استهدف مجهولون، الليلة الماضية، قاعدة للجيش التركي في إدلب شمال غربي سورية بقذيفة صاروخية دون وقوع خسائر بشرية، فيما قُتل وجُرح 13 شخصاً على الأقل جراء انفجار قذائف من مخلفات الحرب في شمال البلاد وشرقها.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين أطلقوا قذيفة صاروخية على قاعدة الجيش التركي في بلدة بليون بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث أدت القذيفة إلى انفجار دون وقوع خسائر بشرية، قابلها الجيش التركي بعملية تمشيط في محيط القاعدة دون العثور على منفذي الاستهداف.
وكان الجيش التركي قد تعرض سابقاً لعدة هجمات من قبل مجهولين في المنطقة، أدى بعضها إلى وقوع خسائر بشرية في صفوفه.
إلى ذلك، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على محيط قرية الزيادية في ريف إدلب الغربي، كما أصيب آخرون بقصف من قوات النظام طاول سيارة على أطراف قرية القرقور بريف حماة الغربي.
وكانت قوات النظام السوري قد صعدت، خلال اليومين الماضيين، من عمليات استهداف سيارات المدنيين والعسكريين على الطرقات التي تشرف عليها مواقع النظام مستخدمة صواريخ موجهة، وأدى ذلك إلى وقوع قتلى وجرحى.
من جانب آخر، وقعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السورية المسلحة على محور بلدة كفر نوران في ريف حلب الغربي تزامنت مع استهداف متبادل بالقذائف المدفعية، فيما قصفت قوات النظام مناطق في قرى قسطون وزيزون والزيادية في سهل الغاب بريف حماة الغربي، محدثة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
في غضون ذلك، هاجم مجهولون على دراجة نارية بقنبلة تجمّعاً للمدنيين في حارة القشا بمدينة حارم في ريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.
وتحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن إصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة جراء انفجار مقذوف في منطقة مخيم قاح شمالي إدلب، ويُرجح أن المقذوف من مخلفات قصف النظام السوري على المنطقة، وذكرت المصادر أن الانفجار حدث في أثناء حرق النازحين في المنطقة أكواماً من القمامة.
وفي دير الزور شرقي البلاد، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن طفلين قُتلا وجُرح آخران جراء انفجار لغم من مخلفات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي في قرية حطلة الخاضعة لسيطرة النظام السوري شمال شرقي المحافظة.
إلى ذلك، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة جراء انفجار لغم بهم في حي الصناعة وسط مدينة دير الزور، مضيفة أنّ المصابين جرى نقلهم إلى المستشفى الإيراني في حي القصور بالمدينة.
في غضون ذلك، جدد الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري غاراته على مواقع ومناطق متفرقة في البادية السورية الممتدة على محافظات الرقة ودير الزور وحماة، وتركزت الغارات وفق مصادر "العربي الجديد" على بادية أثريا، حيث استهدفت مناطق يرجَّح أنها مخابئ لخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكثف الطيران الحربي الروسي والطيران التابع للنظام السوري، منذ صباح اليوم، غاراتهما على مناطق نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية بعد تعرض النظام لخسائر بشرية أمس خلال عمليات التمشيط ضد التنظيم في مناطق متفرقة في وقت عززت المليشيات الإيرانية وجودها في البوكمال وريف حمص.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري شنا غارات مكثفة صباح اليوم على مناطق وموقع في الجرود والجبال بالبادية السورية، وبخاصة في محور أثريا جنوبي الرقة وشمال شرقي حماة وذلك بعد تعرض النظام لهجمات مضادة من قبل خلايا "داعش" كبدته 15 عنصراً بين قتيل وجريح خلال يوم أمس.
وأوضحت المصادر أنّ عشرات الغارات الجوية شنت على المحور منذ الصباح بالتزامن مع التمشيط البري، مرجحة أنّ الغارات الجوية تأتي بهدف منح القوات البرية فرصة للتقدم على الأرض ومنع هجمات خلايا التنظيم وليست مهمتها تدمير المواقع لأن عدد الغارات التي تشن في كل مرة كافٍ لتدمير مدن بأكملها.
وأكدت المصادر أنّ الطائرات التي تنفذ الغارات تقلع بالدرجة الأولى من مطار حميميم العسكري في اللاذقية ويلاحظها بشكل يومي سكان المناطق المجاورة، وتستخدم تلك الطائرات في غاراتها قذائف وصواريخ شديدة الانفجار، لافتة إلى أنه من المرجح قيام الطيران الروسي باستغلال هذه العمليات لتجريب طائراته وأسلحته بالدرجة الأولى.
ووفق المصادر، فإنّ الطيران الروسي شنّ، منذ صباح أمس، وحتى فجر اليوم، أكثر من 60 غارة على منطقة جبل البشري على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور وعلى بادية أثريا على الحدود الإدارية بين الرقة وحماة وحلب، وعلى بادية السخنة على الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور.
وكان النظام السوري قد حشد قواته واستقدم تعزيزات من إدلب ودرعا إلى محاور عديدة في البادية على رأسها محور السخنة شمالي حمص من أجل توسيع نطاق عملياته ضد التنظيم في البادية السورية، وتتزامن تلك العملية مع زيارة ميدانية أجراها رئيس النظام بشار الأسد إلى المنطقة الصناعية في حسية جنوبي حمص وهي منطقة قريبة من البادية.
وكانت الطائرات الروسية قد شنت، يوم أمس فقط، أكثر من 60 غارة جوية، وفق المصادر لم تتبين ما هي نتائجها على غرار معظم الغارات التي تشن في البادية منذ شهور.
وبحسب المصادر، فقد وصلت تعزيزات عسكرية للنظام من الفرقة الحادية عشرة والفرقة الخامسة والعشرين بالإضافة لمليشيات "الفيلق الخامس"، ودخلت نطاق العمليات في محور خناصر أثريا شمالي حماة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني بدأت أيضاً بالمشاركة في عمليات النظام المدعومة من الطيران الروسي بالتزامن مع تعزيز وجودها على محاور مطار الشعيرات جنوبي حمص، وعلى محاور مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وتشهد البادية السورية منذ عام تقريباً عمليات عسكرية من قبل النظام بدعم روسي بهدف ملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، إلا أن تلك العمليات لم تحد أو توقف عمليات تلك الخلايا التي استهدفت قوات النظام عدة مرات وكبدتها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد كما طاولت تلك الهجمات مدنيين أيضا.
وفي جنوب البلاد، تعرض ضابط متقاعد في قوات النظام السوري لهجوم من مجهولين في بلدة قرقس بريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتله على الفور، وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن الضابط يتحدّر من محافظة درعا، وهو متهم بالتعاون مع النظام السوري.
كما قتل عنصران من قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، بهجوم من مجهولين في ريف درعا الشرقي وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ عنصرين من قوات النظام السوري قتلا بهجوم من مجهولين بالرصاص على الطريق الواصل بين بلدتي المسيفرة وأم ولد في ريف درعا الشرقي، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى ناحية مجهولة ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء العملية.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ الهجوم تزامن مع وصول وفد من الشرطة العسكرية الروسية إلى بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة المجاور لريف درعا، وذلك بهدف رعاية مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء محليين على خلفية التوتر الأخير في المنطقة ومطالبة النظام لعدد من الأهالي بمغادرة المنطقة نحو الشمال السوري.
وكان النظام السوري قد تعرض لهجوم من مجهولين في منطقة تل كروم جبا بالمنطقة واتهم على أثره عشرة أشخاص في بلدة أم باطنة وطالب بتسليمهم أو إخراجهم من المنطقة إلى الشمال بالإضافة إلى تسوية أوضاع المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفه من أهالي المنطقة أو الاجتياح العسكري للمنطقة.
وذكرت المصادر أنّ هجوماً آخر طاول اليوم شخصاً في مدينة طفس بريف درعا الغربي، ما أدى إلى إصابته بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى. كما أصيب شاب آخر في بلدة اليادودة إثر تعرّضه لاستهداف مباشر بطلق ناري من قبل مجهولين لاذوا بالفرار، ونقل الشاب على أثرها إلى المستشفى.
وفي حمص، وسط البلاد، قالت مصادر محلية إن عنصرين من قوات النظام السوري قُتلا وجُرح آخرون جراء اشتباك وقع مع أشخاص يرجح أنهم عاملون في التهريب، وذكرت المصادر أن اشتباكاً وقع بين قوات النظام والمهربين قرب محطة النور على طريق حمص طرطوس شمال غربي مدينة حمص.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القتلى تابعون للجمارك، وعصابة التهريب تابعة لفروع النظام الأمنية، وجرى الهجوم من العصابة على دورية الجمارك بشكل مباغت، بهدف فتح الطريق أمام عملية تهريب.