وقالت مصادر محلية من أبناء ريف حلب، رفضت الكشف عنها لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجموعة عناصر من "الشرطة المدنية" اعتقلت الناشط المدني خليل أبو شيخو، ليل الاثنين/ الثلاثاء من مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
وأكدت المصادر أن اعتقال شيخو جاء على خلفية إزالته اسم مدرسة تم تغيير اسمها قبل أيام، من مدرسة "آمنة بنت وهب" إلى "مدرسة الشهيد دوران كسكسن الابتدائية"، وهو اسم لأحد الجنود الأتراك الذين قُتلوا في سورية، موضحةً أن الشرطة المدنية أطلقت سراح شيخو بعد إعلان نشطاء من المدينة عن الدعوة إلى وقفة احتجاجية.
في السياق، أشارت المصادر ذاتها إلى أن فرع "الشرطة العسكرية" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" في منطقة راجو بالقرب من الحدود السورية – التركية، وفرع "الشرطة العسكرية" في ناحية جنديرس الواقعة ضمن منطقة "غصن الزيتون" شمال محافظة حلب، شمالي سورية، لا يزالان يحتجزان قرابة 60 شخصاً، بينهم نساء، وذلك بعد اعتقالهم على دفعات، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية بطرق غير شرعية.
وبينت المصادر أن الشرطة العسكرية فرع جنديرس أطلقت سراح إحدى المحتجزات، عصر الثلاثاء، بعدما كتبت على غرف أخبار محلية تناقلها ناشطون إعلاميون: "أنا غيداء الحسين، محتجزة منذ يومين بالشرطة العسكرية في جنديرس"، موضحةً أن "التهمة هي دخول غير شرعي للأراضي التركية"، مُشيرةً إلى أن "المهربين شرّبوهم قهوة وأطلقوا سراحهم، ونحن عم ننام بين المجرمين وتجار الحشيش، وضعي الصحي سيئ للغاية".
وتشهد مناطق "الجيش الوطني السوري" انتهاكات من قبل الفصائل العسكرية بحق النشطاء والأهالي، دون تفعيل دور المحاسبة، الأمر الذي دفع الأهالي والنشطاء لتنظيم عدة وقفات احتجاجية لأسباب مختلفة، معظمها انتهاكات في المنطقة، كما تشهد المنطقة بين الفينة والأخرى اقتتالات عسكرية، غالبيتها ينتج عنها قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
واليوم الثلاثاء، قُتل صهيب الشيخ، وأُصيب شقيقه مصعب، وهما يعملان ضمن صفوف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، كما أنهما أبناء هاشم الشيخ (أبو جابر) أحد القادة السابقين لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية"، إثر اندلاع اشتباك مسلح مع حاجز عسكري لـ"تحرير الشام" في قرية باتبو بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.
ولفت الناشط مصطفى الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن حاجزاً أمنياً لـ"هيئة تحرير الشام" اشتبه بسيارة صهيب الشيخ، وتبعيتها لتشكيل ما يُسمى "سرايا درع الثورة"، الأمر الذي دفع عناصر الحاجز الواقع على مفرق بلدة باتبو إلى إطلاق الرصاص بشكل مكثف على السيارة، ما أسفر عن مقتل نجل هاشم الشيخ وإصابة شقيقه.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "سرايا درع الثورة" (مجهولة التبعية) قد أعلنت في الرابع عشر من يوليو/ تموز الجاري، عن اغتيال القيادي ضمن الجهاز الأمني في صفوف "هيئة تحرير الشام"، إبراهيم محمد العلي، المعروف باسم أبو صهيب سرمدا، إثر استهدافه بعدة طلقات بعد نصب حاجز مؤقت للمجموعة في منطقة بئر الطيب القريبة من مدينة معرة مصرين شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
"المجلس العسكري" يجبر "قسد" على الانسحاب من غالبية ريف دير الزور
تمكن "مجلس دير الزور العسكري"، العامل ضمن صفوف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بالتعاون مع أبناء القبائل والعشائر السورية في ريف المدينة، من طرد قوات قيادة "قسد" من 70% من ريف محافظة دير الزور الذي تُسيطر عليه، وذلك بعد توتر أمني بين الطرفين في المنطقة، بالتزامن مع ورود معلومات عن توصل الطرفين إلى هدنة برعاية قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مقاتلي "المجلس العسكري" تمكنوا، اليوم الثلاثاء، بالاشتراك مع مقاتلين من قبائل "العكيدات" و"البكارة" و"المشاهدة" و"الدليم"، وباقي عشائر دير الزور، من السيطرة على مدينة البصيرة شرقي دير الزور، وبلدة العزبة في شمالها، وخط الخابور حتى ريف محافظة الحسكة. وأكد أن "أرياف دير الزور الشرقية والغربية والشمالية أصبحت بشكل شبه كامل في أيدي مقاتلي المجلس وأبناء القبائل العربية، في ظل الإبقاء على بعض المقرات لقسد في كلٍ من الكسرة والحصان والمعامل بريف دير الزور الغربي، وبلدة هجين بريف دير الزور الشرقي، لاسيما أن جزءا من قسد انسحب إلى قاعدة كونيكو للغاز، بينما انسحب جزء ثان إلى قاعدة حقل "العمر" (النفطي)، وثالث إلى أرياف محافظتي الحسكة والرقة".
وبين العكيدي، أن قوات "الكوماندوز" التابعة لـ"قسد"، بالاشتراك مع "قوى الأمن الداخلي" (أسايش)، "دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من محافظة الحسكة إلى أطراف ريف دير الزور الشرقي، بالتزامن مع رتل عسكري تابع لقوات التحالف الدولي، وصل إلى بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي".
ولفت العكيدي إلى أن قائد "المجلس العسكري" أحمد الخبيل "طلب من جميع عناصره وقف إطلاق النار في المناطق التي تشهد اشتباكات بريف محافظة دير الزور"، موضحاً، أن "قسد" أوقفت "عمل أبراج الاتصال اللاسلكي بهدف قطع التواصل بين ألوية المجلس في أرياف دير الزور الغربية والشرقية والشمالية".
وكان عنصران اثنان من قوات المجلس، هما: مجود الحسن، ومحمد عباس صادق، قد قُتلا، ظهر اليوم الثلاثاء، وأصيب عنصر آخر يدعى صقر الحباس، إثر اندلاع اشتباكات مع الشرطة العسكرية التابعة لـ "قسد" في بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، وذلك على خلفية قيام قوات الشرطة العسكرية باعتقال عناصر من مجلس دير الزور العسكري، وسط تهديدات من قبل الأخير بشن هجمات ضد مقرات الشرطة، إن لم يتم الإفراج عن المعتقلين.
وتناولت صفحات محلية، الأربعاء الفائت، تسجيلا صوتيا لقائد المجلس العسكري أحمد الخبيل، يؤكِّد فيه وجود خلافات مع قيادة "قسد"، ويطلب من عناصره الاستنفار، استعداداً لأي "معركة داخلية أو خارجية"، فيما لم يتسن لـ "العربي الجديد" التأكد من صحة التسجيل الصوتي.