سورية: قتلى في اغتيالات بمحافظة درعا واشتباكات بين "قسد" والنظام

24 اغسطس 2024
عناصر من قوات النظام السوري في درعا، 7 يوليو 2018 (يوسف كارواشان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصاعد عمليات الاغتيال في درعا**: شهدت درعا تصاعداً في عمليات الاغتيال، حيث قُتل ستة أشخاص، بينهم محمود الرميح المتهم بتجارة المخدرات. يُعزى التصاعد لمحاولات أجهزة النظام الأمنية لبث الفوضى في المحافظة.

- **تجدد الاشتباكات في دير الزور**: تجددت الاشتباكات بين قوات "قسد" ومقاتلين عشائريين مدعومين من النظام السوري وإيران في دير الزور، مع استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة وتبادل القصف المدفعي والصاروخي.

- **تعزيزات عسكرية إيرانية**: أرسلت المليشيات الموالية لإيران تعزيزات عسكرية إلى شرقي دير الزور، تضمنت سيارات محملة بالعناصر والصواريخ، وتمركزت في نقاط مشتركة مع قوات النظام، مع دخول شاحنات أسلحة من العراق.

نشطت عمليات الاغتيال في محافظة درعا جنوبي سورية خلال الساعات الماضية، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، جلهم من المدنيين، فيما تجددت الاشتباكات في شرق البلاد بين قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، برغم جهود التهدئة الروسية.

وذكر الناشط أيمن أبو محمود الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، أن شخصاً يدعى محمود الرميح قُتل بعد ظهر اليوم جراء استهدافه بإلرصاص من قبل مجهولين في بلدة المزيريب غرب درعا، مشيراً إلى أن القتيل مُتهم بالعمل في تجارة المخدرات. كما قُتل الشاب رأفت عبد المجيد أبو صافي وأُصيب حسين أبو صافي جراء استهدافهما بإطلاق نار من قبل مجهولين، اليوم السبت، على الطريق الواصل بين بلدة مليحة العطش ومدينة الحراك شرق درعا. وأوضح الناشط أنهما ينحدران من مدينة الحراك وهما مدنيان لا ينتميان لأي جهة عسكرية، مشيراً إلى أن القتيل كان أُصيب عام 2021 أثناء تعرضه لمحاولة اغتيال سابقة.

كما عُثر صباح اليوم على جثتي شابين كانا تعرضا للخطف، أمس الجمعة، على يد مسلحين مجهولين في ريف درعا الشرقي، وقال الناشط أبو محمود أن الضحيتين من عائلة الرفاعي وقد وجدت جثتيهما على الطريق الواصل بين بلدة الغارية الشرقية ومدينة الحراك، شرقي المحافظة، وعليهما آثار إطلاق الرصاص، موضحاً أن الشابين ينحدران من بلدة الغارية الشرقية وهما من المدنيين ولا يتبعان لأي جهة مسلحة.

كما عثر الأهالي في مدينة داعل بريف درعا الشمالي الغربي، مساء أمس الجمعة، على جثة فوزات أبو زيد (75 عاماً) مقتولاً على الطريق الواصل بين مدينتي داعل وطفس، وذلك بعد تعرضه لعملية اختطاف من قبل مجهولين. وذكرت مصادر محلية لتجمع أحرار حوران إنّ أبو زيد متهم بالعمل في مجال السحر والشعوذة، حيث تداول ناشطون شريطاً مصوراً يكشف خلاله عن عمله في مجال الشعوذة ضمن مدن وبلدات داعل وطفس والغرايا وغيرها. كما عثر الأهالي أمس أيضاً على جثة أحمد زيدان شهاب الفاعوري على الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين وبلدة ابطع في ريف درعا الأوسط، وهو من مدينة الشيخ مسكين ويعمل مستخدماً في إحدى مدارس بلدة ابطع. 

وتشهد محافظة درعا تصاعداً في عمليات الاغتيال يعزوه ناشطون لأسباب مختلفة، أهمها سعي أجهزة النظام الأمنية لبث الفوضى في المحافظة التي استعاد النظام السوري السيطرة عليها "نظرياً" عام 2018، لكنه لم يتمكن من إحكام السيطرة عليها. وتنتشر فيها مجموعات مسلحة معظمها تعمل لصالح أجهزة النظام الأمنية وهي المسؤولة عن معظم الاغتيالات، وفق بعض الناشطين. وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران في شهر يوليو/تموز الماضي 28 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 12 آخرين.

وفي محافظة القنيطرة المجاورة، فارق الحياة عنصر مجند بقوات النظام نتيجة تعرضه لطلق ناري من مسافة قريبة أثناء تأديته الخدمة الإلزامية في محافظة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل، فيما قالت المصادر بأن العنصر أقدم على الانتحار من دون معرفة الأسباب. وتنشط في ريف القنيطرة خلايا تعمل على اغتيال شخصيات وعناصر يعملون مع حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية.

تجدد الاشتباكات شرقي سورية

إلى ذلك، تجددت الاشتباكات بين قوات "قسد" ومقاتلين عشائريين مدعومين من النظام السوري وإيران في شرق محافظة دير الزور، شرقي سورية، بعد مرور أيام على توقفها نتيجة وساطة روسية. وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد" أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقعت، فجر اليوم السبت، في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، وذلك بعد استهداف نقطة لقوات "قسد" في الشحيل، الواقعة على ضفة نهر الفرات الشرقية، من جانب مسلحين قدموا من بلدة بقرص التي يسيطر عليها النظام على الضفة الغربية للنهر. كما اندلعت اشتباكات على ضفتي النهر القريبتين من ذيبان شرق والميادين، استخدم خلالها الطرفان أسلحة متوسطة وثقيلة.

وقالت مواقع محلية إن اشتباكات وقعت أيضاً بين الجانبين على ضفاف نهر الفرات قرب مدينة الميادين وبلدة الحوايج شرقي دير الزور، وفي محيط مدن وبلدات الزباري وبقرص والشحيل والبصيرة وابريهة بريف دير الزور الشرقي، وسط تبادل للقصف المدفعي والصاروخي، من دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

وفي الإطار نفسه، أرسلت المليشيات الموالية لإيران، مساء أمس الجمعة، تعزيزات عسكرية من قرية خشام إلى قرية طابية جزيرة، الواقعة شرقي دير الزور، قرب خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات "قسد"، وهي واحدة من القرى السبع التي تخضع لسيطرة النظام والمليشيات الإيرانية شرق الفرات.

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن التعزيزات تضمنت حوالي 15 سيارة محملة بالعناصر والصواريخ قصيرة المدى، وتمركزت في نقاط مشتركة مع قوات النظام في المنطقة. وأضاف المرصد أن شاحنتين محملتين بالأسلحة دخلتا خلال الساعات الماضية إلى مدينة دير الزور قادمتين من العراق، وتوجهتا نحو معسكر الطلائع الخاضع لسيطرة حزب الله اللبناني في القسم الشرقي من المعسكر، موضحا أن ذلك جاء بعد افتتاح مركز جديد في معسكر الطلائع لتدريب الشبان وخريجي المعاهد والجامعات، في ظل حالة رفع الجاهزية القتالية لمواجهة التهديدات في المنطقة.

المساهمون