تجددت الاشتباكات، فجر اليوم الخميس، بين عناصر "مجلس دير الزور العسكري" العامل ضمن تشكيلات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة، وعناصر من "الشرطة العسكرية" التابعة للأخيرة من جهة أخرى، بريف دير الزور الشمالي، وذلك بعد ساعات قليلة من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ينهي الاقتتال.
وقال الناشط وسام العكيدي، من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات تجددت فجر اليوم عندما حاولت قوات "قسد" تطويق ومداهمة منازل عناصر من مجلس دير الزور العسكري، من بينها منزل قائد المجلس أحمد الخبيل المعروف باسم "أبو خولة"، في قرية الربيضة التابعة لناحية الصور بريف دير الزور الشمالي، شرقي البلاد.
وأضاف العكيدي أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة عنصر في المجلس العسكري، وسط استنفار مكثف لهذا الأخير في الريف الشمالي من دير الزور، موضحاً أن عناصر المجلس استهدفوا رتلاً عسكرياً لقوات الشرطة العسكرية داخل قرية الربيضة بقذائف "آر بي جي"، ما أسفر عن إعطاب سيارتين عسكريتين لـ"قسد"، التي انسحب مقاتلوها من القرية بعد اشتباكات دامت نحو ساعتين.
ولفت العكيدي إلى أن رتلاً عسكرياً يتبع لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، الذراع الأمنية لقوات "قسد"، تجول فجر اليوم في مدن وبلدات مناطق الصبحة، والبصيرة، وجديد عكيدات، وأبريهة بريف دير الزور الشرقي، وذلك وفق اتفاق جرى بين "قسد" والمجلس ينهي الاقتتال بين الطرفين.
وأشار أيضاً إلى أن رتلاً عسكرياً لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة اتجه، ليل الأربعاء، وبتغطية جوية، نحو قرية ضمان بريف دير الزور الشمالي، وتمركز في إحدى نقاط "الشرطة العسكرية" التابعة قوات "قسد" عند مقسم البريد في القرية.
وكانت قيادة "مجلس دير الزور العسكري" قد أعطت أوامر لأبناء العشائر والقبائل السورية، ليل الأربعاء، بعدم اعتراض عناصر قوات "قسد"، الذين سيدخلون بموجب الاتفاق لإعادة حواجزهم العسكرية في بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، شرقي البلاد.
وتمكن شُبان من أبناء العشائر، مساء الأربعاء، من الاستيلاء على سيارة عسكرية تتبع لقوات "الشرطة العسكرية" العاملة تحت مظلة "قسد"، أثناء اندلاع اشتباكات في بلدة الحصين، شمالي محافظة دير الزور.
وسلم "مجلس دير الزور العسكري"، مساء أمس، عددا من العربات العسكرية من نوع "هامر" و51 عنصراً من قوات "قسد"، تم أسرهم أول من أمس الثلاثاء، على دوار المدينة الصناعية، شمالي محافظة دير الزور، مقابل استلام 25 عنصراً أسرتهم "قسد" خلال الاشتباكات، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن وقف الاشتباكات بين الطرفين.
وكان قياديون من "قسد" قد اجتمعوا، أمس، مع قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، بحضور ضباط أميركيين في قاعدة حقل "العمر" (النفطي) بريف دير الزور الشرقي، حيث توصل الجانبان إلى الاتفاق على سحب مسلحي الطرفين من الشوارع وعودتهم إلى مقراتهم السابقة، وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب اندلاع الاشتباكات التي جرت بين الجانبين خلال اليومين الماضيين ومحاسبة المتسببين فيها.
وبدأت الاشتباكات الثلاثاء الفائت، حيث هاجم مقاتلو المجلس مقر الشرطة في ناحية الصور بريف دير الزور الشمالي، وذلك بعد اعتقال الشرطة عناصر من المجلس. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من المجلس، الأمر الذي دفع عناصر الأخير لمهاجمة مقرات "قسد" في أرياف دير الزور الشمالية والغربية والشرقية بالاشتراك مع أبناء القبائل والعشائر، وعلى أثره انسحبت "قسد" من معظم تلك الأرياف.
قصف للنظام يقتل شخصين أثناء رعيهما الأغنام
من جانب آخر، قتل شخصان، الليلة الماضية، بقصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف بلدة بريف حلب الغربي، شمال غربي سورية.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، من أهالي ريف محافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري استهدفت أرضاً زراعية يستخدمها مدنيون لرعي المواشي في محيط بلدة كفر نوران القريبة من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل الشاب عبد الرزاق عبدو رستم، وابن شقيقه محمود أحمد رستم، وهما نازحان من بلدة عنجارة بريف حلب الغربي.
إلى ذلك، استهدفت المليشيات الإيرانية المتمركزة بريف حلب الغربي بصاروخ موجه، ليل الأربعاء، سيارة مدنية بالقرب من بلدة كفر نوران، دون وقوع إصابات.
وكثفت قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي، ليل الأربعاء، مستهدفةً عدة قرى في أرياف حلب العربي وحماة الشمالي الغربي، وإدلب الجنوبي والشمالي، بالتزامن مع تحليق طائرتي استطلاع روسيتين في أجواء المنطقة.
وكان مسؤول فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج قد قال، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن 116 عائلة نزحت من أطراف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، و56 عائلة من كفر نوران بريف حلب الغربي، ومن معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، و20 عائلة من أطراف مدينة إدلب، نتيجة عمليات القصف التي تقوم بها قوات النظام منذ بداية العام الحالي، موضحاً أن خروقات قوات النظام السوري وروسيا ضمن منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) تجاوزت الـ1740 خرقاً منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف الشهر الجاري.