سورية: المليشيات الإيرانية تفقد الاتصال بعناصرها في تدمر وتستنفر ضد "قسد" في الرقة

26 ديسمبر 2021
عناصر الحرس الثوري اختفوا قرب تدمر (فرانس برس)
+ الخط -

فقدت مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الاتصال بمجموعة من العناصر التابعين لها جنوبي تدمر وسط سورية، فيما استنفرت هذه المليشيات قواتها ونشرت عناصرها على المعابر الواصلة بين مناطق سيطرة قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في أرياف الرقة شمال شرقي البلاد، بهدف اعتقال أشخاص أكراد، رداً على اعتقال "قسد" مهندسين إيرانيين قبل أيام.

وذكر الناشط محمد التدمري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أنّ مجموعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني اختفوا أثناء عودتهم من بلدة العليانية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري جنوبي تدمر نحو مقراتهم في مدينة تدمر.

وأوضح أنه فقد الاتصال، يوم أمس السبت، بالمجموعة المكوّنة من 5 عناصر يستقلّون عربة رباعية الدفع مزوّدة برشاش متوسط شمالي بلدة العليانية، لتبدأ بعدها دوريات بالبحث عنهم. وأشار إلى أنّ من بين المفقودين قيادياً عراقياً مسؤولاً في كتيبة تابعة للحرس الثوري الإيراني.

إلى ذلك، نشرت مليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية، ومليشيا "حزب الله العراقي"، المدعومتان من إيران، عناصرها على المعابر البرية الواصلة بين مناطق سيطرة قوات النظام السوري ومناطق "قسد" وعلى جميع خطوط التماس بين الطرفين في أرياف الرقة.

ونقلت شبكة "عين الفرات" المحلية عن سائق حافلة بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق قوات النظام، أنّ هدف المليشيات هو اعتقال شبان وفتيات من المكون الكردي فقط دون وجود تهم موجهة لهم، للرد على اعتقال "قسد" لمهندسين إيرانيين قبل أيام في ريف محافظة الحسكة.

وأوضحت الشبكة أنّ المليشيات نشرت الذعر بين المسافرين نتيجة إيقاف الحافلات والتدقيق في البطاقات الشخصية واستجواب بعض الفتيات والشبان.

ولفتت الشبكة إلى أنّ المليشيات الإيرانية رفعت رايتها الخاصة بدلاً من أعلام قوات النظام السوري على المعابر بين الطرفين، وأوقفت الشاحنات التجارية التي تتوجه نحو مناطق سيطرة "قسد" وأجبرتها على الانتظار في ساحة المعابر، والتوجه نحو مناطق سيطرتها المشتركة مع قوات النظام شرقي الرقة.

من جانب آخر، أصيب ستة أشخاص بينهم امرأتان، نتيجة مشاجرة تطورت إلى اشتباكات مسلحة بين عائلتين في بلدة الشعفة إثر خلاف على قطعة أرض، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى في مدينة هجين لتلقي العلاج.

إحباط محاولة تسلل لـ"قسد" في ريف حلب

وفي شمال سورية، أحبط "الجيش الوطني السوري" المعارض، محاولة تسلل لعناصر "قسد"، الليلة الماضية، على أحد المحاور جنوب مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.

وذكر الناشط محمد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ عدة إصابات وقعت بين المتسللين، حيث دارت اشتباكات بين الجانبين لأكثر من ساعة على جبهة كباشين بريف مدينة عفرين، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأضاف أنّ "الجيش الوطني" استقدم بعد ذلك تعزيزات إلى المنطقة، تحسّباً لمحاولة تسلل أُخرى.

في الأثناء، شهدت مدينة تل أبيض بريف الرقة الواقعة تحت سيطرة "الجيش الوطني" تظاهرة، اليوم الأحد، طالب خلالها الأهالي بتحسين ظروفهم المعيشية، وتأمين المياه ليتمكّنوا من ري أراضيهم الزراعية، مهددين بالتصعيد في حال عدم تلبية مطالبهم.

مناورات روسية في الحسكة

وفي الحسكة شمال شرقي سورية، شهد الريف الغربي لمدينة القامشلي، مناورات عسكرية للقوات الروسية. وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ سلاح الجو الروسي الحربي والمروحي يشارك في التدريبات التي انطلقت من مطار القامشلي، وتستهدف دعم القوات البرية لقوات النظام السوري، والتدرّب على تنفيذ غارات جوية ضد هجمات محتملة.

من جهة أخرى، أعلنت فرقة "السلطان سليمان شاه" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض إقالة اثنين من مسؤوليها، بحسب ما قاله قائدها محمد الجاسم (أبو عمشة)، أمس السبت، في تغريدة على "تويتر".

ويأتي القرار في وقت تشهد فيه العلاقة بين غرفة القيادة الموحدة "عزم"، وفرقة "السلطان سليمان شاه"، حالة من التأزم بعد فتح الغرفة ملف انتهاكات فصيل "أبو عمشة" العامل في صفوفها وتجاوزاته بحق المدنيين في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين.

وقال الجاسم إنه قرر إقالة المسؤول الأمني سيف الجاسم وتكليف الرائد حسان نقرش، وإقالة رئيس المكتب العسكري للفرقة (أبو سراج) وتكليف المقدم عمر الملحم رئيساً للمكتب، وكلا الشخصين المعزولين هما شقيقان لقائد الفرقة الجاسم.

وذكر الجاسم أنّ قرار الإقالة يأتي "دعماً لعمل لجنة تقصي الحقائق ورد المظالم، ودعماً لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين أياً كانت مواقعهم القيادية". وأضاف أنّ إقالة المسؤول الأمني والقائد العسكري تمّت ريثما تنتهي اللجنة من عملها، مشيراً إلى أنه "منْ كان مذنباً يجب أن يحاسب أياً كان، ومن كان بريئاً وجب ردّ اعتباره".

يذكر أنّ غرفة القيادة الموحدة "عزم" أعلنت، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبول عودة فرقة "السلطان سليمان شاه" إلى صفوفها، وصفوف حركة "ثائرون" التي يقودها فهيم عيسى، مقابل عدة شروط، من ضمنها تعاون الفرقة مع القضاء، وتسليم كل من يثبت عليه تجاوزات وانتهاكات لتسويتها.

"اعترافات" لمسؤولين عن اغتيالات في دمشق

على صعيد آخر، نشر النظام السوري "اعترافات" لعدة أشخاص معتقلين لديه قال إنهم يتبعون لتشكيل "سرايا قاسيون"، التابع لتنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، واتهمهم بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في عدة مناطق بدمشق وريفها خلال الأعوام السابقة.

وبثت القناة "الإخبارية" السورية، أمس السبت، لقاءات مصورة مع أفراد من التشكيل الذين قالوا إنهم كانوا يتلقون تعليماتهم من أشخاص في إدلب، دون أن يتسنى التأكد من صحة هذه الاعترافات المزعومة، حيث اعتادت أجهزة النظام الأمنية على إجبار الموقوفين على الإدلاء باعترافات مماثلة.

وبحسب الاعترافات التي أدلى بها أفراد المجموعة المزعومة، فقد نفّذوا سلسلة تفجيرات وعمليات اغتيال في دمشق وريفها خلال الأعوام 2019 و2020 و2021 أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، ومن بينها تفجير حافلة لمؤسسة الإسكان العسكري، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قرب جسر الرئيس بدمشق، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة آخرين.

وقال الأشخاص الذين ظهروا في التسجيل المصور إنهم كانوا يتلقوّن تعليماتهم من قادة في "جبهة النصرة" موجودين في محافظة إدلب، وأضافوا أنهم كانوا يستخدمون بطاقات شخصية مزورة لاستلام وتوزيع المواد المتفجرة والأموال.

وضمت المجموعة 8 أشخاص بينهم امرأة واحدة، جميعهم في أواخر العشرينيات من أعمارهم ويقيمون في دمشق وريفها.

وأعلن عن تشكيل "سرايا قاسيون" لأول مرة، في إبريل/نيسان 2019، غير أنّ ناشطين وصحافيين سوريين يشككون عادة في مثل هذه الاعترافات، حيث ظهرت سابقًا فيديوهات مشابهة أُجبر خلالها أشخاص على الإدلاء باعترافات تخدم رواية النظام السوري، مثل فيديو والد الطبيبة أماني بلور، وفيديوهات أطباء آخرين يدعمون رواية النظام حول استخدام الأسلحة الكيميائية.

المساهمون