سورية: تصاعد الاغتيالات في درعا وتعزيزات أميركية وروسية إلى الشرق

23 ديسمبر 2021
تعزيزات عسكرية روسية شرقيّ سورية(سامر اوفيد/الأناضول)
+ الخط -

تتصاعد الاغتيالات والعمليات الأمنية في محافظة درعا جنوبيّ سورية، وكان آخرها اغتيال رئيس بلدية، صباح اليوم الخميس، في وقت تتواصل في شرق البلاد حملات المداهمة والاعتقال التي تقوم بها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والمليشيات الإيرانية، فيما تعمل القوات الأميركية والروسية على تعزيز مواقعها في تلك المناطق.
وذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام السوري، أن رئيس بلدية بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي علاء العبود، قتل صباح اليوم، وأصيب مدني جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة درعا. 
وأضافت الوكالة أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة عبود البالغ 38 عاماً قرب دوار الخربة في مدينة درعا، ما أدى إلى مقتله وإصابة مدني صودف وجوده في المكان.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد" أن عبود توفي في مشفى درعا الوطني متأثراً بإصابته في التفجير الذي وقع صباح اليوم، وأدى أيضاً إلى إصابة عدد من أفراد أسرته كانوا معه في السيارة.
وكانت قد قُتلت امرأة متأثرة بجراحها وأصيب ثلاثة أشخاص آخرون جراء استهداف سيارة مدنية كانت تقلهم في مدينة طفس غرب درعا ليل أمس الأربعاء. 
وذكر تجمع "أحرار حوران" أن السيارة تعرضت لإطلاق نار من عناصر تابعين للقيادي السابق في فصائل المعارضة خالد الزعبي في مدينة طفس، وذلك لعدم توقفها عند نقطة الحراسة، وتنحدر العائلة المستهدفة من بلدة عتمان.


إلى ذلك، اقتحمت مجموعة من قوات النظام وأجهزته الأمنية أمس بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي. 
وقال الناشط أبو محمد الحوراني إنه جرى أولاً تطويق البلدة من كل الجهات، قبل البدء بعمليات تفتيش استهدفت خاصة منزل ذوي إسماعيل شكري الدرعان المطلوب لدى قوات النظام، والذي لم يعثروا عليه، فاعتقلوا أحد المدنيين لفترة وجيزة قبل الإفراج عنه. كذلك اعتُقِل اثنان من عشائر البدو، ما زال مصيرهما مجهولاً.
والدرعان من المطلوبين للأجهزة الأمنية، بسبب رفضه إجراء التسوية الأخيرة مع النظام في بلدة ناحتة في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي محافظة السويداء المجاورة، قتل أحد عناصر مفرزة الهجانة التابعة لقوات النظام خلال اشتباك مع عصابات تهريب المخدرات، التي كانت تحاول الدخول إلى الأراضي الأردنية عند الحد الفاصل بين قرية خربة عواد جنوب السويداء.
وذكرت شبكة "أخبار السويداء" أن الاشتباكات جرت خلال ساعات الليل، واستخدم فيها السلاح المتوسط والثقيل من قبل المرصد الأردني المقابل لقرية خربة عواد، وسط محاولات متكررة من عصابات المخدرات المدعومة من حزب الله اللبناني للدخول إلى الأراضي الأردنية.
من جهتها، أعلنت "إدارة مكافحة المخدرات" في الأردن إحباط عدة عمليات تهريب مخدرات من سورية إلى الأراضي الأردنية.

ونقلت في منشور لها على صفحتها في "فيسبوك" عن مصدر عسكري في القوات المسلحة الأردنية، قوله إن "المنطقة العسكرية الشرقية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت عدة محاولات تسلل وتهريب من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية"، مشيراً إلى إصابة عدد من المهربين، بينما تمكن آخرون من الفرار إلى داخل الأراضي السورية.


وأضاف المصدر أنه عقب تفتيش المنطقة عُثر على كميات كبيرة من المواد المخدرة، مؤكداً أن القوات المسلحة الأردنية ستتعامل بحزم مع أي محاولات تسلل أو تهريب لحماية الحدود.


 
قسد تشنّ حملة اعتقالات

وفي شرق البلاد، شنت قوات خاصة من قوات "قسد" مدعومة بمروحيات التحالف الدولي، فجر اليوم الخميس عملية دهم في بلدة جديد عكيدات شرقي دير الزور، اعتقلت خلالها 6 أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش".
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الأهالي قاموا على الأثر بإشعال الإطارات في البلدة، تعبيراً عن احتجاجهم على اعتقال المدنيين وتكرار تلك العمليات بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
كذلك داهمت قوات من "قسد" بلدة أبو النيتل في ريف دير الزور الشمالي بمساندة حوامات التحالف الدولي، واعتقلت عدداً من أهالي البلدة.
 إلى ذلك، ذكرت شبكات محلية أن حواجز "قسد" في مدينة الحسكة، منعت أبناء المحافظات الأخرى، وخاصة دير الزور، من دخول المدينة وأعادتهم إلى مناطقهم، باستثناء حاملي "بطاقة وافد"، التي فرضتها "قسد" على أهالي المنطقة. وقالت شبكة "فرات بوست" إن القرار يستهدف النازحين والمقيمين منذ عقود من محافظات أخرى، الذين يسكنون أحياءً كاملة في مدينة الحسكة.

تعزيزات أميركية وروسية

في الأثناء، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام إن القوات الأميركية أدخلت رتل شاحنات محملة بمواد لوجستية ومعدات عسكرية من الأراضي العراقية لتعزيز قواعدها العسكرية في ريف الحسكة. وأوضحت أن رتلاً مؤلفاً من أكثر من 34 شاحنة تحمل مواد لوجستية ومعدات عسكرية دخل عبر معبر الوليد غير الشرعي، آتياً من الأراضي العراقية لدعم القواعد الاميركية في منطقة رميلان وغيرها من المناطق في ريف الحسكة.
وتنتشر قوات تابعة للتحالف الدولي في القسم الشرقي من منطقة نهر الفرات في المناطق الأغنى بالغاز والنفط على امتداد ريفي الحسكة ودير الزور في قواعد عديدة، أهمها تل بيدر ورميلان والمالكية في ريف الحسكة، وقاعدة قسرك شرقي بلدة تل تمر على طريق "إم 4".

وفي دير الزور، يوجد حقل العمر النفطي في الريف الشرقي للمحافظة التي تعتبر أكبر القواعد الأميركية في شرق الفرات.
من جهتها، استقدمت القوات الروسية، أمس الأربعاء، تعزيزات عسكرية من الفيلق الخامس التابع لها، إلى مطار الطبقة العسكري بريف الرقة الغربي، بهدف توزيعها ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد" شرق نهر الفرات.
وذكرت شبكة "عين الفرات" أن التعزيزات اشتملت على 75 عنصراً من الفيلق الخامس محملين بعتادهم الميداني مثل سيارات الدفع الرباعي والأسلحة المتوسطة، مشيرة إلى أن التعزيزات دخلت إلى مطار الطبقة العسكري الذي يعتبر قاعدة روسية مهمة في ريف الرقة الغربي.
وأوضحت أن الهدف من استقدام التعزيزات، إرسالها نحو طريق (إم4) الدولي الواصل بين الرقة والحسكة ونشرها هناك باتفاق مسبق مع قيادات قوات قسد والشرطة العسكرية الروسية.

ومن مهام هذه القوات، مرافقة الدوريات الروسية والإشراف على سير القوافل التجارية على الطريق الدولي، إضافة إلى التمركز في نقاط مراقبة في محيط مدن وبلدات عين عيسى وتل السمن وتل تمر وأبو راسين شمالي الرقة وشمالي الحسكة.
 

المساهمون