إصابتان بإطلاق عناصر من "البعث" النار على المتظاهرين في السويداء جنوبي سورية

13 سبتمبر 2023
تشهد السويداء منذ أسابيع تظاهرات مناهضة للنظام السوري (ليس الشبل/الأناضول)
+ الخط -

أطلقت عناصر مسلحة متمركزة على أسطح فرع "حزب البعث" في السويداء جنوبي سورية، النار، اليوم الأربعاء، على مجموعة من المتظاهرين السلميين أثناء توجههم برفقة رجال دين إلى مبنى فرع الحزب، بعد ورود معلومات عن دخول الموظفين إليه، في ظل استمرار الاحتجاجات بالمحافظة ضد النظام السوري.

ورصد "العربي الجديد" عملية إطلاق النار التي أسفرت عن إصابة شابين، أحدهما من المتظاهرين السلميين، والآخر من المارين بسيارته، على الطريق المقابل للمبنى.

وبحسب شبكة "الراصد" المحلية، فإن وفوداً من أهالي المحافظة توجهت نحو دارة الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، لاتخاذ الإجراءات المناسبة، مطالبين الشبان المنتفضين بضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الفتنة الأمنية الرامية لإراقة الدماء وإعادة التجربة السورية على مدى اثني عشر عاماً، على حدّ تعبيرهم.

وقال قائد "تجمع أحرار جبل العرب" سليمان عبد الباقي لـ"العربي الجديد"، إن لديه معلومات أكيدة عن تمركز عناصر إيرانية في مبنى فرع "حزب البعث"، وأن عناصر من "حزب الله" اللبناني قد باتوا في السويداء للقضاء على المحتجين السلميين. في وقت أكد قائد أحد الفصائل المحلية مرهج الجرماني، أن أهالي المحافظة سوف يتصدون بصدور عارية لنيران جيش النظام وأجهزته ومرتزقته، ولكن ليس لوقت طويل.

 

 

وكان مجلس محافظة السويداء المعيّن من قبل "حزب البعث"، أصدر بياناً مساء الاثنين، كان البند الأبرز فيه مطالبة ضمنية بالتدخل العسكري في السويداء، تحت ذريعة حماية المؤسسات الحكومية.

ولقي البيان المذكور شجباً واستنكاراً من قبل أهالي محافظة السويداء، إذ اعتبره ناشطون حقوقيون ومدنيون بمثابة تحريض على الفوضى، ونية مبيتة لخلق صدام بين المتظاهرين والأفرع الأمنية، محمّلين السلطات المسؤولية عن أي حادث يقع في المحافظة.

وأكدت مجموعة من الأهالي وفق ما رصد "العربي الجديد"، أن المجلس لا يمثل أهالي المحافظة لأن أعضاءه عُيّنوا، باستئناس بعثي بانتخابات شكلية.

وقال الناشط المدني سامر أبو دقة في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه ومنذ بداية الحراك، لم تسجل المحافظة أي حادثة خطف أو سرقة أو سلب أو قتل، واختفت هذه الحوادث، وهذا ما يدل على أنها كانت مدعومة من قبل الأفرع الأمنية. وعليه، يرى أبو دقة أن المطالبة بالتدخل العسكري الذي ورد في بيان المجلس جاءت صيغته من دمشق، بهدف إحداث فتنة وفوضى، وإسكات الشارع.

وأضاف: "لا قيمة لبيان مجلس المحافظة لأنه لا يمثل أهلها، بل يمثل فئة صغيرة جداً من المنتفعين والفاسدين من رجالات حزب البعث".

إلى ذلك، كتب الناشط السياسي بسام العيسمي، أحد أقرباء رئيس المجلس رسمي العيسمي، عبر حسابه على "فيسبوك": "أنتم لا تمثلون أهالي السويداء، التمثيل الحقيقي اليوم للسويداء هو في ساحات الكرامة، حتى أنتم لا تمثلون أنفسكم، فأنتم أصغر من أن يكون لكم رأي وموقف".

وأردف العيسمي أن المجلس مجرد أداة بيد النظام، مشيراً إلى أن موقفه هو موقف معادٍ لإرادة أهالي المحافظة في مطالبها التي يكفلها الدستور، مطالباً أعضاء المجلس بالالتحاق بأهلهم في ساحة الكرامة، بدلاً من الانصياع لأوامر النظام الذي وصفه بـ "نظام القتل والكبتاغون".

وذكرت مصادر محلية أنه في وقت سابق، حاول عناصر من مجموعة مسلحة مدعومة أمنياً، مهاجمة المتظاهرين في بلدة الكفر، ومحاولة الاعتداء عليهم لتخريب التظاهرة، إلا أن المحتجين تصدوا للهجوم وطردوا المعتدين.

من جانبها، قالت الناشطة في الحراك سلام العباس، في حديث مع "العربي الجديد"، إن النظام يتجه لبث الفوضى من أجل إحداث حالة عنف ومواجهات بين الأهالي في المحافظة، بعد أن أفلس من الرهان على الوقت لأن الاحتجاجات تتسع رقعتها بشكل يومي.