سورية: الاحتجاجات في السويداء تكتسب زخماً أكبر في يومها الثالث

22 اغسطس 2023
من الاحتجاجات في السويداء (تويتر)
+ الخط -

احتشد آلاف السوريين في عدد من مدن وقرى محافظة السويداء جنوبي البلاد، مطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد، في اليوم الثالث من موجة الاحتجاجات الآخذة في الاتساع بالجنوب السوري الخاضع لسيطرة النظام.

وقال نشطاء لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب عن العمل والتجارة في السويداء مستمر لليوم الثالث على التوالي، تزامناً مع خروج احتجاجات في عدد كبير من النقاط، وسط دعوات للاحتجاج في نقاط أخرى.

ورصد "العربي الجديد" منذ ساعات صباح اليوم توجّه محتجين إلى الطريق الدولي السويداء- دمشق، وقطع الطريق الرئيسي في بلدة سليم، تزامناً مع حركة تظاهر واحتجاج على الطرقات في 40 بلدة وقرية ومدينة.

وأمس الاثنين، انطلقت تظاهرات شعبية في 35 نقطة، فيما توجه العدد الأكبر من المتظاهرين إلى ساحة السير "ساحة الكرامة" في مدينة السويداء، مركز المحافظة.

ويطالب المحتجون بتطبيق القرارات الأممية والحلول الدولية التي طرحت لإنقاذ الشعب السوري، من خلال انتقال سياسي يضمن الاستقرار والإعمار. وحملوا لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254.

واندلعت شرارة الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها، بعد إصدار النظام السوري، أخيراً، مراسيم بزيادة الرواتب ورفع الدعم الكلي والجزئي عن البنزين و"المازوت" (الوقود) ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

وتخضع محافظة السويداء، وعموم الجنوب السوري، لقبضة نظام الأسد الأمنية، بعد نحو 14 عاماً على اندلاع الثورة السورية وتمزق البلاد، بفعل الحملة القمعية الوحشية التي قادها الأخير.

لكن هذه القبضة لم تمنع خروج الاحتجاجات، وتجدد المطالبة بإسقاط النظام، في ظل واقع أمني مترد وتجنيد إجباري في عموم مناطق سيطرته.

ورافقت الاحتجاجات في السويداء، تظاهرات أخرى مماثلة في درعا المجاورة للمطالبة بإسقاط النظام.

وقال حمزة المعروفي، محرر "شبكة الراصد" المحلية، إن الشبكة وثقت 23 نقطة احتجاج، اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى دعوات احتجاج في العديد من القرى، منها "أم الزيتون، لاهثة، سهوة البلاطة، الثعلة، الخرسا، أم الرمان، صلخد، شهبا".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال المعروفي لـ"العربي الجديد"، إن العدد مرشح للزيادة، حيث تلتحق القرى تباعاً بالاحتجاجات، مضيفاً أن المحتجين أغلقوا مقر بلدية دوما ومقر الفرقة الحزبية التابعة لحزب البعث، وأن الموظفين لم يأتوا إلى عملهم على غرار آخرين في عموم المحافظة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الأفرع الأمنية للنظام استنفرت منذ ثلاثة أيام بشكل كامل، ووزعت عناصرها داخل المؤسسات الحكومية بحجة الحراسة.

وكشف أحد موظفي مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي عن وجود عدد من العناصر الأمنية داخل مكاتب المؤسسة على الرغم من أن المحتجين لم يصلوا إليها.

وتلقى النظام ضربة موجعة تمثلت في امتناع عدد كبير من أعضاء حزب البعث عن القيام بأي خطوة ضد المحتجين، فيما انضم جزء منهم للتظاهرات، من بينهم رئيس فرقة حزبية في قرية سهوة البلاطة، فيما خرج عناصر الحزب في قرية الخرسا بمنطقة اللجاة بتظاهرة ليل الأحد الماضي.

وكان لمنع أمين فرع حزب البعث فوزات شقير من مغادرة بلدة القريا والتلاسن مع المحتجين من أبناء بلدته، وقع كبير في كسر حاجز الخوف.

وقال الناشط المدني ساري الحمد إن النظام يعتقد أن عامل الوقت ومرور الأيام يمكن أن يطفئ الاحتجاجات دون تحقيق نتائج.

وعلى الرغم من كل التعزيزات العسكرية التي جلبها النظام إلى المحافظة قبل اندلاع الاحتجاجات، فإنه لم يستخدمها في القمع حتى الآن، خوفاً من سقوط قتلى، وبالتالي انتفاض باقي المحافظات.

إلى ذلك، قال الناشط المدني عدنان معروف من منطقة اللوا شمالي السويداء، إن تعزيزات كبيرة كانت متجهة إلى المحافظة، لكنها عادت من منتصف الطريق بعد تهديدات شعبية.

وذكر الناشط أن الطريق الرئيسي بين دمشق والسويداء مراقب تماماً من قبل ثوار المنطقة.

وبحسب نشطاء، فإن اللافت في هذه الاحتجاجات الشعبية هو موقف شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري المؤيد للحراك الشعبي، والذي استقبلت دارته آلاف الأشخاص المناصرين لموقفه.

وقال الهجري في بيان سابق إن "البلد ومقدراتها حق للشعب، وليس هنالك تفويض لأي أحد مهما كان ببيع أو رهن أو تأجير هذه المقدرات"، بإشارة مبطنة لرأس النظام "بشار الأسد".