يسود توتر في ريف الرقة الشمالي الشرقي جراء مقتل وإصابة مدنيين على يد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في المنطقة، في حين قتل وجرح عناصر من "قسد" بهجومين في الرقة والحسكة شمالي وشمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" استقدمت خلال الساعات الماضية تعزيزات عسكرية إلى قريتي الكنطرة والشركة بريف الرقة الشمالي الشرقي، بعد طرد الأهالي لعناصر "قسد" من قرية التروازية المجاورة.
وذكرت المصادر أن التوتر يسود المنطقة بعد تجمع الأهالي والهجوم على مواقع "قسد" وإرغام عناصرها على مغادرة القرية، وذلك على خلفية مقتل اثنين من المدنيين وجرح آخرين بإطلاق النار من عناصر "قسد" على مدنيين، أمس الأحد.
وقالت المصادر إن أحد المدنيين تجادل بالكلام أمس مع إحدى دوريات "قسد" في سوق القرية، ليقوم أحد عناصر الدورية بإطلاق النار عليه ما أدى إلى مقتل الشاب، وبعد تجمع الأهالي في السوق واحتجاجهم على الحادثة، قامت الدورية بإطلاق النار مجدداً من أجل تفريق الأهالي، الأمر الذي أدى إلى مقتل شاب آخر فضلا عن وقوع جرحى.
وأوضحت المصادر أن الأهالي تجمعوا بعد الحادثة وهاجموا مقرات "قسد"ن الأمر الذي دعا الأخيرة إلى الانسحاب من القرية، وأكدت المصادر عدم وقوع أي هجوم مسلح على "قسد" في القرية. في حين قامت الأخيرة باستقدام التعزيزات إلى محيط القرية ولم تقم بأي عمل عسكري ضد القرية بعد.
وتقع قرية التروازية بالقرب من الطريق الدولي "أم4" الذي يصل محافظة الحسكة بمحافظة حلب مرورا بمحافظة الرقة، وذلك يمنحها أهمية كبيرة.
ويذكر أن "قسد" تواجه في الآونة الأخيرة رفضاً شعبياً واضحاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبخاصة في الرقة ودير الزور ذواتي الغالبية العربية، وذلك رداً على ممارساتها والانتهاكات التي تصدر من عناصرها بحق أهالي المنطقة والمعارضين لسياسات المليشيات التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.
ويشار إلى أن "قسد" ترتكب بشكل يومي انتهاكات مختلفة بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشرق سورية، كما تشن حملات اعتقال بذريعة محاربة تنظيم "داعش"، فضلا عن حملات التجنيد الإجباري في صفوفها.
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد" إن مجهولين هاجموا بعبوة ناسفة دورية للمليشيات على طريق بلدة العزية بريف دير الزور الشرقي، كما هاجموا دورية أخرى على طريق الخرافي جنوب الحسكة ما أدى إلى مقتل عنصرين في كل هجوم.
وتتعرض "قسد" بشكل شبه يومي لهجمات من قبل مجهولين ترجح مصادر أنهم تابعون لـ"داعش"، أو أن الهجمات تأتي على خلفيات حوادث انتقامية من ممارسات المليشيات، وأسفرت تلك الهجمات عن خسائر بشرية ومادية.