سورية: انفجارات غامضة في محيط القاعدة الأميركية.. وشحنة أسلحة تصل إلى مليشيات إيرانية
لليوم الثاني على التوالي، هزت انفجارات محيط قاعدة أميركية في سورية، وتضاربت الروايات حول مصدر هذه الانفجارات، فيما وصلت شحنة جديدة من الأسلحة والذخائر إلى المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين شرق سورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن انفجارين سُمعا، اليوم الأحد، في منطقة الـ 55 عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، ضمن البادية السورية، والتي توجد فيها قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي، وسط تحليق لطيران مروحي تابع للتحالف في أجواء المنطقة.
ووفق المصدر، لم ترد معلومات عن طبيعة الانفجارين، فيما إذا كانا ناجمين عن تدريبات عسكرية للتحالف أو عن صواريخ أطلقت من القاعدة، أم ناجمة عن استهداف جديد للقاعدة.
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد جويل هاربر، على "تويتر"، اليوم، إنه لم ترد أية تقارير عن هجمات على قاعدة التنف.
وكان جيش "مغاوير الثورة"، المدعوم من قوات التحالف الدولي، أجرى، في 18 الشهر الماضي، تدريبات بالذخيرة الحية بمشاركة القوات الأميركية في محيط القاعدة.
ويوم أمس، تحدثت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري عن استهداف قاعدة "حقل كونيكو"، شرقي دير الزور، التابعة للتحالف الدولي لاستهداف صاروخي من قبل مجهولين.
غير أن مصدراً محلياً قال لـ"العربي الجديد" إنه لم يكن هناك أي استهداف لقاعدة كونيكو، وإن ما جرى هو انفجارات عدة وقعت في فرن الكيلاني بمنطقة العربة القريبة من القاعدة. وأوضح أن الانفجارات كان سببها محاولة تسخين براميل المازوت من قبل العاملين في الفرن الذي يملكه شخص يدعى أبو خولة.
وصول شحنة أسلحة إلى المليشيات الإيرانية
إلى ذلك، أشار المصدر إلى وصول شحنة أسلحة وذخائر قادمة من العراق إلى المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين، حيث جرى تخزينها داخل مستودعات في منطقة الشبلي الأثرية.
وعادة ما تستخدم المليشيات المواقع الأثرية لتخزين الأسلحة تجنباً لاستهدافها من قبل طيران التحالف الدولي أو الطيران الإسرائيلي، وخاصة قلعة الرحبة الأثرية بالقرب من مدينة الميادين. وتضم الشحنة الجديدة صواريخ إيرانية قصيرة المدى ومنصات لإطلاق هذه الصواريخ.
من جهة أخرى، استولت مليشيا الحرس الثوري الإيراني على مبانٍ سكنية في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، تعود ملكيتها لأشخاص مقيمين خارج البلاد، وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن المليشيا استولت، خلال الأيام الـ 4 الأخيرة، على 13 مبنى سكنياً في حي الجمعيات الشمالية وحي النصر بمدينة تدمر، أصحابها من اللاجئين خارج سورية، مشيرة إلى أن عدد المباني السكنية التي استولت عليها المليشيات الإيرانية في مدينة تدمر زاد حتى الآن عن 65، إضافة للمؤسسات العامة ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
اشتباكات في إدلب
وفي شمال غربي البلاد، استهدفت قوات النظام، صباح اليوم، بقذائف المدفعية، قريتي الفطيرة وحرش بينين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما أعلن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم عن إصابة عنصرين من قوات النظام، أحدهما جراء قصف بصواريخ مضادة للدبابات في محافظة إدلب، والآخر برصاص قناصة في ريف اللاذقية.
وذكر الناشط حسان محمد لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة استهدفت أيضا مواقع لقوات النظام بالرشاشات والقناصات على محور السرمانية في سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي، وسط معلومات عن وقوع إصابات في صفوف تلك القوات.
كتابات على الجدران
وفي ضواحي العاصمة دمشق، انتشرت على جدران مدينة الهامة كتابات على جدران المنازل، تطالب بالحرية وإسقاط النظام وإطلاق سراح المعتقلين على الرّغم من سيطرة قوات النظام على المنطقة.
ونقل موقع "صوت العاصمة" المحلي عن نشطاء قولهم إنّ الكتابات تركّزت على طريق المجلس البلدي، وبالقرب من ساحة الهامة، حيث جرى أيضا تمزيق صورة لرئيس النظام في المنطقة.
وأضاف الموقع أنه تبع ذلك استنفار لعناصر الأمن السياسي واللجان الشعبيّة التابعة لنظام الأسد، والذين انتشروا في مختلف أحياء البلدة، وعملوا على إزالة الشعارات عن الجدران.
وقبل أيام شنت المخابرات الجوية التابعة للنظام حملة دهم واعتقالات في بلدة دير ماكر بريف دمشق الغربي، وذلك بعد انتشار رسوم وعبارات على جدران المدينة طالبت برحيل المقاتلين الموالين لإيران. كما جرى في مدينة التل بريف دمشق قبل ذلك إحراق صورة بشار الأسد وسط المدينة، مع ظهور كتابات مناهضة لنظامه على جدرانها.
وفي جنوبي البلاد، قتل الشاب محمد جمعة البدران إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الطيبة وكحيل شرقي درعا. وذكر "تجمع أحرار حوران" أن البدران ينحدر من بلدة كحيل، وعمل في السابق ضمن فصيل جيش العشائر التابع للمعارضة، وبعد سيطرة النظام على محافظة درعا أجرى التسوية ولم ينضم لأي جهة عسكرية.
وكان النظام السوري قد أفرج أمس عن 21 معتقلاً من صالة المجمع الحكومي في مدينة درعا، جميعهم اعتقلوا عقب سيطرة النظام على محافظة درعا في يوليو/ تموز 2018.
وتجرى عمليات الإفراج عن المعتقلين في ظل استمرار قوات النظام بتنفيذ عمليات الاعتقال بشكل شبه يومي، حيث شهد الشهر المنصرم 55 حالة اعتقال في محافظة درعا، وفق تقارير محلية.