تتوسع الاحتجاجات الشعبية في السويداء جنوبي سورية أفقياً ونوعياً، في يومها الثاني والثلاثين، مطالبة بانتقال سياسي بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، في ظل عدم توافر إرادة سياسية دولية جادة للتوصل إلى "حل" في سورية.
وقالت مصادر مقربة من الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الهجري يتلقى الدعم الشعبي الكامل داخل المحافظة وخارجها ومن كل الشرائح التي تزور دارته في بلدة قنوات، فيما أكد مقربون أيضاً تلقيه اتصالات لم يعلن عنها.
وعلى الجانب الآخر، تابع الإعلام الرسمي وشبه الرسمي الهجوم على مظاهرات السويداء، ناشراً الإشاعات عن تفجيرات مفتعلة في السويداء تنفذ خلال ساعات، وعن هجوم على حواجز عسكرية، والتي لم تمنع الأهالي من متابعة انتفاضتهم غير عابئين بشائعات النظام.
الناشط المدني منيف رشيد قال، لـ"العربي الجديد"، إن "الحراك الشعبي بدأ ينتقل بشكل أفقي وسط الناس وبدأت وجوه وفعاليات جديدة تلتحق بالشارع بشكل يومي، مع صقل أفضل للشعارات والهتافات في الساحات، وبات التركيز واضحاً على أهداف الثورة المتمثلة بالقرار الدولي وإسقاط النظام".
وأكد الناشط أن "أعداد المحتجين لا تختلف كماً عن الأيام السابقة بل نوعاً، بانضمام أعداد متزايدة من مثقفين ومحامين يضيفون مزيداً من الزخم والقوة إلى الشارع، إضافة لوجود النساء بشكل كبير، ما يدفع باستمرارية الحراك في ساحات المحافظة".
وفي السياق، قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس (اسم مستعار)، المنحدرة من الساحل السوري لـ"العربي الجديد" عن الاتصالات التي يتلقاها الشيخ الهجري: "لا يريد هذا النظام أن يفهم أن مثل هذه الاتصالات حالة طبيعية في الصراع السياسي، وليست خارجة عن السياق الوطني، خاصة عندما تتعلق برمز وطني أجمع عليه كثير من السوريين، كالشيخ الهجري".
وأضافت: "النظام يحاول جاهداً إحباط وتخوين أي شخصية يلتف حولها السوريون، ويسعى كعادته لتشويهها وإطلاق التهم جزافاً بحقها، خوفاً من تمدد أي حالة شعبية مناهضة له".
وتميز اليوم الثاني والثلاثون بوجود شعارات ولافتات شملت لغات رسمية في العالم، بما فيها الصينية، بعد الإعلان عن زيارة رأس النظام وعقيلته إلى الصين لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الآسيوية.