد قادة الفصائل المحلية المعارضة للسلطة، في مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحل الوحيد بإرسال اللاعبين (الذين باتوا الآن بحكم الجنود) إلى بيوتهم في إجازة مهما كانت مدتها، والعمل على أن تكون خدمتهم في المحافظة، أو لا يعودون إلى الخدمة ويصبحون بحكم الفارين.

وأضاف أنّ "الطريقة التي جرى بها اعتقال اللاعبين الأربعة، لا يمكن أن يقبلها أحد، خاصة أنّ هناك لاعبين في أندية أخرى هم أيضا متخلّفون أو فروا من الخدمة العسكرية ولم يقترب أحد منهم، واتضح أنها عملية مقصودة، لكي يفوز نادي تشرين المدعوم من النظام السوري".

وكان فريق عمال السويداء قد انسحب من بطولة كرة قدم الصالات المغلقة في دمشق، يوم الجمعة الماضي، احتجاجاً على اقتحام دوريات أمنية مكان إقامتهم في العاصمة، واعتقال أربعة لاعبين، بحجة تخلّفهم عن الخدمة العسكرية.

يُذكر أنّ معظم شباب السويداء قد رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية خلال الحرب السورية، ولجأوا إلى الطرق نفسها في فك اعتقال أي موقوف لدى أجهزة النظام.

ويقول الناشط المدني ساري الحمد، لـ"لعربي الجديد"، إنّ اختطاف عناصر من قوات النظام والضباط، مقابل الإفراج عن أبناء السويداء في دمشق، "بات عُرفاً".

وذكّر بأن "الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة رجال الكرامة، حذر في بداية الحرب السورية من إجبار أي شاب من السويداء على الالتحاق بالخدمة العسكرية، وأكد حمايته من منطلق أنّ هذه الحرب ليست ضد عدو خارجي، وإنما تستهدف السوريين، ولا يمكن لأبناء السويداء أن يقتلوا أهلهم".

وأشار الناشط إلى أنّ "جميع الفصائل غير الموالية للسلطة اتبعت الطريق نسفه في حماية المتخلفين عن الخدمة، وغالباً ما نجحت بذلك".