استقدمت كل من المليشيات المدعومة من إيران وقوات التحالف الدولي العاملة في شرق سورية، تعزيزات جديدة، وسط حالة من التأهب في صفوف الجانبين ارتباطا بالتطورات المتسارعة في المنطقة.
وذكرت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، أن المليشيات المدعومة من إيران استقدمت خلال الساعات الماضية تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في البادية السورية، حيث وصلت 3 شاحنات تحمل ذخائر وأسلحة من ضمنها صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، فضلاً عن معدات لوجستية، قادمة من مناطق نفوذ المليشيات بمنطقة المزارع في أطراف الميادين، شرقي دير الزور.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن تعزيزات وصلت الى منطقة العليانية في بادية حمص، والتي تبعد نحو 30 كلم عن منطقة الـ55 حيث توجد قاعدة "التنف" التابعة لقوات التحالف الدولي.
وفي المقابل، دخلت أمس الخميس، قافلة مكونة من 35 شاحنة تابعة لقوات التحالف عبر معبر الوليد قرب بلدة اليعربية شمال الحسكة قادمة من شمال العراق. وذكر مراسل "العربي الجديد" في المنطقة أن القافلة تضم تجهيزات عسكرية وشاحنات تحمل مواد لوجستية ومصفحات محمولة على ناقلات، توجهت نحو قواعد التحالف الدولي في ريف الحسكة.
يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات التحالف الدولي في منطقة التنف، والحملة الأمنية التي أطلقتها لإلقاء القبض على من قالت إنهم أشخاص يعملون لصالح النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران.
وفي موازاة ذلك، أجرت قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية والأسلحة الثقيلة، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وبادرت إلى تركيب أجهزة اتصالات ورادارات ومنظومات دفاع جوي في بعض قواعدها. ويأتي ذلك، في وقت تتعرض فيه قواعد التحالف الدولي لهجمات بالصواريخ والطيران المسير من قبل مليشيات موالية لإيران، حيث دوت انفجارات أمس في مدينة الشدادي بريف الحسكة، نتيجة استهداف جديد من جانب المجموعات المدعومة من إيران للقاعدة الأميركية.
من جهة أخرى، شنت طائرات حربية روسية اليوم، عدة ضربات جوية ضد مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في باديتي حمص والرقة، وذلك بعد تزايد هجمات التنظيم في الأيام الأخيرة ضد مواقع وتجمعات قوات النظام في البادية السورية.
توغل إسرائيلي داخل أراضي سورية
إلى ذلك، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي السورية من جهة بلدة جباتا الخشب، الواقعة ضمن خط وقف إطلاق النار بريف القنيطرة جنوبي سورية.
وذكر موقع "صوت العاصمة"، أمس الخميس، أن جرافات إسرائيلية قامت بأعمال تجريف للسواتر الترابية وإزالة للأشجار في عدة نقاط قبالة الشريط الحدودي، كما باشرت بحفر خندق يمتد لمئات الأمتار لمنع عمليات تسلل قد تحدث من قبل مليشيات مرتبطة بإيران في سورية.
ولفت الموقع إلى أن قوات حفظ السلام في بلدة جباتا الخشب، بادرت إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية من البلدة باتجاه مناطق عمل الجرافات الإسرائيلية.
وليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها جرافات عسكرية إسرائيلية إلى داخل الأراضي السورية، إذ نفذت تلك الجرافات في سبتمبر/أيلول الفائت، أعمالاً مماثلة داخل الأراضي السورية في المنطقة المقابلة لقرية مجدل شمس، وعملت على تجريف الأتربة والأشجار قرب البوابة الحدودية التي شقت طريقاً منها تجاه الأراضي السورية بطول عشرات الأمتار.
كما عملت جرافات إسرائيلية في يوليو/تموز الماضي على تسوية الأراضي الزراعية بعمق 150 متراً داخل الأراضي السورية بالقرب من بلدة جباتا الخشب، ضمن مخطط لإنشاء وتعبيد طريق داخل الأراضي السورية المحاذية للشريط الحدودي يصل طوله إلى كيلومتر واحد.
وفاة جديدة تحت التعذيب
من جانب آخر، توفي شاب ينحدر من بلدة بخعة بمنطقة القلمون، في أحد مستشفيات العاصمة دمشق، بعد صراع مع مرض السل وتدهور حالته الصحية في سجن عدرا بريف دمشق، إثر اعتقاله لعدة سنوات.
وكان توفي أمس الأول، الناشط السياسي عبد الله ماضي في سجون النظام السوري تحت التعذيب الجسدي والنفسي بعد اعتقال دام 12 عاما.
وفي سياق متصل، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن المدنيين في سورية واجهوا خلال 2023 عاماً آخر من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السوري وأطراف أخرى، في وقت تواجه البلاد أزمة اقتصادية حادة.
وجاء في الإصدار الـ 34 من تقرير "هيومن رايتس ووتش" العالمي لعام 2024، الذي استعرضت فيه ممارسات حقوق الإنسان في أكثر من 100 دولة، أن السوريين في جميع أنحاء البلاد يواجهون انتهاكات لحقوقهم خاصة في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حيث واصلت قواته إخضاع السكان، بمن في ذلك اللاجئون العائدون، للاعتقال التعسفي والتعذيب، والاختفاء القسري والمضايقات والابتزاز.
وأشار التقرير إلى أنه "في أوائل سبتمبر أيلول الماضي، ألغى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المحاكم الميدانية العسكرية سيئة السمعة، حيث يُعتقد أن آلاف الأشخاص حُكم عليهم بالإعدام دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وأحال جميع القضايا المعلقة إلى القضاء العسكري، ما أثار مخاوف محو سجلات المحكمة وغيرها من الأدلة المتعلقة بحالات الاختفاء القسري".
وقال نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية، آدم كوغل، إنه "في ظل الانهيار الاقتصادي، والزلازل المدمرة، والانتهاكات المستمرة من قبل الأطراف المتحاربة، يحتاج المدنيون في سورية بشكل متزايد إلى الحماية والمساعدات الإنسانية"، داعيا جميع الدول إلى "الكف عن محاولات إعادة اللاجئين إلى سورية مع استمرار الظروف غير الآمنة".